جماهير الرجاء الرياضي.. جنود بجيش القوة الناعمة المغربي

بقلم عبدالله المعمري

يعود مصطلح القوة الناعمة إلى أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي جوزيف ناي ، هذا المفهوم له نقيض وهو القوة الصلبة أو القاسية أو الخشنة.

و قدم جوزيف ناي تعريفا لمصطلح القوة الناعمة بأنه “سلاح مؤثر يسعى إلى تحقيق الأهداف عن طريق الجاذبية بدل الإرغام أو الإخضاع ، أو حتى دفع الأموال” ، وهي كذلك القدرة على الثأثير في سلوكات الٱخرين ، إنها في جوهرها قدرة فئة أو أمة معينة على التأثير في أمم أو جهات أخرى وتوجيه خياراتها العامة وذلك استنادا إلى جاذبية نظامها الاجتماعي والثقافي ومنظومة قيمها ومؤسساتها بدلا من إعتماد أسلوب الإكراه ، وهذه الجاذبية يمكن نشرها بطرق شتى ، فإما طريق الثقافة الشعبية ، أو الدبلوماسية أو حتى المنظمات الدولية غير الربحية و مؤسسات المجتمع المدني.

إضافة للطرق التي ذكرناه ، ظهرت طريقة أخرى في نشر القوة الناعمة تثمتتل في جماهير كرة القدم ، فهذه الأخيرة لم تعد فقط لعبة رياضية كغيرها من اللعب ، بل تعدت حدودها الرياضية حتى أصبحت تمارس دور المدافع و المتبني لعديد القضايا الإنسانية و الثقافية و الحضارية…وذلك عبر التيفوات و الرسائل و الأهازيج التي يرفعها و يرددها الجماهير أثناء المقابلات.

“مانديلا الصغير…المستعمرة الإفريقية الوحيدة المتبقية هي أورانيا” ، هذه كانت الرسالة رفعها جمهور الرجاء الرياضي عبر فصيله ب “الكورفا سود” وذلك عبر لافتة كبيرة يوم أمس بأحد مباريات البطولة المغربية ، في رد على ما أقدم عليه حفيد زعيم جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا ، الذي دعى إلى حمل السلاح ضد المملكة المغربية من أجل ما وصفه بـ”تحرير الصحراء الغربية”، خلال افتتاح كأس أمم إفريقيا للمحليين التي تقام بالجزائر يوم الجمعة الماضي.

جماهير الرجاء الرياضي اختارت الرد على أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، بطريقة “ذكية و استثنائية” والتي نالت إشادة واسعة من طرف رواد منصات التواصل الاجتماعي داخل المغرب و خارجه ، حتى تصدرت كلمة “أورانيا” محرك البحث في العديد من المنصات الإلكترونية.

فلاسفة الرجاء يمارسون كلما سنحت لهم الفرصة “القوة الناعمة” في العديد من القضايا خصوصا تلك التي تهم وطننا الحبيب المغرب و مقدساته ، فعند أي خطر أو تهديد يشن على مغربنا تجد الجماهير الرجاوية تحمل السلاح الفكري لمقارعة الخصوم ، جماهير الرجاء وحتى الأمس القريب كانت دائمة حمل مشعل الأخوة بين الشعبين المغربي و الجزائري وذلك في بعض الأغاني التي يرددها الجمهور الرجاوي ، لكن عندما يتعلق الأمر بقدسية وطننا أو حتى المساس بشعرة صغيرة من كبرياء المغاربة فلحم الجمهور الرجاوي مر جدا في مثل هكذا قضايا…

إن العمل الدنيء الذي أقدم عليه “مانديلا الصغير ” لن ينطلي على فلاسفة الرجاء ، حتى جاء الرد قاسيا جدا له و لمن دفعه وحرضه للتفوه بتلك الكلمات ، رسالة الرجاويين له أنه إذ كان بيتك من زجاج فلا تضرب الناس بالحجارة ، فقبل أن تتطاول على حبة من رمال صحراءنا المغربية ، فلتحاول تحرير أورانيا من نظام الفصل العنصري.

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

‫20 تعليقات

  1. حيدو بعدة فديوات ديال جيبوها يا جزازير من يوتوب لي كنتو تغني ليهم يا جمهور الداخلية أو بن باضجي

    1
    1
  2. أي نعم نحن قوة ناعمة، لكننا نتقن جميع الحوارات الاخرى للدفاع عن المقدسات، والصحراء المغربية هي اكبر المقدسات و نزولنا في قلب ملاعبهم و مسيرتنا و انزالنا في عيون الساقية الحمراء كان أنذارا لمن تخول له نفسه المساس بعرضنا. هذه الارض عرضنا و نحن المغاربة كلنا متفقون على هذه المسألة…ما قام به جمهورنا هو باسم اربعين مليون مغربي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق