هل لذوي الإحتياجات الخاصة الحق في ولوج المساجد ؟؟

حكايتنا مع الحق في الاعتراف بوجودنا واقعيا وفي مختلف المجالات والمرافق بل في كل مناحي الحياة بصفة عامة، هي حكاية تستمر معنا في كل ملامسة لنا لخوض الحياة خارج أسوار البيت. هي حكاية تسطر حروفها في كل محطات السنة شهرا بشهر ويوما بيوم.
ومع اقتراب حلول هذا الشهر الفضيل شهر الخير والقرآن، لدينا فيه أيضا حكاية تسطرها أشواقنا لبيوت الله. وإن كانت كذلك عند كل نداء. تسطر حروفها محبة الصلاة والذكر. فبينما ينشغل تفكير الآمّ للمساجد في هذه الليالي المباركات باختيار قراؤها الأفضل صلاة وأداء وخشوعا، وبينما يجمع الحسنى بعضهم بالتنقل بين المساجد حيث يقطف من كل رياض زهرته، ينشغل فيها تفكير الأشخاص في وضعية إعاقة في الولوجيات بالمساجد، وأي منها تتوفر فيها بيئة موائمة لاحتضانهم داخلها؟ أي منها يمكنه من حقه في ذلك ومن أماكن مخصصة له؟ حيث يصطدم بعد البحث بانعدام ذلك، وهو الواقع المشاهد للأسف، حيث لا تتوفر المساجد على بيئة موائمة لأنواع الإعاقات، وليست في ذلك ببدع من الحالة العامة للمرافق والمؤسسات والإدارات سواء الوطنية منها أو الخاصة. إلا من رحم.
فرغم أهمية حق الولوجيات بين الحقوق المسطرة لشريحة الأشخاص ذوي الإعاقة من تعليم وصحة وشغل، ورغم مركزيته الأهم بينهم لأجل تحقيق التوازن الفاعل المثمر، ولأحل تحريك عجلة الدمج الشامل في سيرورة الحياة، ورغم أنه حق ميسور وسهل التحقيق على بساط الواقع، إلا أن تنزيله على مختلف الأصعدة لا زال متأخرا ولم يحظ بالعناية والإرادة الصادقة.
ومن تجليات ضياع هذا الحق في هذا الشهر الفضيل انتشار اصطفاف أصحاب الكراسي أمام بيوت الله لأداء صلاة التراويح. حيث يتعرضون لإحراجات عدة إزاء ذلك سواء من طرف المصلين بحكم الرؤية النمطية لهم أنهم ذوو افتقار وحاجة للمكرمات والعطايا، أو من طرف المتسولين والذين يرمقون كل مقترب من الأشخاص ذوي الإعاقة بنظرات شزرة، وقد خيل لهم أنه منافس شرس على تلك الدريهمات الملقاة لهم.
وحين يتوفر لك كل ذلك على عجره وبجره، وتصطبر لكل الإحراجات المختلفة لموقفك ذاك، فأنى لك بسماع التلاوة والتكبيرات على الوجه الموافق لحماسك وما بذلته؟!
إنها _ مساجد_لا_اعتراف_لنا_بالحق_فيها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هذا هو الواقع للاسف.
    وقد انتشرت ظاهرة غريبة في كثير من المساجد، عند المدخل تجدهم يضعون لوحا يقولون أنه يمنع تسرب التراب إلى الداخل مما أعطى الأزمة بعدا آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى