إطلاق مؤسسة التراث الموسيقي المغربي بالدار البيضاء

جرى يوم أمس بمدينة الدار البيضاء، إطلاق مؤسسة التراث الموسيقي المغربي، وذلك في ندوة صحافية، نظمتها فعاليات ثقافية وفنية وأكاديمية وازنة، أخذت على عاتقها المساهمة في الحفاظ على التراث الموسيقي المغربي الاصيل.
وقال الرئيس عز العرب برادة، في كلمة بالمناسبة أن اختيار مدينة الدار البيضاء مقرا لهذه المؤسسة، التي تضم نخبة من الفاعلين والأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالتراث الموسيقي المغربي وطنيا ودوليا، كونها تشكل نموذجا مثاليا للسكان المغاربة، حيث تمثل كل المناطق، وتكون إمكانية تطوير هذا التراث في بعده الوطني والدولي أكثر ملائمة من المدن الأخرى.

وأكد برادة أن الهدف من تأسيس هذه المؤسسة، هو المساهمة في إشعاع التراث الموسيقي المغربي، وتمكينه من التلاقح الثقافي المتعدد بقيم التسامح والتقاسم والتضامن، مع إشراك جيل الشباب على نطاق واسع، لكونه هو الضامن الوحيد لاستدامة هذا التراث.

كما شدد في الندوة، على أهمية حماية وصيانة التراث المغربي المهدد بالانقراض بسبب تجاهله من قبل الشباب، فضلا عن التعريف به وحماية هذه الثروة الغنية التي لا تقدر بثمن، وتكييفها مع الاتجاهات الموسيقية والتكنولوجية الجديدة حتى تتمتع بعلامة التميز التي تستحقها في التعابير الموسيقية والفنية للمملكة وعلى الصعيد الدولي، وحتى يحييها ويعتنقها جيل الشباب.
وأكد عز العرب برادة على أن تنظيم المهرجان الدولي للتراث الموسيقي يعد إحدى مهام هذه المؤسسة، حيث سيكون هذا المهرجان امتدادا للمهرجان الدولي بالطريقة العيساوية، الذي تم تنظيمه سنتي 2018 و 2019، حيث ستكون مهمة المؤسسة تعزيز وتطوير، ليس فقط الطريقة العيساوية، بل حتى كل التراث الموسيقي المغربي في كل أنحاء المملكة.

كما أضاف أن تنظيم مختلف التظاهرات الفنية والأكاديمية، من ندوات فكرية وسهرات وليالي سمر، ومنتديات أكاديمية، هو قيمة مضافة هامة لإشعاع جهة الدار البيضاء سطات، وفرصة سانحة لعشاق هذا التراث الموسيقي لاستعادة لحظات الفرح والروحانية التي تحتاجها البشرية في ظروفها الصعبة.
وناشد برادة السلطات والداعمين إلى الاهتمام بهذه المبادرة والتظاهرة، ودعمها دعما يليق برهاناتها وآفاقها الرائدة، ودورها الريادي والكبير في الحفاظ على الهوية التراثية الموسيقية المغربية، ذات البعد الإشعاعي والتواصلي، تكريسا لقيم المواطنة والثقافة المغربية والكونية والإنسانية، وروح التعايش والتسامح، والقيمة الاعتبارية للكنز التراثي الموسيقي المغربي، على الصعيد الوطني والعالمي.
كما لامس رئيس المؤسسة، في الندوة التي تحدث فيها عدد من أعضاء المؤسسة، مجموعة من الأهداف والبرامج، التي تروم في العمق تشجيع الإبداع التراثي ونشره وتوثيقه والحفاظ عليه، فضلا عن جعل مدينة الدارالبيضاء قطبا ثقافيا بامتياز.
بدوره تحدث فوزي الصقلي عن اللجنة الأكاديمية، إلى جانب عبد الرحيم الحافظي، عن أهمية هذه المؤسسة المتميزة، من الناحية الثقافية والفنية، والأكاديمية، مشيدا بدورها في صيانة الذاكرة والهوية التراثية الموسيقية المغربية، فضلا عن برامجها المفيدة والساعية إلى التعريف بكثير من الفنون وتكريم رواد هذا الفن الأصيل، الذي يبرز القيم المشتركة والاخيتارات الروحية والقدرة على نقلها إلى الأجيال الشابة والإنصات إليها وفهم المشاعر والعالم الذي تبنيه.
وبالمناسبة تم الكشف عن برنامج سنة 2023، والذي سيعرف يوم 10 ابريل المقبل تنظيم مسائية تحت عنوان “عيساوة/ملحون”، ويوم 11 ابريل احتفالية مسائية تحت عنوان “سماع وحضرة الشفشاونية”، فضلا عن تنظيم المهرجان العالمي للتراث الموسيقي المغربي، من 11 الى 13 ماي 2023، والذي سيقام بفضاء المشور حي الحبوس، بالدار البيضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى