تسليط الضوء بإيطاليا على المقاربة المتفردة للنموذج الديني المغربي

ع اللطيف الباز /هبة بريس

احتضنت قاعة المؤتمرات ببلدة ” كوسطا فولبينو ” التابعة لعمالة بيرغامو شمال إيطاليا، ندوة فكرية تحت شعار ” تحدي الإسلام في إيطاليا تأملات للحوار بين الإسلام والمسيحية ” بمبادرة من الفيدرالية الإسلامية بلومبارديا وبتنسيق مع المركز الثقافي الإسلامي النور” حيث شارك في الندوة الى جانب الأستاذ يوسف زاهر، رئيس الفدرالية، الذي تحدث عن ” الحوار كآلية لبناء مجتمع السلم المتعدد الثقافات ” والمفكر الايطالي الدكتور ماركو باراتو الذي تناول موضوع “الحوار وسيلة للثثاقف والتعارف بين الإسلام والمسيحية”، كل من : السيد محمد الاكحل، القنصل العام للمملكة المغربية بميلانو و وعمدة بلدية كوسطا فولبينو “فيدريكو بايجيني” وعمدة بلدية روغنو ” كريستيان موليناري” وعمدة لوفير” أليكس بيناشييو “وممثلة مجلس المحافظة دارفو بوياريو طيرمي “فرانشيسكا شيريا” إضافة الى عدد من الخبراء والفاعلين والقيادات الدينية،
و قد شكل هذا القاء مناسبة اكد من خلالها المشاركون على دور الجهات الفاعلة الدينية و على اهمية الحوار الديني من اجل دعم السلم و العيش المشترك و سيادة قيم التسامح و الاعتدال في مختلف المجتمعات، بما في ذلك المجتمع الايطالي الذي اصبحت فيه الديانة الاسلامية تحتل مكانة مميزة بالنظر لتواجد جاليات اسلامية تشكل اليوم جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي لهذا البلد .كما سلطت هذه الندوة الضوء على النموذجالمغربي المتفرد في مجال التعايش الديني
حيث أكد المتدخلون أن المغرب عرف على مر العصور بتعايش المسلمين والمسيحيين واليهود وهو ما يشكل نموذجا يحتذى خاصة في ظل هذه المرحلة التي تشهد تنامي خطاب الكراهية والتطرف. و في هذا الصدد اشار القنصل العام للمملكة المغربية بميلانُـو أن التجربة المغربية في تدبير الحقل الديني اثبتت فعاليتها و اصبحت مثالا يحتدى في محاربة التطرف والراديكالية بفضل التوجهات السامية لإمارة المؤمنين، بوصفه ركيزة وضمانا للمملكة في ما يتصل بقيمها الروحية والأخلاقية والسياسية.
وأوضح الدبلوماسي المغربي أن “إمارة المؤمنين كما يثبت التاريخ والواقع، تضمن السلم والأمن والاستقرار، وأيضا تحصن المغرب ضد كل أنواع التطرف والجهل من خلال تكريس “إسلام معتدل”، موضحا أن “المملكة تستمد أسسها من القيم الحقيقية للإسلام، ولا سيما التسامح والتعايش والعيش المشترك”.
وسجل أن “المغرب، بفضل الرؤية الملكية المستنيرة، يولي أهمية كبرى لتوفير تأطير فعال للتعليم الديني، الذي يهدف إلى حماية المرجعية الدينية للمملكة، التي تؤسس لها إمارة المؤمنين، العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي، والصوفية السنية”. يشار إلى أن هذه الندوة شكلت مناسبة لإبراز النموذج المغربي للعيش المشترك بين مختلف الديانات السماوية التوحيدية، المعطى الراسخ في تاريخ البلاد الذي يقدم نماذج متفردة للتعايش المثالي بين غالبية المسلمين والأقليات الدينية اليهودية والمسيحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى