لا لاستغال المقاطعة لضرب الشركات الوطنية

المقاطعة من أرقي انواع الاحتجاج، وحق مشروع مادامت نابعة من ارادة شعبيةً ومن عمق المواطن الذي أصبح عاجزا امام غلاء المعيشة.
نعم للمقاطعة لكن مع الحرص ان تكون في حد ذاتها عادلة، وتستهدف سوى من كان وراء الا غلاء المعيشة.

مما لا شك فيه انه بالرجوع الى بضع سنوات كان المغربي محصن من تقلبات السوق، وكان صندوق المقاصة حاميه من الغلاء، الا انه بقرار سياسي بني على فرضية تحصين مال هذا الصندوق انقلب الى واقع معاكس، أصبح ضحيته المواطن، عارضا جيبه امام نزوات السوق العالمية.
الارادة الشعبية فوق رأس الجميع، لكن لا لاستغلال معاناة المواطن لتوجيه تلك الارادة صوب اهداف خفية يعلمها الا الله، اليوم نحن نبني دولة المؤسسات، ونناضل من اجل ذلك لكن أصبحنا نفسد هذا البناء بإضعاف هده المؤسسات التي من المفروض ان تلعب دور الوسيط وهذا لن يرحمنا التاريخ عليه. فهناك جمعيات الدفاع عن المستهلك، ومجلس المنافسة، وممثلو الامة…
ان العزوف عن التصويت هو من يستحق المقاطعة لان اليوم المواطن يطالب بحقه، لكن هدا الحق ملزم بواجبات ومن واجبنا حسن الاختيار والذهاب لتصويت من اجل مغرب أفضل. ومن هنا يلزمنا الوقوف والتأمل، الى اين نحن سائرون؟ هل ابنائنا يستحقون هذا العزوف وتكرار نفس التجارب؟ الى متى سنذهب لأخد زمام الامور بأنفسنا؟

يجب اعطاء الفرصة للانخراط في العمل السياسي لعدم ترك الساحة فارغة مما يسهل مأمورية عديمي التجربة للوصول الى كرسي القرار…. اليوم إذا رأينا تيارا سياسيا مدافعا على الدمقراطية الاجتماعية، فهذا نابع من مناضليه الذين هم بدورهم مواطنون وابناء الشعب ويعانون ايضا من غلاء المعيشة لكن اختاروا الدفاع عن مشروع مجتمعي لكي يستفيد منه المواطن لا غير كشكل من اشكال المساهمة البناءة لتحسين الاوضاع.
نعم يرأسنا السيد عزيز اخنوش ليسا دفاعا عنه بل شهادة حق، فنحن نعتز بما قام به من عمل جبار، انا اتكلم على السيد عزيز اخنوش الرجل السياسي الذي هيكل حزبه ويحث كل مناضل على العمل و المعقول و التقرب من الناس و هو توجه نحييه عليه لأنه زرع روح العمل و الحماس في صفوفه دليلا على عزيمته لخلق من حزبه قوة عمل من اجل الوطن و هكذا يكون قائد السفينة.

اما بالنسبة للسيد عزيز اخنوش الرجل الاقتصادي فهو موفق كرجل اعمال و عمل على تنمية ارثه العائلي و يعمل على النجاح في عمله كأي رجل اعمال اخر، نعم يشغل في قطاع المحروقات لكن تحرير الاسعار لم تهمه وحده بل همت كل الشركات و لم يكن قط مساهما في هذا القرار و اخيرا سأقول ان الارزاق بيد الله لقوله تعالى أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32].
و بالتالي فلاجدال اذا كان هذا الشخص مليارديرا بل يجب الوقوف على انه ملياردير يلتقي بالمواطن الضعيف و ينصت له و يبحث و يعمل على تقديم بديل و حلول و منذ سنة و هو يجول جل مناطق المملكة للقاء مناضليه من اجل البحث عن حلول واقعية دليل على ان منهجية العمل مبنية على المثابرة موجودة بعيدا على تلك الصور التي تستهدف هذا الشخص وتشيطنهً .

فالركوب على معاناة الشعب من اجل كسب العطف و شيطنة الاخر ليس من شيم السياسي الشهم الذي يتحمل المسؤولية و يستهدف الاخر بحلول و افكار لخلق النقاش و لذا فلا لزرع الحقد الاجتماعي في هذا البلد المعروف بالقيم النبيلة و الذي قد يكون فتنة قد تصيبنا في كل المستويات .
المغرب محتاج الى وحدة الصف امام كرامة المواطن و جعلها فوق كل اعتبار لكن باحترام قيم العمل النبيل و الاحترام المتباذل.

و بهذا ارجع الى مسار الثقة الذي قدمناه كرؤيتنا فيما يخص مجالات اجتماعية نعاني منها جميعا و ندعوكم الى نقاش هده القضايا و خلق نقاش غني بتضارب الحلول التى نراها خيرا لهذا الوطن لضمان عيش كريم و الدفاع عن مشكل غلاء المعيشة و لنقاطع الانتقاذ و للنهض جميعا للعمل.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. شكون اللي تا يشكر العروسة ؟ أمها وخوالاتها والبلحاسات والحسرافات والانتهازيات

  2. هده حملة اعلامية تضليلية لوقف المقاطعة. ادا كانت هده الشركات وطنية فعلا عليها ان تراعي القدرة الشرائية للمواطن المقهور وادا كانت الحكومة الفاشلة تحرص على مصلحة المواطن عليها خفض الرسوم والضرائب على المواد الاساسية حتى تتمكن الشركات من خفص الاسعار.

  3. سنطرال شركة اجنبيةمن مخلفات المستعمر ومن 1953 وهي تمتص دم المغاربة حتى جاء جيل الداويخ اللذي سيطردها خارج المغرب ويفتح المجال للشركات الوطنية المواطنة

  4. الحزب المعلوم الى مزبلة التاريخ. حتى التاريخ ان نطق قولا فلن يقبل ان تقذف فيه مثل هذه الكائنات.حكومتان متتابعتان من نفس اللون الحزبي اغرقتا الشعب في التعاسة والخوف من المستقبل.كانت رغبتنا اكثر من اي وقت مضى مرهونة في يد هذا الحزب حتى استفقنا على الحقيقة المرة وانقلب البرنامج الحكومي الى عدو للشعب اثقل كاهله بالضرائب المباشرة والغير المباشرة.ما جاء في النص لامس الواقع وفرض التفكير في صيغة اخرى بديلة عن الارتماء في احضان من لايستحقون ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى