الساعة الجديدة والتلاميذ.. الفُطور بطعم السُّحور

يبدو أن الساعة الاضافية أو الساعة الجديدة، سمها ما شئت، المهم هو أنها تحولت إلى مايشبه كابوس مفزع لدى التلاميذ الصغار وهم يتهيؤون للذهاب كل فجر إلى مدارسهم العمومية أوالخصوصية، مما شكل عبئا ثقيلا للمس حياتهم اليومية، وأثر على السير العادي للدراسة لديهم، بحيث ساهمت هذه المعضلة في الرفع من نسب الغياب في الحصص الصباحية لدى الاطفال الصغار، ناهيك عن حالة الارباك التي تخلفها هذه الساعة الجديدة في صفوف الأسر والعائلات وخاصة على موائد الافطار التي تتحول إلى ما يشبه وجبات السحور، فترى الأمهات يسارعن إلى ايقاظ ابنائهن من فراش النوم الدافئة، ومنهم من يغادرها في صمت ودموع الحسرة على فارقها بادية على محياه، ومنهم من يغادرها ليواصل نومه في مكان آخر في صورة تشبه حالة من الاستنفار القصوى، ومنهم من يتناول فطوره بعيون شبه نائمة فتتعالى صياحات الأمهات ومناداتهن لأبنائهن وهن منشغلات في الوقت ذاته بترتيب مستلزمات البيت وتهيئ وجبات الغذاء والاستعداد للخروج بدورهن إلى عملهن.

* ها العار …ارحموا أطفالنا وحببوا لهم مقاعد الدراسة

عبارات تحمل في طياتها نبرات التذمر والحسرة، تُسائل كافة المتدخلين في الحقل التربوي للعمل على ايجاد مقاربة شمولية لمعالجة هذه الاشكالات المترتبة عن هذه الساعة الاضافية، حتى إن الفضاء الأزرق بدوره لم يخل من تداول الموضوع على نطاق واسع وتحول إلى مادة غنية بدسم النقاش بين مرحب ومستنكر، لاسيما وأن الوضعية تلامس بشكل مباشر مسألة التركيز بالفصول الدراسية بسبب قلة النوم وطول السهر، هذا وإن أضفنا عليه مشكل الادمان على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال الحاسوب فتلك معضلة من المعضلات.

ساعة اضافية، أضحت محطة تجاذب وجدال ونقاش من قبل العديد من المواطنين بين رافض لها ومدافع عنها، أو غير مكترث تماما، ومنهم من يعتبرها عاملا يحدث خلخلة في بعض السلوكيات إلى درجة أن البعض يشكو حتى من اضطرابات بيولوجية، تبقى معاناة التلاميذ الصغار مستمرة مع “الفـــــــياق بـــــكري” حيث أن معظمهم لم يحالفهم الحظ في الاستفادة من ساعات النوم الكافية لزرع بذور النشاط والحيوية مع كل صباح، بيد ان الكثير من التلاميذ الصغار يستأنفون حصصهم من النوم على مقاعد الدراسة، لاسيما تلامذة المدارس الخصوصية التي تتزامن جولات سيارات النقل المدرسي وعودة المصلين من مساجد الرحمن فجرا، فتراهم مُسَّمـــــرين على أبواب منازلهم في ظلمة الليل وعلامات الأسى والحزن والتذمر بادية على محياهم.

مقالات ذات صلة

‫22 تعليقات

  1. المملكة المغربية الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق التوقيت الصيفي طيلة السنة باستمرار لعدة سنوات… حسبنا الله ونعم الوكيل في من فرض على الشعب المغربي هذه الساعة المشؤومة، والله لن نسمح لهم لا دنيا ولا آخرة. المغرب

  2. ليس فقط الصغار الدين يعانون بل حتى الكبار من غير المقبول اضافة ساعة على مدار السنة. الى متى هاته التبعية للغرب تحت غطاء الاقتصاد في الطاقة؟ حسبنا الله ونعم الوكيل في الدي كان سببا في فرض هاته الساعة الشؤومة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى