close button

” العيد الكبير” مناسبة دينية عند المغاربة تخلق رواج إقتصادي

” العيد

يسميه المغاربة ” العيد الكبير” ، المناسبة الدينية ” عيد الاضحى ” عند عموم المسلمين، محطة تخلق رواجا إقتصاديا مهما داخل المملكة، رغم ما يرافقه من ضغط اجتماعي، بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، لكن مقابل ذلك يحرك العديد من المهن الموسمية.

– عيد الأضحى فرصة الكسابة لتحقيق إيرادات

يشكل عيد الاضحى أهم فرصة إقتصادية أمام مربي الماشية لتحقيق أرباح من هذه المناسبة الدينية، فالاشتغال لعدة أشهر من طرف هؤلاء لتهيئة قطعانهم من الاغنام والمعز، من أجل تصريفها في الاسواق الوطنية، عبر نقلها بشاحنات وسيارات فلاحية.

وقبيل العيد، تُهيأ الأسواق الإضافية بالمدن لبيع الأضاحي ، كما تجهز كل الجماعات الترابية بالمملكة، اسواق مؤقتة، وتتبعها دينامية كبيرة تليق بعيد يسميه المغاربة “العيد الكبير” ويحتل لديهم مكانة كبيرة، رغم ما قد يرافقه من ضغط اجتماعي على بعض الأسر الفقيرة التي تجد صعوبة في توفير سعر الأضحية.

– استقبال الاضاحي

أضحى توفير أماكن مناسبة لاستقبال الاضاحي نشاطا موسميا يلجأ له العديد من الشباب المغربي بحثا عن كسب مدخول إضافي، ومنهم من يحول نشاطه خلال العشر الأولى من ذي الحجة، لاغتنام لحظة رواج تعود عليه بالنفع.

يعلق يونس صاحب مكان مخصص لاستقبال الاضاحي “هكذا نتعاون بيننا، الحي مكون من شقق صغيرة، يصعب فيها استضافة كبش”.

الكثير من هؤلاء الشباب يقوم بكراء مرآب لهذه المناسبة لاستقبال الاضاحي، والعناية بها حتى يصل موعد يوم العيد، من أجل تسليمها لاصحابها، وهناك من يقوم بكراء ” كراج” لتصريف قطعان أغنام لديه، وتقريب هذه الخدمة للمواطنين

-شباب يفترش الأرض ليبيع كل مستلزمات العيد

غير بعيد عن يونس، افتتح عزيز محلا كبيرا أسفل العمارة خصصه هو الآخر لاستضافة الخرفان، يقول “هي معاملة بين الجيران، نقدم خدمة غدت ضرورية”.

تفضل بعض الأسر ترك الأضحية عند صاحب ضيعة بالتراضي مقابل مبلغ إضافي، ولا تستقدمها إلا صباح العيد، وتقوم أخرى باستضافة الكبش في شرفة البيت، أو سطح المبنى أو بهو بحسب هندسة البيوت.

وتتحول شوارع المدن لمعارض بيع مستلزمات العيد، ويفترش الشباب الأرض لعرض الفحم والكلأ والأعلاف.

قسم رشيد حمولة من الفحم لأكياس يزن كل منها 5 كيلوغرامات، وعرضها للبيع بساحة الحي، ويقول أن “الفاخر بايع راسو” أي أن الفحم يعرف إقبالا، حيث يستعمل المواطنون الفحم لشَواء كبد الخروف بطريقة البولفاف.

كما يلجأ شاب آخر الى إستعمال آلية تقليدية لشحذ السكاكين، وبسط ثالث أكوام الكلأ والتبن وبعض العلف.

وتزدهر قبل العيد تجارة التوابل والفواكه الجافة، ويغدو البصل أحد نجوم السوق، لارتباط هذه المكونات بأطباق مغربية أصيلة مثل المروزية، وطجين اللحم بالبرقوق الجاف. كما تتفاءل الكثير من المغربيات بشراء أواني جديدة في كل عيد وتجدد آليات الشواء بالضرورة، كما يعرض للبيع بالساحات قبل العيد، المجمر (الموقد) والطاجين.

ومن المهن التي تعرف إقبالا بالعيد أيضا الجزارة، حيث تعمد الأسر لاستئجار جزار صباح العيد لذبح الأضحية وسلخ جلدها، ومنهم من يلجأ لخدمة التقطيع والتوضيب بعد العيد.

-تقاليد مغربية مستمرة

يتوجه جل المغاربة صبيحة العيد للصلاة في المصليات الكبرى والساحات والمساجد، وقد تزينوا رجالا ونساء وأطفالا باللباس التقليدي (جابادور/ جلباب/ بلغة/ شربيل) حتى أن ألوان العيد بالقرى والمدن المغربية شكلت إلهاما لكبار المصورين عبر العالم.

كما فتحت العديد من الاسواق أبوابها لاستقبال المواطنين لاقتناء الأضحية ، ورغم أن العرض غير وافر هذه السنة، مما دفع بالحكومة الى استيراد ” الاضاحي” من دول أوروبية، من أجل سد الخصاص.

وفي جولة بأحد الاسواق الممتازة بمدينة أكادير وسط المملكة، رصدنا حركية كبيرة ، وإقبالا يتصاعد مع اقتراب العيد. ولعل الأثمنة المناسبة المعروضة بهذا السوق المركزي، الاضاحي التي دعمتها الدولة، دفعت بالمواطنين اقتناء الاضاحي، خصوصا أنها جيدة ومضمونة الجودة، ليس كالاسواق العادية التي سيطر عليها ” الشناقة” وارتفاع الاثمان بها، دفع بالمواطنين العدول عن الشراء، على آمل أن تتراجع خلال الأيام القليلة المقبلة.

من جانبه، يؤكد الشاب ابراهيم الذي تملك أسرته ضيعة بضواحي تارودانت وتعمل في تربية الأغنام وتجارتها “الحركية في السوق عادية، تذكر بالمواسم السابقة.

ومن بين من التقيناهم بالسوق، كانت سيدة في عقدها الرابع تقاوم حرارة يونيو وغبار السوق ترصد وضع الأسعار قبل أخذ القرار بالشراء، وصرحت للجريدة أن “الأسعار مرتفعة عن القدرة الشرائية، نأمل أن تتراجع فيما تبقى من أيام”.

ومن المرتقب أن يبلغ العرض من الاضاحي هذه السنة أكثر من 8 ملايين رأس، منها 6.5 ملايين رأس من الأغنام و1.5 مليون رأس من الماعز.

وأشارت الوزارة إلى أن الطلب على أضاحي العيد يقدر بحوالي 5.5 ملايين رأس منها 5 ملايين رأس من الأغنام و500 ألف رأس من الماعز.

ويعتبر عيد الأضحى فرصة لتحسين دخل المزارعين، وحسب توقع الوزارة فإن رقم المعاملات يبلغ حوالي 12 مليار درهم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عيد الاضحى،وليس العيد الكبير ايها المسلمون من اتيتم بكلمة العيد الكبير ربما من اليهود اعداؤ،اله واعداؤ،الإسلام والمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى