الباكوري يدعو إلى تجنُّب النظرة العدمية للنظام التعليمي

دعا مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء – سطات، إلى تجنب النظرة العدمية لنظامنا التعليمي، لافتا الانتباه إلى أهمية استحضار الرهانات الكبرى للبلاد، ومتغيرات المحيط الإقليمي والدولي، متعهّدا بدعم كل المبادرات التي تستهدف تحسين القدرات الإبداعية واللغوية والتكوينية للناشئة، وخاصة تلك التي تهم النهوض بالبحث العلمي قاطرة التنمية المستدامة.

الكبـــــــوري الذي كان يتحدث على هامش اليوم الدراسي الذي احتضنته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالبيضاء تحت عنوان” المهن الواعدة والآفاق الدراسية والتكوينية ما بعد الباكالوريا”، أشار إلى أهمية التوجيه المدرسي في بناء المشروع الشخصي للتلميذ وصناعة تميزه وتفوقه ، وذلك من خلال تقديمه لشهادة عن تجربته الدراسية والمهنية الناجحة، فيما يشبه رسالة تحفيزية للتلاميذ من أجل المثابرة والتميز في التحصيل الدراسي ، وتحمل المسؤولية في الاختيار؛ حيث عبر عن الاعتزاز بالانتساب إلى المدرسة العمومية، مسترسلا مساره المهني حيث اشتغل في القطاع البنكي؛ بما يعنيه ذلك من انفتاح على الأنشطة الاقتصادية، قبل أن يتم تعيينه مسؤولا على رأس مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، مضيفا أن تجربته تعززت بعضويته في مجالس بعض الجامعات، مما مكنه من الانفتاح على قطاع التربية والتكوين وقضاياه، مختتما كلمته بالإعلان عن التحدي الحقيقي الذي ينتظر الجميع وهو كيف يمكن أن تمارس، في المستقبل، مهنة لم تدرسها قط .

ومن جهته نوّه عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية بمختلف المتدخلين والمشاركين في إنجاز المشروع التربوي بالجهة، مبرزا أن أهمية هذا اللقاء، تأتي سياق تنزيل المشاريع المندمجة لتفعيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، وخاصة تلك التي تهم إرساء رؤية وطنية جديدة لنظام التوجيه التربوي والمهني، وتأهيل موارده ، وتوفير الشروط اللازمة للنهوض به، ومنحه أدوارا جديدة بالاعتماد على مقاربات تنطلق من مدخل التربية على الاختيار في مصاحبة المتعلم أثناء بلورة مشروعه الشخصي، مشيرا أن اللحظة الإصلاحية التي تعيشها المنظومة الوطنية للتربية والتكوين توجه بلادنا نحو الانفتاح على محيطها الإقليمي والدولي، مما يجعلها تنخرط في مشاريع تنموية إقليمية كبرى، وتصبح بالتالي، قبلة للاستثمارات، وهذا المتغير يقتضي أن نستحضر جميعا خصوصية اللحظة، وطبيعة الرهانات التنموية التي يتعين كسبها، بتضافر الجهود،والانخراط الواسع .

هذا واستعرض رئيس جامعة الحسن الأول بسطات، الصعوبات التي اعترضته في مساره الدراسي كما المهني، وكيف استطاع أن يحولها إلى حوافز، ودعا التلاميذ إلى أن يستفيدوا مما يتيحه العصر من إمكانات وطاقات، لبناء مستقبلهم الذي يجب أن يبدأ بحسن الاختيار الجيد.

ويشار أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات نظمت بشراكة مع مجلس الجهة هذا اليوم الدراسي الذي توزعت أشغاله بين جلستين: الأولى خصصت لتقديم كلمات وشهادات بعض الشخصيات، والثانية كانت جلسة تفاعلية مع تلميذات وتلاميذ السنة الثانية بكالوريا في موضوع، المهن الواعدة والآفاق الدراسية والتكوينية ما بعد البكالوريا، بحضور رؤساء الجامعات ونوابهم بالجهة، والمدراء الإقليميون، ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية، وأطر التوجيه التربوي، وممثلو هيئة التدريس والإدارة التربوية والإشراف التربوي، ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، كما عرف تنظيم معرض قدمت فيه معطيات تتصل بطبيعة المهام و الخدمات المتعلقة بالإعلام والمساعدة على التوجيه، بمشاركة المركز الجهوي للتوجيه المدرسي والمهني، وجامعات الحسن الثاني بالدار البيضاء، والحسن الأول بسطات، وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ، وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وجامعة مونديابوليس، ومؤسسة ملتقى التوجيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى