أبشروا يا معشر “المداويخ” .. لقد انتصرتم

أبان المغاربة، خلال الأيام الأخيرة، على تضامن وتآزر ووعي ونضج اجتماعي وثقافي وحضاري، ليس له مثيل، بعدما نجحوا في الاتفاق على كلمة وهدف موحدين، والوقوف وقفة رجل واحد أمام قضية ارتفاع الأسعار التي ألهبت جيوبهم وجشع الشركات التي احتكرت كافة أسواقهم، حتى أصبح المواطن يقتني منتوجاتها بالاجبار لا بالاختيار.

أبناء شعبنا العزيز البسطاء، تمكنوا من القيام بحملة غير مسبوقة، حملة انتقلت من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي في وقت وجيز، وسجلت نتائج مهمة وإيجابية في زمن قياسي.

نضج ووعي شريحة مهمة من النشطاء، قادها إلى التفكير في خوض شكل احتجاجي جديد، للتعبير عن سخط المواطنين من الزيادات في الأسعار والمطالبة بالتراجع عنها وكذا تجويد منتوجها، عبر مقاطعة ثلاث شركات مغربية تحتكر السوق الوطنية في منتوجاتها وقادت خطوات الزيادات في الأسعار خلال السنوات الماضية.

“الحملة الشعبية” لم ترق جهات عدة، وطيرت النوم من أعين آخرين، حتى بدأت تنهال علينا تصريحات “غريبة” وخرجات إعلامية “أغرب” لمسؤولين من واجبهم البحث عن حلول ترضي المواطنين وتقلل من معاناتهم، بدل التفنن في سبهم وشتمهم بمختلف النعوت والعبارات القدحية.

التجمعي ووزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، أول المسؤولين الذين قادوا حملة الهجوم “المسعور” ضد المقاطعين، بعدما استغل كلمته بمجلس النواب، ونعت المقاطعين ب”المداويخ”، منتقدا مقاطعة منتجات شركات وطنية، تشغل عمالا وموظفين وتسدد ضرائبها.

خرجة بوسعيد “الغير مفهومة”، لم تشفي غليل رفاقه، حيث طل علينا الوزير عزيز أخنوش، بتصريح آخر، استهزأ من خلاله بحملة “المقاطعة” واعتبر أنها مجرد حملة افتراضية ولا أساس لها في الواقع.

أخنوش، استغل حضوره بالمعرض الفلاحي بمكناس، قبل أسابيع، لإعلان تحديه للمقاطعين، مشددا على أن “لاشيء سيوقف عملهم”، ومضيفا بالقول”اللي بغا يلعب يلعب بعيد”.

خرجة بوسعيد وأخنوش، لم تزد المقاطعين سوى إصرارا على المضي أماما في حملتهم والاستمرار في المقاطعة، بعدما تأكد بالدليل والبرهان تأثر الجهات المقاطَعة بالحملة.

المقاطعون، جنوا أولى ثمار حملتهم خلال الأيام الأخيرة بعد خروج أرقام ومعطيات تفيد تكبد شركة للوقود لخسائر مهمة نتيجة الحملة، وبسبب مقاطعة المغاربة لخدماتها.

وأكدت المعطيات التي تداولتها صحف وطنية ودولية أن عددا من المحطات التابعة لشرطة الوقود المقاطعة والمتواجدة بمختلف مدن المملكة، عرفت تراجعا كبيرا في إقبال الزبناء على خدماتها، كما شهدت أسهمها في سوق البورصة انهيارا غير مسبوقا.

حملة “المقاطعة الشعبية” سجلت نجاحا مهما، بعدما خرج مسؤولي احدى الشركات باعتذار رسمي للمغاربة بعد نعتهم للمقاطعين ب”الخونة”، كما خرجت القياديه الاتحادية حنان رحاب، باعتذار آخر لوصفها النشطاء المقاطعين ب”القطيع”.

حملة المقاطعة وإن لم تحقق بعدها أهدافها الرئيسية والمتمثلة في خفض الأسعار وتجويد المنتوجات، فإنها حققت أهدافا وغايات أخرى أكبر وأعمق وأسمى، هذه الأهداف التي تدفعنا لخطاب لأبناء الشعب الأحرار بالقول:

أبشروا يامعشر المداويخ، لقد انتصرتم وأبنتم عن مدى وعيكم ورقيكم وحضارتكم في الاحتجاج وإسماع صوتكم ونقل مطالبكم من العالم الافتراضي الى العالم الوقعي.

أبشروا يا معشر “المداويخ” لقد انتصرتم ونجحتم في إسقاط أقنعة عدد من مسؤولينا، الذين يقابلوننا بضحكة “صفراء” ووعود كاذبة، أيام الحملات الانتخابية، ويتحولون الى ذئاب مفترسة بعد تقلدهم للمناصب الوزارية والمقاعد البرلمانية.

أبشروا يامعشر “المداويخ” لقد ضربتم عصفورين بحجر واحد، وعبرتم عن سخطكم وتذمركم واستيائهم من الأسعار الملتهبة والاجور الجامدة، وكشفتهم عن حقيقة الكره الذي يكنه المسؤولون لأبناء الشعب البسطاء.

أبشروا يا معشر “المداويخ”، لقد انتصرتم ولم يبقى الكثير لإسقاط امبراطوريات اقتصادية بنيت وشيدت من أموالكم وعرق أكتافكم طيلة سنين ماضية.. فواصلوا حملتكم وثورتكم ضد جشع وطمع شركاتنا وأصحابها.

مقالات ذات صلة

‫30 تعليقات

  1. إلى المعلق مواطن الذين قاطعوا الحليب والماء (سيدوهم علي) والغزوال من شركة إفريقيا لم يحرموا الحليب وإنما قاطعوه لأسباب غلاءه فلا تٌقـَولهم ما لم يقولوا، فللضرورة أحكام ، هذه المنتوجات أهلكت جيوب المواطنين ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبر وصدق)

  2. merci hibapress
    vous montrez que vous êtes le meilleur journal électronique q’on peut l’ouvrir et le lire
    on est fier de hibapress

    bravo hibapress

  3. مقاطع ولو لن أشرب الحليب مرة أخرى مقاطع ولو سرت على رجلي وتركت سيارتي والله يخلينا سيدي الروبيني. ومن لم يشأ أن يقاطع فذلك شأنه. فقط إياه أن يشتكي من غلاء الأسعار يوما ما !

  4. في الحقيقة الامر اصبح غاية في اللبس فلم نعد نعرف سبب المقاطعة و لا حتى من يقف وراءها فلم ينقص السعر بل رجحنا شركة على حساب اخرى اما الغازوال فاظن ان معظم الشركات لها نفس المزود الذي هو اخنوش لكن ان كانت هذه خطة مدروسة لاسقاط شركة ما فانها ربما قد تنفعنا وهو ان نتضامن ونتحد على كلمة واحدة ربما تكون سبب لمام امر الشعب المغربي ليقف ضد اي جهة وليقول كلمته عاش الشعب اتمنى ان يكون تجماع شعبي للوقوف ضد كل المفسدين الذين يسرقون دماءنا لنتحرر من الطواغيت ولنقف ضد الحكومة في كل صغيرة وكبيرة لا تخدم صالح الشعب المقهور والساكت عن ابسط حقوقو فلا صحة ولا تعليم ولا خدمات في المستوى لقد خوصصو كل شيء رغم ان الدولة قاءمة على ضهر الشعب

  5. و لو أن المطالبين بالمقاطعة أهدافهم غير بريئة. ارحموا الفلاحين الصغار منتجي الحليب الدين تضرروا من هذه المقاطعة

  6. كلمة انتصرتم لا معنى لها لي الشعب حتى يلمس انخفاضا في الاسعار اما خسارة الشركات فهذا يادى الا تشرد عائلات والشعب لايريد ان يكون مسؤولا على ذالك

  7. إلى أحد المتدخلين الذي يدعي أنه من زعير أقول له أنه لايوجد في زعير فلاح أو كساب إسمه الحاج محمد بن عبدالله كما تدعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى