رجل أمن يسرد قصة تعرضه لشلل نصفي ومعتقلو الحراك “حكموا علينا نمشيو فحالنا”

انتفض جميع معتقلي بحراك الريف من داخل القفص الزجاجي فور مداخلة نائب الوكيل العام ”حكيم الوردي“، معتبرين أن هذه المحاكمة  مجرد مسرحية وتفتقر للمحاكمة العادلة حسب قولهم، وذلك خلال جلسة محاكمتهم بالقاعة رقم 7 بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء.

ورفع بعض المعتقلين من داخل القفص الزجاجي شعارات من قبيل ”والمحاكمة مسرحية مسرحية“ فيما قال أحدهم :”حكموا علينا نمشيو فحالنا “، قبل أن يتدخل المعتقل يوسف الحميديوي بالقول :”أنا شي نهار غادي نموت ليكم هنا“، وما إن انتهى الأخير من الحديث حتى تحدث المعتقل محمد النعيمي قائلا :”عفيوني أنا من هاد الجلسات كاع“.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة والشعارات المرفوعة والتصفيقات المسموعة التزم القاضي علي الطرشي الصمت وفضل عدم الإجابة على كل ما صدر من المعتقلين، وهو ما احتج عليه دفاع الطرف المدني في شخص المحامي طبيل حيث قال :”بغينا نعرفوا شكون كيسير الجلسة ؟“ قبل أن يجيب المعتقلون  :”النيابة العامة “.

هذا وعرفت جلسة اليوم من محاكمة معتقلي حراك الريف والصحفي حميد المهداوي الذي صاح هو الآخر قائلا :”أنا صحافي وراسي مرفوع”، (عرفت)  مشاحنات وملاسنات حادة بين هيئة دفاع المعتقلين ودفاع الطرف المدني في مناسبات عدة خصوصاً من جانب المحامي محمد الطيب الحسني كروط والمحامي أحمد الفشتالي، وهو الأمر الذي عجل بحضور نقيب هيئة المحامين بالدار للبيضاء حسن بيراوين ورئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب ويدرا عمر.

هذا وشرعت المحكمة اليوم الثلاثاء في الاستماع إلى بعض الشهود من بين 34 شاهدا الذي قرررت المحكمة استدعاءهم ، حيث استهلت الهيئة القضائية بالانصات  إلى ضابط الشرطة القضائية صفوان فارس الذي سرد قصته الحزينة وهو يغالب دموعه بعدما دخل في غيبوية و استفاق ليجد نفسه يعاني شللا نصفيا، حيث حكى ما وقع له انطلاقا من تلقيه الأوامر بالتوجه للحسيمة من مدينة سلا حيث يشتغل.

وأفاد صفوان فارس خلال إدلائه بشهادته أمام المحكمة  بأنه تلقى أمرا وهو بالحسيمة قصد التوجه إلى سيدي عابد بعد حادثة مسجد محمد الخامس بالقرية الحبوسية من أجل القبض على المدعو ناصر الزفزافي، موضحا أن جموعا غفيرة للمواطنين كانت في المنطقة، وأن عناصر الأمن تلقت وابلا من الحجارة، أصيب خلالها على مستوى رأسه، ولم يستفق إلا وهو بالمستشفى العسكري.