close button

مناظرة مراكش : أخنوش يدعو الى تعزيز الأمن الصحي والبيئي في افريقيا

أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، خلال كلمته الافتتاحية لأشغال المناظرة الافريقية الثانية للحد من المخاطر الصحية ، مساء اليوم الخميس 28 شتنبر الجاري، بقصر المؤتمرات بمراكش، على ضرورة توحيد الجهود والعمل المشترك بين القادة الأفارقة من أجل تعزيز الأمن الصحي والبيئي في القارة السمراء.

أخنوش الذي كان مرفوقا بعدد من وزراء حكومته، وامام 300 من علماء وخبراء يمثلون 80 بلدا ، المشاركين في المناظرة، أن هناك تحديات تواجهها المملكة ومعها القارة الأفريقية والعالم، بخصوص التغيرات المناخية، تستدعي التعاون وتبادل الخبرات بين بلدان المعمور لمواجهتها او الحد منها، مستعرضا تجربة المملكة المغربية، التي تعيش وضعا مائيا صعبا في السنوات الأخيرة، أحدث ضغطا على النظم الغذائية وجعلها أكثر عرضة للصدمات الاقتصادية والبيئية، بعد تسجيل انخفاض غير مسبوق في مستوى الواردات من المياه ومخزون السدود.

ودعا أخنوش في كلمته امام المشاركين في المناظرة، من أجل مواجهة التحديات المتعلقة ب ” الامن الغذائي والمائي” يستدعي تغيير النظم الغذائية وسلاسل الانتاج الزراعينحو قدر أكبر من الاستدامة .

وأشار رئيس الحكومة، على أن جل التحديات الآنية للمتغيرات المناخية
والأزمة الصحية لوباء ” كورونا ” والحرب الأوكرانية الروسية، فإن الحكومة تمكنت من تأمين تزويد السوق الوطنية والدولية بالمواد الغذائية الأساسية بصفة منتظمة، رغم بعض الإكراهات، بالإضافة إلى تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب عبر رفع حكومته من الاستثمارات في “البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020- 2027 لتصل إلى أكثر من 140 مليون درهم.

واستعرض أخنوش تجربة المغرب تحت الرؤية السديدة للملك محمد السادس، عبر رؤيته جلالته الشمولية للاستمرار في سياسة السدود، مما يدعم رصيد المملكة التاريخي عبر العالم بهذا الشأن ، مشيرا أن المملكة الان قد إنخرطت في مشاريع هيكلية كبرى للربط بين الأحواض المائية، وكذلك مشاريع تحلية مياه البحر ، واعطى نموذجا لتجربة محطة ماسة بإقليم اشتوكة التي انجزت في وقت قياسي رغم ظروف مرحلة كورونا، وأمنت الحاجيات المائية لساكنة أكادير وكذلك مياه السقي بإقليم اشتوكة ايت باها .

وبخصوص ” المنتجات الغذائية السليمة ” ( المحلية والمستوردة ) الموجهة للاستهلاك ، أكد أخنوش على العمل اليومي الذي يقوم به المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وصرامته في مراقبة جل المنتجات الغذائية التي يستهلكها المواطن، والتي تخضع بحسب تعبيره لمراقبة صارمة .

وتوقع أخنوش بناء على تقارير منظمات مختصة، أن تصل ندرة المياه إلى مستويات عالية بحلول سنة 2025، ستجعل ثلثا سكان العالم يعيشون ظروف إجهاد مائي.

وأكد رئيس الحكومة التزام المملكة وانخراطها في الحفاظ على المياه الآمنة من التلوث عبر طرح مشاريع في هذا المنوال، تماشيا مع توصيات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمياه، الذي تم انعقاده شهر مارس 2023 وانتهت أشغاله باعتماد برنامج عمل يشمل أكثر من 700 التزام يهدف إلى تسريع التقدم نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة 2030”.

وسجل رئيس الحكومة أن مواجهة التحديات والأزمات الإقليمية التي تحيط بنا تستدعي “توحيد الجهود والعمل المشترك من أجل تعزيز الأمن الصحي والبيئي في القارة الإفريقية”، مبرزا أنه في إطار الوعي بهذه المسؤولية “بادرت المملكة المغربية، وفقا للرؤية الملكية نحو افريقيا مندمجة وموحدة، ومتضامنة في مواجهة الأزمات.

وتماشيا مع فقرات المناظرة الافريقية، قال أخنوش انه تم تخصيص محور للنقاش خاص بالكوارث الطبيعية وطرق مواجهتها، واعتبرها ذات أهمية من أجل تجميع أفكار الباحثين والمختصين المشاركين في مناظرة مراكش، بعد أن استعرض أخنوش تدبير البلاد لكارثة زلزال الحوز، حيث قال: (دبرت بلادنا الزلزال الذي شهدته يوم 8 شتنبر 2023 تداعياته بشكل سريع وفعال، وذلك بفضل السياسة الاستباقية والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي شملت برامج استعجالية عديدة لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بهم على المستوى الصحي والاجتماعي والنفسي، وتقديم مساعدات لهم، وإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية).

وقد حضر مناظرة مراكش، عدد من ممثلي القطاعات الإنتاجية بالمغرب ورؤساء غرف مهنية في الفلاحة والصيد البحري، الى جانب برلمانيين، وممثلي مؤسسات عمومية وخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى