رمضان في فنلندا .. بين اختلاف الفتاوى وساعات الصوم الطويلة

ينتظر المسلمون في فنلندا أجواء شهر رمضان بكثير من الشغف. ورغم تفاوت ساعات الصيام وفقًا لحالة شروق وغروب الشمس، إلا أن فرحة قلوبهم لا تخبو خلف إرهاق الصيام.
ويواجه مسلمي فنلندا ايام صوم طويلة جدا ً وخاصة في منطقة الشمال التي تعتبر الاطول نهارا والاقصر ليلاً خلال فصل الصيف، بل تكاد الشمس لا تغيب سوى دقائق معدودة في ما يسمى بشمس منتصف الليل.
اختلافُ منهاج الإفطار والإمساك ومع بداية الأيام الأولى من رمضان يتجدد النقاش والجدال في موضوع عدد ساعات الصيام، سيما أن هنالك مساجدَ ومراكز إسلامية صغيرة في كل مكان، لا تتسع لتجمُّع أعداد كبيرة من المسلمين، فأصبح لكل جالية وجماعة مسجد خاص بها، ما خلق اختلافا في مناهج هذه الجاليات من حيث الإمساك والإفطار.
الرعاية والإشراف المتقن
ويفتقد المسلمون في فنلندا الى الرعاية والإشراف المتقن، وهو ما انعكس سلبا على الجالية المسلمة وجعلها تتراجع، فيما لا يزال الخلافُ بين الجالية المسلمة حول صيام شهر رمضان مستمرّا، فرغم أنّ عددا كبيرا من المسلمين يصومون على توقيت فنلندا خصوصا في مدن الجنوب مثل هلسنكي وتوركوا ،فإن البعض يرى أنه في غياب حكم شرعي يطمئن إليه القلب فمن الممكن للمسلمين في فنلندا أن يصوموا حسب توقيت أقرب بلد وهي تركيا نظرا لطول ساعات الصوم (أكثر من 20 ساعة)، وهناك من يعتمد الصوم على توقيت مكة المكرمة في الإمساك والإفطار بغض النظر عن طول اليوم وقصره.
فضلا عن ذلك، تعاني الجالية المسلمة في فنلندا من غياب التنسيق الفعلي بين مختلف المراكز الاسلامية للنهوض بأوضاع المسلمين، الأمر الذي يجعل بعض المسؤولين الفنلنديين يحتارون حول الجهة التي سيتحدثون معها في القضايا التي تتعلق بالمسلمين.
وللتخفيف من الشعور بالغربة والبُعد عن البلدان الأصلية، يُقيم المسلمون موائد إفطار جماعي في بعض المساجد، رغم طول يوم الصيام، ليعيشوا الأجواء العباديّة لهذا الشهر الكريم؛ وتشهد العديد من المساجد بفنلندا نشاطا تدريسيا في النهار، من قبيل تعليم القرآن الكريم لمن لا يعرفه وشرح مبادئ الفقه وإقامة صلاة التراويح، إلا ان هذه الاخيرة (التراويح) لا تشهد اقبالا كبيرا بسبب المشقة في ادائها خصوصا أنها تقام في وقت متأخّر بعد منتصف الليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى