وانفضت الامتحانات….!!!

محمد منفلوطي_هبة بريس

وانتهت الامتحانات.. وانفض الجمع فربح الرابحون وخسر الخاسرون…..ربح المجدون الساهرون الواعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم كتلاميذ مجدين، وكفاعلين غيورين ومهتمين، وكشركاء منخرطين.. فألف تحية لهم وتبريكا…وخسر في المقابل المراهنون على السراب الحالمون بلا هدف…الراكضون وراء الجشع وحب المال…
نعم، انتهت الامتحانات بكل فئاتها، ووضعت حرب السباق نحو تحقيق الافضل أوزارها، واستنشق معظم الناس أنفاس الراحة ولو للحظة من جحيم لايطاق من مصاريف اضافية انضافت إلى ثقل الحياة اليومية وغلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية، وبلغت القلوب الحناجر انتظارا وترقبا لنتائج سنة دراسية مليئة بالكد والعمل الذؤوب والانفاق خارج الطاقة…، ترقب لعله يأتي بالأمل وتتحقق معه كافة الأمنيات، وتسلم عبره شواهد الاستحقاق والتميز، ويُرسم بذلك المستقبل المشرق…
مع كل ذلك، خرجت معظم الأسر منهكة مستسلمة من عام دراسي كامل حافل، واكبت من خلاله مشوار أبنائها الدراسي بالفياق البكري، والمصاحبة والمطالعة والمصاحبة والتكوين والدعم حتى خارج الزمن الدراسي….

نعم، خرجت معظم الأسر من هذه الدوامة، لكن شعارها الخالد سيبقى مادامت السموات والأرض يتردد ” كُلشي يهون في حق لوليدات وضمان مستقبلهم…”.

من بين ثنايا هذه الدوامة، هناك شرفاء أعطوا الكثير للمنظومة تدريسا وتكوينا وتأطيرا، بل وأنهم أعادوا للمدرسة العمومية بريقها وكرامتها وأهدافها النبيلة، وللعاملين بها هيبتهم ووقارهم، ولتلامذتها قيمهم الأخلاقية، وعملوا بكل جهد على رسم معالم النجاح من خلال ابرام صلح حقيقي بين المؤسسة التعليمية ومحيطها الداخلي والخارجي لزرع بذور الأمل والغد المشرق بنكهة التسامح وحب الوطن…

لكن في مقابل ذلك، هناك آخرون ظل همهم الوحيد هو جمع المال وحجب المعرفة وعدم البوح بها إلا بالمقابل، ومنهم من بلغ به الامر مبلغ ارغام تلامذته بدون استحياء على تقديم الدعم المؤدى عنه في ضرب صارخ لقيم الاخلاق والمبادئ، ومنهم من ظل طيلة سنة دراسية يتماطل و يتوارى عن الأنظار دون انخراط جدي ومسؤول، لكن لحظة التكريم وليلة الاعتراف، تجده في الصفوف الأمامية ينشد الاصلاح ويُصفق مع المصفقين ويهتف مع الهاتفين…متناسين أن بِالمبادئ والأخلاق تُبنى أسوار الشرف لتحمي حضن الكرامة والعزة والأنفة…

لمثل هؤلاء نقول لهم: إنكم بأساليبكم هاته قد ساهمتم في تغيير تلك النظرة التي كانت توحي بالتقدير والتبجيل السائدة منذ الأزل في حق المدرسة العمومية والعاملين بها، لتصبح نظرة دونية تحمل في طياتها نبرة الاستهزاء والتنكيث مما يتطلب وقفة رجل واحد لوضع حد لهذا الخلل الذي بات يهدد منظومتنا التعليمية بالفشل، ويورق بال جميع الفرقاء والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي، نتيجة تفشيه المخيف مما أثر سلبا على مستقبل المنظومة ككل.
انتهت الامتحانات…وانتهى الموسم الدراسي….وانفض الجمع، فربح فيه الرابحون، وخسر فيه الخاسرون..

ما رأيك؟
المجموع 12 آراء
1

هل أعجبك الموضوع !

+ = Verify Human or Spambot ?

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. الإمتحان الحقيقي لم ينتهي الإمتحان الحقيقي هو الدنيا ينتهي عند الموت والنتيجة الكبري هي الجنة أو النار فلذالك فليعمل العاملون امتحان الدراسة أهداف مسوية لاغير

  2. رؤية محدودة لصاحب المقال، كيف يعقل ان تخاطب التلاميذ بهذا الاسلوب، غير محترم لنفسيتهم كانه هناك من يعشق الرسوب وكانك لم تكن تلميذا في السابق وكانك لم تتذوق طعم الرسوب او الفشل في حياتك، عجبا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
close button
إغلاق