تارودانت : المؤتمر الإقليمي للشبيبة الاتحادية يثير نقاش حول أهمية المشاركة السياسية للشباب.

انعقد المؤتمر الاقليمي للشبيبة الاتحادية بإقليم تارودانت يومه السبت 27 ماي 2023 بمقر الكتابة الاقليمية للحزب بسيدي حساين-تارودانت، أشرف على أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستاذة زينب الخياطي عضو المكتب السياسي، والكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة سوس ماسة الاستاذ لحسن بيقندار، والكاتب العام للشبيبة الإتحادية الدكتور فادي لوكيلي العسراوي، والكاتب الاقليمي للحزب بإقليم تارودانت الاستاذ محمد جبري، وكاتب الفرع المحلي للحزب الاستاذ محمد إحسان، وعرفت أيضا الجلسة الافتتاحية حضور كل من أنور الهادي وعبد الإله معتمد وأمين فائق أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاتحادين.

تطرقت كلمات كل المتدخلين الى أهمية إنعقاد المؤتمر الاقليمي للشبيبة الاتحادية في هذه الفترة التي تعرف عزوفا عن العمل السياسي خصوصا في صفوف الشباب، حيث أشار الكاتب الجهوي للحزب الى أهمية التأطير والتكوين السياسي للشباب من أجل خلق نخبة سياسية جديدة قادرة على تحمل المسؤولية ومواكبة تطلعات الشباب المغربي، في صرح محمد جبري الكاتب الاقليمي للحزب بإقليم تارودانت بأهمية المشاركة السياسية وخطورة عزوف الشباب على العملية الانتخابية، كما ركز على أهمية تحديث الاجهزة الحزبية وأليات الاشتغال لتواكب تطلعات واهتمامات الشباب، كما تناولت كلمة الاستاذة زينب الخياطي القضايا التي يجب الاشتغال عليها والتعريف بها في أوساط الشباب ومن بينها القضية البيئية التي تعتبر مطلبا دوليا يجب تناوله من طرف الشبيبة الاتحادية وتنزيل برامج تكوينية من أجل تأطير أخضر للشباب.

عَرَّف الكاتب العام للشبيبة الاتحادية بالدينامية التنظيمية التي تعرفها الشبيبة الاتحادية على المستوى الوطني و مختلف جهات وأقليم المملكة، وفصل في تعريف بالشعار الذي تتبناه الشبيبة الاتحادية “شبيبة مواطنة_متجددة_قادرة”، وتطرق عرضه السياسي الى الاشكالات التي يعاني منها اقليم تارودانت مع أزمة الماء، وإشكالية الإجهاد المائي في المغرب التي تثير نقاش الحق في الماء وهو من الحقوق الاساسية المرتبطة بالحق في الحياة ودعى الى إيجاد حلول أنية وناجعة وترشيد إستهلاك المياه في ضل التقلبات المناخية والازمات العالمية. كما أهتم أيضا بموضوع الجامعة المغربية وأزمة التعليم العالي في المغرب وما تعرفه من اختلال في التناسب بين التكوين والولوجية لسوق الشغل ما يجعل مؤشر البطالة في ارتفاع دائم، ودعى الى ضرورة الانطلاق من مبدأ مسؤولية الدولية على التكوين والتأطير الذي يناسب ضمان الحق في الشغل باعتباره حقا من الحقوق الدستورية، وأشاد أيضا بشعار المؤتمر الاقليمي للشبيبة الاتحادية بإقليم تارودانت “المشاركة السياسية للشباب مدخل أساسي للتغيير وبناء دولة دمقراطية حديثة” الذي يلامس مشكل خطير مرتبط بعزوف الشباب عن العمل السياسي وضعف الاحزاب السياسية في خلق وسائل وأليات جديدة لتأطير الشبيبة المغربية وأكد على خطورة هذا الوضع في حالة تطوره قد يصل الى تهديد العملية الانتخابية من حيث نس المشاركة مستقبلا.
رفعت الجلسة الافتتاحية بتشكيل هيئة رئاسة المؤتمر التي ترأسها أنور الهادي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، وتم فتح باب الترشيح الى مهمة كاتب إقليمي للشبيبة الاتحادية بإقليم تارودانت، إنتهت العملية بإنتخاب الاستاذ مصطفى اهدار كاتبا إقليميا للشبيبة الاتحادية بإقليم تارودانت.
أشار مصطفى أهدار الكاتب الإقليمي المنتخب للشبيبة الاتحادية بإقليم تارودانت الى إن إنعقاد هذا المؤتمر الاقليمي في هذه الفترة كثاني مؤتمر إقليمي ينعقد بعد المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، يجسد لنا امتددا لدينامية تنظيمية نشيطة ومتحركة ومستمرة ومتصلة بنيويا بين المركز والقواعد عبر أجهزة تنظيمية تعمل على التأطير والتكوين السياسي للشباب، من خلال مدخلين أساسسين:
أولا: المدخل الدستوري عبر مقتضيات الفصل السابع من الدستور الذي يتيح للأحزاب السياسية  العمل على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وفي تدبير الشأن العام.
أما المدخل الثاني حسب قول الكاتب الاقليمي المنتخب للشبيبة بإقليم تارودانت يتمثل في إنسجامنا مع مرجعيتنا التاريخية التي تضم تراكما نضاليا وسياسيا يمتد الى الحركة الوطنية وجيش التحرير مرورا بمرحلة المساهمة في بناء الدولة الدستورية وتشكيل هياكلها وترسيخ قيم الدمقراطية والحداثة والتقدمية وقدمنا من أجل ذلك شهداء من بينهم شهيد الشبيبة الاتحادية محمد كرينة، وباقي الشهداء الاتحاديين على رأسهم الشهيد المهدي بنببركة و الشهيد عمر بن جلون الذين بذلو زهرة حياتهم من أجل قيم الدمقراطية والحداثة، كما قدمنا رجالات دولة ساهمت في وضع أسس ولبنات مغرب اليوم كالاستاذ الراحل سي عبد الرحيم بوعبيد والاستاذ الراحل عبد الرحمان اليوسفي والاستاذ الراحل عبد الواحد الراضي وغيرهم، بل وقدمنا كذلك أدباء ومفكرين بصمو في تاريخ العلوم الاجتماعية والسياسية كالفيلسوف محمد عابد الجابري وعالم الاجتماع الدكتور محمد جسوس والعلامة الحاج عمر المتوكل الساحلي.

وأشار أيضاالى أن الشبيبة الاتحادية ظلت طيلة هذه الفترى المشتل الاساسي للنخب السياسية والأدات التأطيرية والتكوينية بل والضامنة لاستمرارية التنظيم السياسي الحزبي كمدرسة سياسية لتكوين الأطر، إن زخم هذه الحمولة المرجعية التاريخية يقع على عاتقنا باعتبارنا الامتداد المادي والموضوعي لهذه السيرورة النضالية. ويفرض علينا اليوم العمل في انسجام تام مع مرجعيتنا ومع ما يتيحه الاختيار الدمقراطي من أليات للعمل السياسي الانتخابي، وأليات الدمقراطية التشاركية للمساهمة في صناعة القرار العمومي، أو على الأقل تأطير الشباب المغربي وتمكينيه من المشاركة في صناعة القرار العمومي والسياسي سواء على المستوى المركزي أو الترابي و تتبع السياسات العمومية والترابية خصوصا الموجهة للشباب بجميع فئتهم طلبتا وتلاميذا ومتدربين وغيرهم، والوقوف على مكامن الضعف أو الخلل سواء على مستوى المؤسسة التشريعية أو الحكومة أو الجماعات الترابية، أو القطاعات الحيوية المرتبطة بالشباب كالتعليم والصحة والتشغيل والثقافة وغيرها،
وهو ما يحتاج أجهزة تنظيمية وطنية وفرعية قادرة على تحمل هذه المسؤولية النبيلة ومؤمنة بقدرة المشاركة السياسية للشباب على تحقيق التغيير من أجل بناء دولة دمقراطية حديثة مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة، والكرامة والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، ومقومات العيش الكريم، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة. وهو الشعار الذي تم اختياره لهذا المؤتمرالاقليمي لشبيبة الاتحادية الذي نتمنى لأشغاله النجاح والاستمرار في العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى