سطات.. مركز أولاد سعيد قلعة تاريخية تعيش خارج ايقاعات الزمن

 إنها قصبة أولا سعيد أو أربعاء أولاد سعيد ، حسب الإسم المتداول منذ القدم ، قرية متاخمة لمدينة سطات ، ومركز إداري واقتصادي لأغنى منطقة فلاحية بالإقليم وأقدمها أناسها كرماء شرفاء كلامهم ” مرحبا وزيد القدام”،  منطقة ظلت لسنوات مضت ترزح تحت طائلة التهميش ، ووطأة الإهمال ، وأضحى سكانها  الذين يتعدى عددهم الآلاف نسمة  يتجرعون مرارة تخلف قريتهم عن ركب التنمية والازدهار ، ولم يشفع لها موقعها الاستراتيجي ، ولا تاريخ  رجالاتها العظام المناضلين الشرفاء الذين أبلوا البلاء الحسن إبان الحماية الفرنسية في مقاومة الاستعمار ، من أجل تحرير البلاد والعباد من براثنه ، بأن تكون بلدة راقية بكافة مقومات الحياة الحديثة .

 إن الزائر لهذا المركز  ومجرد أن تطأ قدمه حبات تربتها الخصب الغنية، يصاب بالذهول وهو يجوب أزقتها ومرافقها الأساسية، ويشعر بالشفقة إزاء هذا الوضع المتأزم الذي يعيش في كنفه مواطنون لا حول ولا قوة لهم سوى التنديد بهذا الحال  وبأعلى حناجرهم كلما تأتى لهم ذلك ، وهذا ما وقفت  عنده ” هبة بريس” خلال زيارتها الميدانية لها ، حيث عبر معظم ساكنتها بأعلى حناجرهم لهذا المآل التعس الذي أضحت عليه بلدتهم ، وتساءل البعض الاخر من شباب المنطقة  عن الحالة المزرية لملعب القرب الذي بات يعاني الويلات واصبح قبلة للدواب نتيجة ضعف بنيته التحتية، فيما طالب آخرون بضرورة وضع برامج لمشاريع اجتماعية أو اقتصادية من شأنها إحداث دينامية بالمركز ، وحركية تخرجه من حالة الجمود القاتل الذي يبقى السمة السائدة له.

كما عبر  عديدون عن امتعاضهم من انتشار الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على سلامة المواطنين وتغاضي الجهات المعنية عن هذه الظاهرة المقلقة ، كما استنكر آخرون الطريقة التي توزع بها اللحوم على متن عربات تجرها الحمير،  داعين الى وضع استراتيجية محكمة للنهوض بأوضاع المنطقة ، بغيرة وطنية عالية ، والدفع بعجلة التنمية بدق أبواب المسؤولين ، وتسطير برنامج عمل بناء  يترجم كافة تطلعات السكان الذين يمنون النفس بأن تصبح منطقتهم في أبهى حلة ، وترقى إلى مستوى مشرف ولائق بهم ، إسوة بباقي  المراكز المجاورة .

 وضع يسائل المجلس القروي لأولاد سعيد من اجل التحرك  لايجاد حلول عاجلة من شأنها ان تضمن لساكنة المنطقة العيش الكريم لهم من خلال خلق المبادرات والاعتناء بالفضاء البيئي  واصلاح مرافق السوق الاسبوعي الذي يعد من أهم المرافق الذي تعول عليها ميزانية الجماعة.