
مراكش .. إجماع على إرساء سياسة ورؤية شمولية لـ”إنتاج الغذاء”بالقارة السمراء
أجمع المشاركون في الورشة الثانية من أشغال المناظرة الافريقية الثانية للحد من المخاطر الصحية التي تحتضنها مدينة مراكش بين 27 و28 من شتنبر الجاري، في موضوع ” الامن الغذائي بإفريقيا والعالم ..الاستراتيجيات للحد من المخاطر” على ضرورة تبني سياسة أفريقية موحدة وشمولية من أجل الامن الغذائي للقارة السمراء والعالم.
وقد إفتتح ورشة المناقشة الدكتور ” الصديقي ” وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، بكلمة أشار فيها على السياسة التي نهجتها المملكة المغربية بخصوص المجال الفلاحي عبر عدد من المخططات وكذلك الرؤية الملكية لتأهيل القطاع الفلاحي لتوفير الأمن الغذائي الى جانب نقل تجارب المملكة في الزراعة الى البلدان الإفريقية عبر عدة شراكات اعتبرها ناجحة.
وتطرقت جل التدخلات بحسب نقط المناقشة ضمن اليوم الثاني من المناظر. الافريقية الثانية حول مواضيع الماء والبيئة وتوفير الغذاء، وكشف البروفيسور مصطفى من المغرب ، أن الامن الغدائي العالمي اليوم، يحضى بإهتمام بالغ ضمن جدول عمل الأمم المتحدة ، خصوصا بعد مرحلة “كورونا ” التي خلقت نوع من التضخم في إقتصادات دول العالم ، كما عرف زيادة في مستوى الفقر ، زاد من حدته الصراع الدائر بين بين روسيا اوكرانيا والصراعات الداخلية لبلدان إفريقية، واصبح النقاش الدائر توفير الغذاء عبر السيادة الطاقية والترابية لبلدان إفريقية .
واعطى المتدخل مثالا ان مساحة افريقيا أكبر من الصين او امريكا وممكن ان تضاف اليها دول اسوية وشرق أوسطية، وهي قارة غنية مواردها الطبيعية والبشرية، ويمكن إذا تم توحيد شعوبها وتنميتها أن تحقق الاكتفاء العذائي لسكان العالم
واكد المتدخل أن تحقيق السيادة الغذائية بإفريقيا لن يتحقق سوى
بوضع رؤية قارية شمولية، وأقلمة الغذاء عبر تكييف الزراعة بحسب المناخ والتربة بالبلدان الافريقية، و رفع المردودية الإنتاجية من خلال استخدام الآلات والاسمدة والذكاء الصناعي في الزراعات، لانه الان العالم يفقد 33 مليون شخص بسبب الجوع او سوء التغذية.
وفي سياق متصل أشار أحد الخبراء في امراض القلب والشرايين بدولة الارجنتين الارجنتين. ان نمط الغذاء المتبع الان في جل البلدان يبعث على قلق الإصابة بالامراض، مضيفا أن كل تقارير منظمة الصحة العالمية تشير الى ذلك ، وكانت دعوة المنظمة العالمية إلى ضرورة تغيير العادات الحديثة المتبعة من طرف السكان ، والتركيز على استهلاك الخضر والفواكه على الاقل ( خمس انواع من الخضر والفواكه) .
وأشار المتدخل نفسه الى اشكال الدخل الفردي وغلاء الغذاء وهو ما يخلق مشاكل صحية ، الى جانب عدم احترام المعايير الصحية للانتاج الزراعي عبر الأسمدة المضرة والمبيدات السامة.
ونبه المتدخل الارجنتيني من تراجع المجال الغابوي لبلدان العالم، كما اقترح بحسب تجربة بلده تشجيع الاسر على الزراعة المحلية الفردية.
وأشار المتدخل أن من يستهلكون الخضر والفواكه لا يعانون من امراض السرطان او القلب والشرايين.
من جانبه تحدث فيرناندو من دولة البرازيل وهو خبير”فيروسات” حول ضرورة القيام بعمليات المراقبة القبلية للمياه والغذاء ، منبها من غياب تجهيزات معالجة للمياه العادمة والنفايات الصناعية والمنزلية مما ساهم في تفشي الفيروسات بالماء والغذاء، موصيا بضرورة حماية البيئة وتشجيع البحث العلمي (علم الجينومات) من أجل اكتشاف فيروسات جديدة في الغابة والماء .
وأشار بعض خبراء الفيروسات خلال المناقشة ان الغذاء الغير السليم يسبب
تسممات في المعدة والكبد والامعاء والتتنفس، وان العالم فقد 400 مليون شخص بسبب الأمراض التنفسية. وان حوالي اكثر من 5مليون طفل يتوفى بسبب الفيروسات وغياب التلقيحات، مشيرا أن حوالي 61 لقاح في طور التجربة السريرية الان .
من جانبه أشار الدكتور رودريغيز من دولة كوستاريكا، أن على بلدان العالم اليوم عليها العمل للحد المخاطر الصحية، يقتضي تحديد السياسة الملائمة لكل منطقة.
مضيفا أن نموذج التحسيس من مخاطر استهلاك الاطفال اليوم للسكر الصناعي، قد تسبب في مشاكل صحية لهم، مضيفا أن هناك تأخر في ايصال المعلومة في وقتها.
وأشار في مداخله أن المغرب حقق نمو في جودة الغذاء عبر تنقيط 73.1، واستعرض تجربة بلده كوستاريكا التي حققت نقطة 77 ، وارجع ذلك على البحث العلمي ، والتركيز على امراض الكلي، تم إكتشاف أن نسبة الاملاح في المواد الغذائية مرتفع جدا .
الباحث دافيد من اسرائيل، أكد في مداخلته أن كل شيء ممكن ان نصل اليه بالذكاء. مشيرا أن هناك مرضى يعالجون بالمستشفيات تناولوا غذاء صحي و تحسنت وضعيتهم الصحية ، موصيا انه إذا توفر غذاء صحي لن تكون هناك امراض.
وأضاف أن القارة الأفريقية تعاني مشكل ثلوث المياه وعدم التنوع الزراعي وهناك اشكالات تخزين الغذاء
واقترح المتدخل نفسه مقترحات عملية عبر استعمال الماء النظيف واللجوء الى تحلية مياه البحار ومعالجة مشاكل تلوث التربة واستعمال البروتينات العضوية من الحيوانات والحرص على توفير الغذاء بثمن منخفض والاستثمار في الصحة العامة.
وأشار المتدخل الاسرائلي ، أن بلده لديها الان خطة عمل مع المغرب بخصوص الاستثمار في الذكاء الصناعي لأغراض زراعية واعطى مثال عن شراكة بين المملكة المغربية وشركة سوبلانت المختصة في نظم نظام الري الصناعي .
من جانبه ركز الدكتور سيرين مݣاي من السينغال، على ضرورة الاشتغال على حماية البيئة الافريقية من الثلوث، وظروة تشجيع التكوينات وتغيير القواعد القديمة، وفتح المجال للشباب الافريقي ودعمه ، مع ضرورة التصدي لهجرة الأدمغة من افريقيا الى بلدان الغرب.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp