اللبار : “البوليساريو ” لا تمثل أي شعب يمكن التعرف عليه

احتضنت مدينة مكسيكو مؤخرا مؤتمرا حول العلاقات بين المغرب والمكسيك تحت شعار “مرايا عابرة للأطلسي، حوارات وتقاطعات”، الذي نظمته الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك وجامعة محمد الخامس بالرباط، بتنسيق مع شعبة العلوم الانسانية وبرنامج الدراسات الجامعية حول آسيا وأفريقيا، وكرسي فاطمة المرنيسي الجامعي وكرسي غراسييلا هيرو.
وفي مداخلة له خلال هذا المؤتمر أبرز السفير المغربي لدى المكسيك، عبد الفتاح اللبار، “أحد المعايير الأساسية التي تحكم العلاقة بين المغرب وبقية دول المنطقة (أمريكا اللاتينية) الذي يتمثل، بلا شك، في احترام الوحدة الترابية” للمملكة.

وقال اللبار “كما تعلمون، أدى التقسيم الذي شهده العالم بعد الحرب العالمية الثانية وسياق الحرب الباردة وارتفاع القومية الجمهورية في بعض الدول العربية، إلى إنشاء حركة الانفصال (البوليساريو) على أراضينا واندلاع نزاع مفتعل في أقاليمنا الجنوبية”.

وأشار إلى أن “هذه الحركة الانفصالية، التي ما زالت تحتضنها وتموّلها وتسلّحها الحكومة العسكرية لجيراننا الجزائريين، استفادت من السياق الأيديولوجي والاجتماعي والسياسي المواتي المميز بانهيار الاستعمار في جميع أنحاء العالم، لتدعي المطالبة باستقلال مزعوم والتحرر كباقي الحركات الوطنية التحررية”.

وأضاف أن ” أن الأمر وصل بها إلى إعلان إنشاء جمهورية غير معترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي تطالب بثلث الأراضي الوطنية، وتدعي أنها تمثل السكان الذين يعيشون في أقاليمنا الجنوبية، دون الاهتمام بأن هؤلاء المواطنين يتمتعون بجميع حقوقهم ويشاركون بشكل طبيعي في الحياة الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المغربية، سواء على المستويات المحلية أو الوطنية”.

وصرح الدبلوماسي المغربي بأن هذه الجمهورية الوهمية “لا تمثل أي شعب يمكن التعرف عليه، إذ تعد معسكرات تندوف معسكرات اعتقال حقيقية همجية، تقع خلف ستار عسكري غامض، وتضم مزيجا من السكان البدويين من منطقة الصحراء الكبرى والساحل، تم احتجازهم في حرمان تام من أدنى حقوقهم ومعزولين تماما عن بقية العالم، وحتى عن أعين المفوض السامي للاجئين التابع للأمم المتحدة، الذي لم يتمكن أبدا من إجراء تعداد للأشخاص المحتجزين في هذه المعسكرات”.
وأضاف “إنها جمهورية تعلنها بنفسها ليس لديها أراض خاصة بها، ولا حدود مع أي دولة، ولا عملة، ولا جواز سفر أو وثائق تسجيل معترف بها في أي مكان في العالم، ولا حتى لديها رمز بريدي لإرسال أي شيء. بل يتعين المرور عبر الجزائر، التي تعد الجزء الحقيقي في هذا النزاع”.

وأوضح “أن ممثلي هذا الحركة الانفصالية يحملون جوازات سفر جزائرية، ويسافرون على متن طائرات حكومية جزائرية، ويتلقون رواتب من الحكومة الجزائرية، وينفقونها عبر بطاقات بنكية جزائرية”.

ولسبب أو لآخر، يضيف السفير، وسواء لأسباب اقتصادية أو انتماءات أيديولوجية، أو ببساطة لأنهم يتعاطفون مع القضايا القومية، حتى ولو كانت خاطئة، استفادت هذه الحركة من هذا السياق المواتي، الذي تحدثنا عنه سابقا، لتحقيق الاعتراف من قبل عدد قليل جدا من البلدان، بينها المكسيك للأسف».

وفي نفس السياق، ذكر الدبلوماسي المغربي أنه “من بين 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، لم يعترف 110 بتلك الحركة أبدا، وأكثر من 50 دولة قامت بسحب أو تعليق الاعتراف بها، بعد أن أدركت حقيقة هذه الحركة الانفصالية، ومن هو الشخص الفعلي الذي يتحكم فيها”.

وأضاف “إذا بحثنا في هذه الأرقام بشكل أكبر، فسنجد أن أي دولة أوروبية لا تعترف بهذه الكيان، ولا دول آسيوية (باستثناء كوريا الشمالية وتيمور الشرقية)، ولا دول عربية أو إسلامية، باستثناء الجزائر بالطبع”.

وفيما يتعلق بمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، “لم تعترف 22 دولة في القارة بهذا الكيان، مثل الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين والبهاما والبرازيل وتشيلي، في حين سحب العديد منهم أو علقوا اعترافهم، مثل كوستاريكا والسلفادور وغواتيمالا وباراغواي والجمهورية الدومينيكية وسانت لوسيا وسورينام وغيانا وهايتي وجامايكا ومعظم الدول الكاريبية”، حسب تعبيره.

وفي الختام، أكد الدبلوماسي المغربي أن “دولا كبرى في العالم تؤكد مغربية هذه المناطق، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة لهذا الإقليم، على سبيل المثال”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كما قال عاهل البلاد حفظه الله الصحراء في مغربها و المغرب في صحراءه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
    تدخل قيم جدا و مشكور للسيد السفير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى