المخرج كمال كمال..السمفونية السينمائية في أبهى حللها

 
كما يمسك الرسام بريشته ويبدع فى رسم أبهى اللوحات الفنية مستخدما أجمل العناصر والألوان ليصنع أحلى تكوين فنى يخطف الأبصار والقلوب، هكذا أيضا فعل المخرج كمال كمال، فهو  يتميز برومانسية وحس فنى مرهف ليحول برشاقة وخفة القصة المكتوبة أمامه على الورق للوحة متناسقة الألوان، لا يشذ منها لون أو ينحرف عنها خطأ تماما ككل مشاهد أفلامه التى تأتى مترابطة متجانسة، كل منها يكمل الأخر دون زيادة أو نقصان، لتتجلى  بوضوح عند رؤيتة أحد أعماله كلمة سحر السينما.
 
موهبة كمال كمال تتجلى في صياغة العناوين العريضة لأفلامه انطلاقا من خلفيته الموسيقية كموسيقي محترف،هذا الاهتمام يعود أساساً إلى بداية المخرج الذي انطلق موسيقياً قبل أن يقف خلف الكاميرا. عن هذا التحوّل، يقول كمال في حديث إلى “العربي الجديد”: “جئت إلى السينما من الطرب الغرناطي والموسيقى الكلاسيكية. كان مؤكّداً لي أن لا مستقبل ينتظر هذا التوجّه الموسيقي، ولم يكن هناك أي مؤشر لمستقبل فني فيهما، كما أن الجمهور لم يكن ينظر إلى هذه الموسيقى بكثير من الإعجاب”.
 
هذه الموهبة انعكست على بعض افلامه كالفيلم السينمائي “السمفونية المغربية” الذي خصصه كاملا للدفاع عن المشاعر الوجدانية للانسان البسيط وعلائقه الانسانية بالموسيقى كقيمة سامية وفاضلة تلغي الحدود وتحطم قيود المجتمع لبناء فضائل جديدة تقوم على ركام الواقع اللانساني الذي يتخلله، فيلم لم يتفوق سينمائيا فقط بل تفوق انسانيا كذلك.
 
“إذا كانت السينما المغربية بهذا القدر من الجمال، فإن السينما العربية بخير”، ذلك ما قالته بفرح مخرجة لبنانية، مباشرة بعد نهاية عرض شريط المخرج المغربي كمال كمال “الصوت الخفي” (94 دقيقة)، بمدينة دبي، ضمن أفلام المسابقة الرسمية لجائزة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة. والحقيقة، أنه بهذا الفيلم قد ولد كمال كمال آخر، منتصر على نفسه إبداعيا، ومتسام في مدارج الإحترافية السينمائية،. لقد أبهر الحضور العربي الكبير الذي حضر عرض ذلك الفيلم بالبناء الدرامي للشريط، وكذا بلغته السينمائية الرفيعة، حيث الخطاب المنجز يرتقي بلا تردد وبلا أدنى مبالغة إلى مصاف العالمية. فالتصوير كان عالي الجودة، و الموسيقى السمفونية رهيبة،  قصة الفيلم كانت كذلك مرتبة ومستمدة من أحداث واقعية، زمن المقاومة الجزائرية والمغربية ضد الإستعمار،كل هذه العناصر أسست حتما لولادة صناعة سينمائية مغربية محترفة نشتاق بالتأكيد لتكرارها في أعمال أخرى.
 
ازداد المخرج كمال كمال سنة 1961 ببركان، درس الموسيقى  بالمعهد الحر للسينما في باريس شعبة السيناريو، له تجارب عدة في تنظيم بعض المهرجانات الموسيقية في المغرب، ريبرتواره السينمائي يتضمن افلام تلفزية(“سيد الغابة” 2005، “الركراكية” 2008، “الصالحة” 2010) وافلام سينمائية “طيف نزار”2001 الذي حصل على جائزة أول عمل سينمائي في مهرجان السينما الافريقية بخريبكة ،” السمفونية المغربية”2006، ثم فيلم الصوت الخفي الدي نال عدة جوائز أبرزها جائزة سعد الدين وهبة في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. حبَّذا لو يقرأ السيد بلال مرميد ما جاد به قلمكم فوالله لن أنسى تلك الحلقة التي استضاف فيها المخرج كمال كمال وكم كان عدائيا تجاهه وكأنه كان ينتقم منه أو يريد إذلاله شيئ لا يصدق أن تعامل ضيفك بمثل تلك العدوانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى