سطات مدينتي جميلتي..مالي أراك حزينة !

محمد منفلوطي_هبة بريس

سطات يا جميلتي…مالي أراك حزينة!!!! هو وصف ليس من وحي الخيال، بل حقيقة يرددها كل غيور علنا أو همسا أوخلسة في حديث المجالس ونقاش المقاهي…

سطات يا سطات، ما من كانت تتغنى وديانا وحدائق غناء ورونقا أخاذ، يا من كانت تصنف من المدن الجميلة وتوأمة المدن داخل وخارج الوطن…يامن كانت توصف بعروس الشاوية…هاهي اليوم، تعرف تراجعا على كافة المجالات، اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا… فهي التي اغتصبت شوارعها وأزقتها ودروبها لسنين كثيرة دون أن تراع حرماتها، طالتها جرافات الهدم والردم وسياسة الحفر التي لا تنتهي، فغيروا ملامحها وطمسوا معالمها، وصارت كصرح بلا تاريخ ولاعنوان….نهبوا ملكها العمومي واستباحوا حدائقها وقزموا من بساتينها وأزهارها وزرعوا عوضها كراسي وموائد خشبية لزوار لايغادرون إلا وثمن جلوسهم بعد احتسائهم كأش شاي أو قهوة مدفوع الأجر طبعا.

نعم… طالت أيادي التغيير، فطُمرت الملامح وضاعت معها ذكريات الطفولة البريئة، أين “المارشي القديم قبالة قيسارية الشاوية..أين مقهى كوميرس وبيسيس وسينما كاميرا، أين شارع محمد الخامس وما يحمله من ذكريات جميلة وارث تاريخي..

مدينتي الغالية كل شيء تغير فيك، أين فنانونك من صناع الفرجة الكبار من قبيل قشبال وزوال… أين مبدعوك من راسمي الابتسامة على محيا العباد من الحليقية الكبار مثل الربيب، وحمامو، وعبد الرحمن وعبد القادر الغرام، وووو، كلشي مشى مع الأيام…مابقي سوى ساحتك التي تحولت إلى مكان ” للتبول” ولعب ” ضامة وكارطة” وملتقى ” أصحاب المُوقَفْ”..

نعم، أنت التي تحولت بقدرة قادر إلى ضيعة خاصة في ملك أناس سال لعابهم على نهب ملك الدولة واستغلاله أمام أنظار المسؤولين بدون استحياء، فتحسنت أوضاعهم المادية والمعنوية على حساب المواطنين البسطاء و الشرفاء وعلى مصلحة الوطن، حتى أضحى الأمر كابوسا يهدد سلامة ومصالح المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين في كثير من الأحيان إلى النزول إلى الطرقات ومقارعة الشاحنات والسيارات، من أجل الوصول إلى غاياتهم لتفادي الاصطدام بهذه الأسوار المتحركة..

نعم، أنت التي تحولت شوارعك وأزقتك إلى مايشبه خرائط وخطوط سكك حديدية بفعل سياسة الحفر التي لا تنتهي، أنت التي تحولت ساحاتك ودروبك إلى أسواق شبه عشوائية تعج بمخلفات الأزبال والنفايات ومنطلقا لقطعان الكلاب الضالة التي تهاجم الأحياء وتفرض حظر التجوال على الناس ليلا وفجرا…

نعم، أنت الجريحة التي لم يُغير من حالك تعاقب المجالس المنتخبة شيئا، سوى وقوف البعض من أصحابها على حائط المبكى يشكون حالهم ويتنابزون بالألقاب خلال دوراتها…

نعم، أنت الشاهدة على تعهدات منتخبيك خلال حملاتهم الانتخابية…حين وقفوا متعهدين بتنزيل الاصلاحات والدفاع عن حقوق المواطنين والمواطنات في كافة المناسبات…

وإلى أن تمسحي دموعك وتنفضي عنك غبار الاهمال والتهميش، سأبقى وفيا لك، صوتا من أصوات شرفاء قومك ممن يحملون الهّم ذاته غيرة عندك وتعلقا بتربتك..

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. عشنا اياما جميلةفي هذه المدينة الرائعة في الخمسينات والستينات والسبعينات.ودرسنا فيها ومشينا في ازقتها وشوارعها.رغم بساطتها ولعبنا الكرة في دروبها.وجلسنا في مقاهيهاوكنا نهيء للامتحان الوطني واحيانا بلذة انتظار النتائج عبر الحافلة القادمة من البيضاء والتي تنقل الجرائد.
    اما قاعة الخيال الوحيدة آنذاك اعتقد اسمها كاميرافكنا نشتاق لرؤية الافلام التي.تمر فيها.
    ولاننس الفريق العتيد آنذاك النهضة السطاتية الذي ارعب كل الفرق وكان يضرب له الف حساب ولم اليوم الا الذكريات.وتسالني عن رجالات سطات ما اكثرهم آنذاك.متقفون شعراء أدباء وفقهاء واساتذة من الطراز العالي.اقول الألياف الشباب يعود يوما.

  2. إلى متى سيبقى النياح عليك يا مدينتي سطات، ألم يحن الوقت للشبابك وأبنائك الأبرار أن يعرو على السواعد وحي على النضال والترافع بجميع الوسائل الممكنة والقانونية ….وينسون ماضي كان ويفكرو في المستقبل ويشاركون في بنائه، عوض الرجوع للوراء ( لا يصوت ولا يترشح ) ثم يبقى يبكي سطات سطات …. إذا همتنا سطات كشبابها فحي على العمل وإبداء أفكارنا ودخول لمجال تدبير وتسيير المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى