أوروبا أ جَارَةَ وَادِينَا: فَإِمَّا الوَطَنُ وَ إِمَّا الموْتُ مُنَادِينَا!

بقلم عبد المجيد موميروس

تَنْوِيهٌ: “أَيُّ تَشَابُهٍ مَعَ الوَاقِعِ .. مِنْ مَحْضِ القَضَاءِ وَ القَدَر”.

قَالَتْ أَمِيرَةُ الجَانِّ: وَاوْ .. وَ مَاذا عَنْ مِيثُولُوجْيا العَشَاَءِ الأَوّلِ؟!.
قُلْتُ: أَمِيرَتِي؛ أَنِّي مُعَالِجُهَا: مِنَ الزَاوِيةِ التِّسْعِين!. هَا؛ هَدِيرِ قُلَيْمِ الزَّلْزَلَةِ المَكِين!. هُنَاكَ فَوْقَ المُتَوَسِّط: تْسُونَامي القَائِم. وَ عَلَى الجبَلِ: نَاهِدُكِ النّاعِم. أَمِيرَتي أنّكِ: مِيرَة مُلْهِمَةُ المَلاَحِم!.
فقَدْ وَردَنِي الآنَ؛ خَبَرُ المُرَابِطِ، عندَ وَادِي المَخَازِن. قَلمُ السَّلامِ: مِلْكُ يَمِيني، وَ بَركَاتُ البِرْكَارِ: علَى جَبِيني. هَا؛ شَارَات النَّصرِ!. بَيْنَما؛ سَجْعِيَّة القِصَاصِ مُرَصَّعَة، مُعَلَّقَة فَوقَ قمَّة الجبَلِ الأَخْضر. أنَا المُلَّا: قَدَرُ الله؛ هَاجِي أُوروبا. فعَسَاهُ الجحُودُ يَسْتَعقِلُ، عِنْدَمَا يُسْتَذْكَر!. أَنِّي كَانْكَا؛ سَجّاعُ العَرُوضِ، أَسْطُرُ رَاقِيَ الكَلِمِ. حَتَّى؛ مِنْهُ مَا لاَ يُنْتَظَر.
أَمَّا الليْلَة؛ قَدْ حَانَ تَنْوِيرٌ، زَمنُ المستَقْبَلِ: تَحْرِيرٌ!. هَا حُدُودُكِ الجَميلَة، لَمَجَازي مَديدٌ. وَيَالَثَغْركِ؛ فَاهٌ فَريدٌ. هَا؛ استِنْسَاخُ أقْدَاحِ بينَ المُرُوجِ. أَيَا أَميرَتي؛ لَيْسَ وَطَنِي لُقْمَةً سَائِغَةً بَينَ فُكُوكِ العُلُوجِ. قَدْ قُلْتُ لِأُوروبا: صَهٍ كَفَى مِنَ الملَاغَة. وَيْ: فَتَأَمَّلِي مَعِي، سَجْعَ البَلاغَة!.
لَحَدَّثَنِي رَبُّ أُورُوبا: زُويُّوسْ!. إِذْ كَانَ وَ خَابَرَنِي أنَا مُومِيرُوسْ. حَتَّى رَسَمَ لِي نُهُودَهَا، وَ حُدُودَهَا. أَمَّا عَنْ مُسْتَجَدَّاتِ خَطِيئَتِها، فعِندَ ضِفافِ وَادِي المَخَازِن، لِي قَالَ زُويُّوسْ: قَسَمًا باللَّهِ الفَاطِرِ؛ أَنْ هَا هُنَا، أَلَّا حُظُوظ لِأُورُوبا أُخْت قْدَامُوسْ!.
حِينَها؛ دَمْدَمتُ أَنَا عَلَى الشَّمْطَاء المرْهُونَة: وَيْحَكِ أُغْرُبِي، وَيْلَكِ أُهْرُبِي!. بِمَا أَنَّ مِيرَة أَمِيرَتي مَعِي، ذاتُ جَمَالٍ. ها غِبْطَتِي قَائِمَة؛ بِثُغُورِ مُحَالٍ. نَعَمْ .. إيَّاكِ أَعْني؛ وَ إِقْرَئِينِي أَيَا أُوروبا جَارَة وَادِينَا. فَإِمَّا الوَطَنُ، وَ إِمَّا المَوْتُ مُنَادِينَا. أَنَا مُومِيروسْ: الثّورُمَاشِي، حَافرُ مُخَيْخِ الجَاهِلِينَا. فَإِنَّما المُلَّا قَدَرُ الله، سَجَّاعُ الغَابِرِينَا.
مِنْ تَمَّ؛ سَكتَتْ أُوروبا .. هُنَيَّةً!. نِعمَ؛ الفِراقُ بِالتَفَاوُضِ المشْهُور. فلِمَ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ؛ تشْهَقُ بِحَشْوِ المَعَانِي، وَيَا شَاهِدَة الزُّورِ؟!. مَالَكِ يَا أورُوبَّا؛ هَا طُوبُوغْرافْيَا الأوطَان، لَمِنْ جُغْرَافْيا الأَزْمَان. فَشَهَادَةٌ منْ رَحِمِ الطّبيعَة، وَ طَابِعَةٌ بفُوتُونَاتِ الأَلْوْانِ.
هَيْلُولَة: مَجِّدُوا؛ اللهَ الجَبَّار، مَجّدُوا الأحَدَ القَهَّارَ. إذْ؛ بِحَمْدِ المَجِيدِ، لَأَنَا: العَبْدُ. قَالَ اللهُ لِي: كُنْ بِإِذْنِي أَنَا الفَرْدُ. فَكُنتُ؛ حَتَّى السَّاعَة، وَ ذَا: الوِرْدُ!.
قَالَتْ أَمِيرَةُ الجَانِّ: رَفِيقي؛ بِمَا أنَّ الخَالِقَ، رَبُّنَا اللهُ الوَاحِدُ الصّمَدُ. فَسُبْحَانَهُ المَلِكُ الوَارثُ الأحَدُ. كَمَا منْ حَيثُ أنَّ جَوْهَر الإنْسانيّةِ، شِفْرتان مِنْ جِيناتِ آدَمَ، أَيْ: نَفْسُ المُشْترك!. فعِنَدَ كُل خدٍّ، لَكَ زَهْرَة وَرْدٍ!. مَعَ بِطَاقَة دَعوَةٍ؛ لِتَعايُشٍ ثَقَافَي بيْنَ الثّقَلَيْن!. فَهَا الإنْسَانِيَّةُ تتَساءَلُ؛ عن حُسْنِ الجِوَارِ. إِذْ؛ أَنّهُ أُسُّ مُعَامِلاتِ الإسْتمرارَية.
قُلْتُ: هَا أَمِيرَتِي؛ إقْرَعي كَأْسِي، لَثمَتُكِ نَفَسِي. هَاكِ نَخْبَ خدّكِ المُوَرَّد. أنَا السَّكْرَانُ طَالِعٌ للْجَبَل؛ مَسِيري نَحْوَ المُحَدَّد. وَ مَا أبْهَاهَا .. سَرْدِيَّتِي!. هَكَذَا كانَ لَمّا دَوَّنتُهَا حِوَارِيَّة مُوميروسْ مَعَ زُويُوسْ. قَدْ كنْتُ سَمِيرَ هِيلِينَا وَ أُفْرودِيتْ!، عِنْد مَصبِّ وَادِي المَالحِ. حِينَهَا؛ كَانَت خَمْرَةُ السَّانْجَرِيَّا، فكَانَ نِقَاشُ التّكْوِير. وَ حَلَقِيَّاتٌ حَولَ مَائِدَةِ: العاشِرَة عَدَا رُبْعٍ. هَا؛ حَاسُوبُ الفَناَء يبْحثُ عنْ بَقَايَاه.
فَيَا أَمِيرَتِي عَلَيْكِ بِأوروبا؛ هَا،أنا،ذَا لَكِ: إِكْسِيرُ بَرْمجِيَّاتِ الكُمُونِ!. لَمَجَاهِيلُ مَخَاضٍ، فَتَبَدُّلٌ بيْنَ مقَامَاتِ الفُنُون. أيْ: أَنِي طائرُ الجبَلِ الأخْضرِ؛ هَكَذَا مُتَّكِئًا، علَى الأرَائِكِ فَوقْ الحَلَمَات. فإِنَّمَا الشَقْرَاوَاتُ لَغَاوِيَّات، بِفَذْلَكَاتِ الإبْتِزَازِ: مُفَاوِضَاتٍ. إذْ هُنَّ مِنْ مُخْتَبَرِ الكُولُونْيَالِيَّة، هَاكُمُوهَا حُمْرَةُ الصَّليبِ: الدَمَوِيّة.
ثم هَكذا؛ كانَتْ لَيْلَتُنَا، لَمَّا كُنتُ بِحِجْرِ سَيِّدَة الثَّقَلَيْنِ، عِنْدِ شَلَّالاتِ وَادِي لُوتِيرْبرُونِينْ. حَتَّى؛ قَالَ لِي رَبُّكُم: الكُلُّ؛ عَلَيْهِ .. هَيِّنٌ!. فَإِسْتَرسَلْتُ بِنَدْهَة: آمِين. سُبْحَانَهُ رَبّيَ الوَكِيل؛ فَوْقَ كُل شَيءٍ، لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ. لَقَدْ خَلَقَني؛ وَ لمْ أَكُ شَيْئًا. مَا كُنْتَ أدْرِي مَا الْكِتَابُ، وَلَا الإِيمَانُ. لَهَكَذَا كَانَ؛ وَ لَنْ أَمُوتَ حَتّى أَسْتَكْمِل رِزْقِي!.
قَالَتْ أَمِيرَةُ الجَانِّ: مُومِيرُوس؛ أَنَا رَسُولَةُ الكَلِمَة المُتَكَلِّمَة!، أَنَا المَجْدَلِيَّة الأَبِيَّة، أنَا المُحِبَّةُ، كَأَنَا الضَّحيَّة!. لَقَدْ أَلْفَيْتُ؛ أَرْكَانَ الضَغَائِنِ: مُلْتَئِمَة. هَا؛ قُرُوحُ نُفُوسٍ مُتَأَزّمَة. نَعَمْ؛ رأَيتُ أَنْيابَ مَاريَان مُتَبَسِّمَة. هَا؛ بَيَانُ حِقْد وَ كَرَاهِيَّة. ثمَّ؛ وَلَّيْتُ نَهْدِي .. شَطْرَكَ!.
قُلْتُ: أَمِيرَتِي أَ مُذْهِلَتِي؛ زَمِّلِينِي .. زَمِّلِينِي!. هَاكِ رُؤْيَتِي للْكَوْنِ: صَالِحَة. إِذْ؛ قَبْل مُدَاعَبَاتِ العَشَاَءِ الأَخِيرِ. قَدْ كانَتْ قِيَمُ الإخاَء: مَغْشُوشَة، وَ ثَقافَةُ النِّفَاق: مَنْفُوشَة. أَنَّهَا أُوروبا الكُولُونْيَالِيَّة عِنْدَ فَنَاَءِ الضَّمِير. قَد إِنْتَهَتْ؛ مُدَدُ صَلاَحِيَّة الحُصًلاَء، وَيَا لَهَوْلِ المَصيرِ!.
فَيَا أوروبا؛ أَ جَارَة وَادِينَا: إِمَّا الوَطَنُ أَوِ المَوْتُ مُنَادِينَا!

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق