” شُوفوني كنْفََّرقْ المساعدات”.. إنما الأعمال بالنِّيات

علَّمنا دينُنا الحنيف، أنما الأعمال بالنِّيات، وأن لكل اِمرء مانوى، وأن البشر مهما تجذر وتجبر، لا يستطيع أن يبلغ مبلغ العلم لأن فوق كل ذي علم عليم، وحتى لا يستطيع أن يطلع على الغيب ويقتحم ماتخفي الصدور..

” شُوفوني نْفََّرقْ الاعانات والمساعدات” إنما الأعمال بالنِّيات، عناوين كثُر الحديث عنها وتعددت التأويلات والآراء والانتقادات، وامتلات مواقع التواصل الاجتماعي في زمن العولمة وسرقة الوقت والزمن،(امتلأت) بالصور والفيديوهات واللاَّيفات، الربورطاجات، وفي خضم هذا التحول المتسارع تدخلت الدولة بثقلها وصرامتها لتقييم الوضع وتقنين عملية توزيع المساعدات التي جيء بها من كل حذب وصوب.

ومن بين هذا وذاك، تاه الناس، وأصبح من الصعب التمييز بين ذوي النيات الحسنة وبين من وجد في المناسبة فرصة مواتية للتزود والسطو على ماجادت به أيادي العباد، ومن الفيديوهات والتصريحات القادمة من قلب الفاجعة ما يقول أصحابها أن هناك أشخاص باتوا ينقلون المساعدات أو يسرقونها ويحولونها إلى أمكنة غير أمكنتها الطبيعية، في محاولة منهم لتكديسها وتخزينها، وهذا إن صح فهو عيب ما بعده عيب…

ومن بين هذا وذاك، هناك طفيليات بات همها حصد الملايين من الدريهمات من مداخيل اليوتيوب عبر المتاجرة في آلام الناس وأحزانهم.. من وراء كاميرات هواتفهم “هن”، غير آبهين ولا آبهات لموجة الغضب المندلعة حولهن من أفراد مجتمع محافظ لايزال يحتفظ بالكثير من العادات والطقوس والتقاليد التي تجعل من المرأة جوهرة ناذرة وثريا بأنفاس غالية لا يجب تعريضها للتشويه والتنقيص والبيع بالمزاد العلني.

هكذا هو مجتمعنا وهكذا هي تقاليد الكثير من الأسر المحافظة التي ترى في موضوع ” هذا التسويق الاحترافي” هذا تشويها لصورة البلد الذي وقف بكامل رجالاته الأبطال وسخر كافة امكانياته اللوجستيكية والمادية والمالية والبشرية، للدفاع عن سيادة البلد والعمل على انقاذ أبنائه من تحت أنقاض زلزال قوي أربك حسابات حتى علماء الجيولوجيا…

لكن، أن تقوم فئة صغيرة تعد على أصابع اليد من تجار المآسي، وتنبت من الأرض لتستغل الوضع وبساطة ساكنة المنطقة وتقوم بأفعال ليست من شيم المغاربة ومواقفهم البطولية، فذلك أمر لا يجب التساهل معه، ويتطلب الضرب بيد من حديد لتعم الفائدة ويعتبر أولو الأبصار والألباب…

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. وماهي الحكمة من كل هذه المآسي الغير مرغوب فيها ؟ لماذا كل هذا العذاب والآلام من طرف الإله ؟
    لماذا يجب قتل الناس أشد قتل وتجويع الناس بهذه الطرق المهينة ؟
    هل للإله شخصية سادية يتمتع بتعذيب البشر ؟
    عندما تصل لجواب منطقي سوف تكتشف ان الكل خرافات وأساطير ولا وجود لكل هذه الخزعبلات الا في رؤوس المؤمنين المغيبين العقول

  2. افضل الصدقات هي في السر. هناك أناس يساعدون الناس باموال ويقولون انها من أشخاص اخرين وهي من أموالهم.كل ماكان لله دام واتصل وكل ماكان لغير انقطع وانفصل.

  3. يجب أن يطبق القانون هذه متاجرة بالبشر وجعلهم عبيدا لفعل ما تريد مقابل الرشوة
    على السلطات أن تسجن كل يوتوبر تاجر بمنكوبي الزلزال مقابل الربح في قناته

  4. الى طوطي على وزن طوطو…!!
    إنها لا تعمى الأبصار….!!!
    حتى لو عدت الى العلم الذي لا تملك منه شيئا قياسا بقول الحق ” إنما يخشى الله من عباده العلماء!! ستجد ان الزلازل كانت قبل وصول الدين الإسلامي للمغرب من منطق جغرافي و تاريخي!!
    و ما الذي يمنع من وقوعها و انت علماني..؟!
    هل يمنع علمك و تحررك من وقوعها؟
    على الاقل هو داك الدين و تعاليم كتابه من حركت القوافل للتضامن مع المنكوبين و الهمتهم الصبر و الاحتساب…!
    و على اي فالوقت نسبي و سنقف يوما امام الحق و لك ان تختار على اي ضفة ستكون!
    لان الإيمان به اختياري و لن يزيده كما نفسي اي منفعة و لا علو ان امنا به ام لم نفعل!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى