مدير ديوان القذافي يعترف لأول مرة “بتمويل ليبي لساركوزي”

في تصريحات قد تشكل تحولا جديدا في قضية التمويل الليبي لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عام 2007، أقرّ بشير صالح، مدير ديوان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لأول مرة بأن عبد الله السنوسي، مدير جهاز الاستخبارات الليبي سابقا، أخبره بتسليمه مبالغ نقدية لتمويل حملة نيكولا ساركوزي عام 2007.

بشير صالح الذي تعرض لمحاولة اغتيال، في 23 من فبراير/شباط الماضي، بجوهانسبرغ، أصيب على إثرها بجروح خطيرة، أحد الشخصيات المفتاحية في قضية التمويل الليبي لحملة نيكولا ساركوزي 2007 ، ظل ينفي منذ 2012 امتلاكه لأي معلومات أو دلائل تدينه.

هذا النّفي تواصل خلال ظهوره في حلقة برنامج« Cash Investigation»، التي بثت ليلة الثلاثاء على قناة « فرانس 2 ». إلا أن صالح، وبعد أن أنهى الحوار وظن أن الكاميرات و المكيروفات توقفت عن العمل، غير من كلامه ليقول للصحافي : ’’ أنا أعتقد أن هناك تمويلا ليبيا لحملة نيكولا ساركوزي.. عبد الله السنوسي أخبرني بأنه أعطاهم مبالغ نقدية’’ . وهنا قاطعه الصحافي : قلت بأن ساركوزي حصل على تمويل ليبي؟، فأجاب صالح : ’’نعم حصل ذلك، ولكن ليس عبر قناتي أنا، بل عبر قناة وزارة المالية’’.

واستطرد بشير صالح قائلا: (من دون أن يعلم أن التصوير لم يتوقف للَحظة) : ’’ القضية هي بين قائدي بلدين.. القادة لديهم طرق حتى لا يتم كشف الأشياء’’، وأضاف :’’ كان لدى القذافي ميزانية خاصة للأشخاص الذين يريد دعمهم، تقدر بـ350 مليون يورو سنويا .. ويتم تسليم النقود إليهم بشكل مباشر (كاش)”.

وتوقف التحقيق أيضا عند علاقة بشير صالح برجل الأعمال والوسيط آلكسندر جوهري الذي يواجه شبهات بشأن اختلاس أموال خلال بيعه عام 2009 لـفيــلا يمتلكها في منطقة الكوت دازور، جنوب فرنسا، بميلغ تسعة ملايين يورو، لــ ’’بي -ديكس- ماناجمانت’’، وهي مؤسسة ’’أوفشور’’ بنامية، تم إنشاؤها لهذه المناسبة، حيث أعادت هذه المؤسسة بيع الفيلا بعشرة ملايين يورو، لصندوق الاستثمار الليبي الذي كان يديره بشير صالح. لتقوم ’’بي -ديكس- ماناجمانت’’ بعد ذلك بأشهر قليلة بتحويل مبلغ ستمائة ألف يورو إلى رجل الأعمال السعودي خالد بوقشان، على حساب بنكي، تم أيضا تحويل إليه مبلغ خمسائة ألف يورو إلى كلود جيان، مدير حملة ساركوزي 2007 ووزير الداخلية الأسبق في عهده. وتمت هذه التحويلات كلها على يد المصرفي وائل ناصر، الصديق المقرب لآلكسندر جوهري.

كما كشف التحقيق عن أن جوهري كان يتولى تكاليف بعض إقامات بشير صالح في فندف ’’الريتز’’ بباريس منذ عام 2006.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى