القضية الفلسطينية أمام مجلس الأمن.. إبراز الدور المحوري للملك

أكد نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر القادري، الأربعاء بنيويورك، أن الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ما فتئ يدعو لأهمية المحافظة على الوضع القانوني والحضاري والديني للقدس الشريف.

وفي مداخلة خلال جلسة النقاش المفتوح لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أشار القادري إلى أن الملك محمد السادس يتابع عن كثب وباهتمام بالغ ومتواصل كل التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، ويدعو لأهمية المحافظة على الوضع القانوني والحضاري والديني للقدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار.

وذكر، في هذا السياق، بنداء القدس الذي وقعه الملك محمد السادس بمعية قداسة البابا فرنسيس في 30 مارس 2019 في الرباط.

وأبرز الدبلوماسي أن لجنة القدس الشريف، التي يرأسها الملك محمد السادس، تقوم بدورها السياسي والعملي لدعم الشعب الفلسطيني عامة، والمقدسيين على وجه الخصوص، مسجلا أن اللجنة تزاوج بين المساعي السياسية التي يقوم بها الملك محمد السادس، والعمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الإشراف الشخصي والفعلي للعاهل المغربي.

وذكر بأن الوكالة عملت، منذ إنشائها سنة 1995، على إنجاز وتنفيذ مشاريع ملموسة تعليمية واجتماعية واقتصادية وصحية وثقافية، للإسهام في تحسين أحوال عيش المقدسيين والحفاظ على المعالم الحضارية والروحية لمدينة القدس الشريف بصفتها ملتقى للديانات التوحيدية الثلاث وتراثا مشتركا للإنسانية وأرضا للتعايش واللقاء.

وفي إطار التزام المغرب الدائم بتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين، يتابع السيد القادري، قاد الملك محمد السادس، في يوليوز 2022، وساطة توجت بالاتفاق على الفتح الدائم لجسر ألنبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، مما ينعكس إيجابا على الحياة اليومية للفلسطينيين، ويسهل عملية تنقل الأشخاص والسلع.

واستذكر الدبلوماسي مقتطفا من رسالة التضامن التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في نونبر 2022 بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي أكد فيها الملك محمد السادس “أن ما تقوم به المملكة المغربية من جهود ومساع لصالح القضية الفلسطينية هو التزام صادق وموصول تدعمه إجراءات ميدانية ملموسة تلقى كل التقدير والإشادة من لدن القيادة والشعب الفلسطينيين. لذلك، ندعو إلى النأي بهذه القضية العادلة عن المزايدات العقيمة والحسابات الضيقة التي لا تخدمها في شيء”.

وأكد القادري أن المملكة المغربية تظل على قناعة بمركزية القضية الفلسطينية لكونها قضية جوهرية في الشرق الأوسط، كما تظل في سلم أولويات المنتظم الدولي، معتبرة أن استقرار المنطقة والازدهار فيها يرتبط ارتباطا وثيقا بإيجاد حل عادل ومستدام لهذه القضية، في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

كما جدد الدبلوماسي تأكيد موقف المغرب الثابت والواضح من عدالة هاته القضية، ورفض المملكة لكل مساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في جو من الأمن والاستقرار والسلام.

وأبرز، في هذا الصدد، أن المملكة المغربية تدعو بإلحاح إلى وجوب الامتناع عن كل ما من شأنه تأزيم الوضع وجر المنطقة نحو مزيد من الاحتقان، كما تشدد على ضرورة الامتناع عن جميع الإجراءات الأحادية التي من شأنها المساس بالوضع القانوني والتاريخي والجغرافي القائم في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف.

وخلص الدبلوماسي المغربي إلى التأكيد على أن المغرب سيواصل العمل على استثمار دوره التاريخي والوازن في القضية الفلسطينية والعلاقات المتميزة التي تجمعه بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل توفير الظروف الملائمة، لإعادة إحياء المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. اللهم سخر لهم ملائكة السماء وجنود الارض ومن عليها واشرح صدورهم ويسر أمورهم وقوِّي عزيمتهم ومدهم بالصبر يا رب..

  2. شكرا لك ملكنا الغالي على المبادرة الوطنية لدعم الشعب الفلسطينى اطال الله في عمرك حفظك الله ورعاك..

  3. ما سمي باتفاقيات السلام أو الصلح أو التطبيع محرمة وباطلة شرعا، وجريمة كبرى، وخيانة لحقوق الله تعالى ورسوله، وحقوق فلسطين أرضا وشعبا، والأمة الإسلامية. ما تم ، لا يُسمّى صلحا في حقيقته ولا هدنة، وإنما هو تنازل عن أقدس الأراضي وأكثرها بركة.
     التطبيع مع إسرائيل “يمثل أيضا إقرارا بشرعية العدو المحتل، واعترافا به، وبما يرتكبه من الجرائم المحرمة شرعاً، وقانوناً، وإنسانيا من القتل والتشريد بحق الشعب الفلسطي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى