جهات عليا غاضبة من زلات “بوسعيد واخنوش”

علم لدى هبة بريس ان جهات عليا عبرت عن غضبها من التصريحات التي جاءت على لسان وزير الاقتصاد والمالية وصديقه في الحزب عزيز احنوش وزير الفلاحة والصيد البحري .

وانتقدت الجهات العليا الطريقة التي دبر بها بوسعيد واخنوش ” حملة المقاطعة ” ، وتم تحميلهما مسؤولية تداعيات تصريحاتهم التي اعتبرت ” صب للزيت فوق النار ”

ومن المتوقع ان يقدم بوسعيد واخنوش اعتذارهما للشعب في الايام القليلة المقبلة بغية احتواء السخط المجتمعي الذي اقلق جهات انزعجت من نجاح حملة المقاطعة وهو الشيء الذي يفسره بوضوح صمت الحكومة .

ولم يرق لجهات عليا الطريقة التي تعامل بها اخنوش وبوسعيد مع حملة المقاطعة سيما وان مسار حزب الاحرار خسر جزءا من رهانه السياسي / الانتخابوي ، وهو الامر الذي كان بالامكان تجاوزه لو تعامل كوادر الحزب بكثير من التفهم والاحترام والتفاعل الايجابي مع ” حملة المقاطعة ” .

ويتوقع كثيرا ان تتغير خريطة الاشخاص داخل حزب الأحرار خصوصا بعد الغضبة المجتمعية التي تسببا فيها اخنوش وبوسعيد بتصريحاتهما الغير المسؤولة ، فيما يرى متتبعون ان بوسعيد احرق كل تحركات اخنوش التي اعتبرت ناجحة ومهيكلة للشأن الحزبي داخل قواعد ” الاحرار ” .

وتجري داخل حزب الاحرار حركة تفاعلية جادة للخروج من ” الورطة ” ، علما ان الجميع داخل حزب الحمامة يتفهم من كان يقصد بوسعيد بـكلمة ” المداويخ ” التي سبق واطلقها بنكيران رئيس الحكومة السابق، وأمين عام حزب العدالة والتنمية السابق، لوصف بعض من شباب حزبه متمازحا معهم في خطبه قبل سنة أوأكثر .

حملة المقاطعة التي كبدت شركات مغربية خسائر كبيرة تعيد الى الاذهان واقعة اطلاق ابن حسني مبارك قهقهات ساخرة في ندوة من دعوات للاحتجاج يوم 25 يناير 2011 غير مباليا بالامر الشيء الذي حدث بعد ايام مما يعني ان الصغائر تنقلب كبائر اذا قوبلت باللاوعي وهو ما حدث مع احنوش وبوسعيد ومريم بنصالح ليطرح السؤال : كيف ستنتهي ورطة الثلاثي ؟ وهل سيحول هذا الطارئ بين اخنوش ومبتغاه السياسي ؟ وهل ستكون نهاية اخنوش بسبب استهزائه بالعالم الافتراضي ؟ ام ان الاخير سيراهن على نعمة النسيان ؟

الى ذلك يعرف أن حملة مقاطعة منتوجات ثلاث شركات انتشرت كالنار في الهشيم بعد اتهامها بالاحتكار والجشع، ويتعلق الأمر بشركات “إفريقيا” للمحروقات، و”سيدي علي” للماء المعدني، و”سنطرال” للحليب ومشتقاته، وهي الحملة التي يقول المنضمون إليها إنها جاءت للرد على الزيادات في أسعار مواد هذه الشركات، ونتج عنها تكبد خسائر بسبب امتناع المواطنين عن اقتناء منتوجاته

هذه الحملة اخرجت بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية عن الصواب اذ، هاجم المواطنين المنضمين لحملة مقاطعة ثلاثة منتوجات استهلاكية، واصفا إياهم بـ”المداويخ”.

وقال الوزير، في جلسة لمجلس المستشارين : “علينا أن نشجع المقاولة ونشجع المنتوجات المغربية، لا كما يفعل بعض المداويخ الذين يدعون لمقاطعة المقاولة المغربية التي هي مقاولات مهيكِلة ومهيكَلة وتشغل عباد الله تؤدي الضرائب”.

واختار وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش خلال ندوة للرد على دعوات مقاطعة عدد من المنتوجات المغربية. قائلا : “المنتجات في المغرب تتطور والواقع على الأرض لن توقفه الإنترنت”، في إشارة واضحة إلى حملة المقاطعة التي دعا إليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي

وعقب الندوة قال أخنوش وهو يجيب عن أسئلة الصحافيين، إن “حملة المقاطعة لن تؤثر على المنتوجات، فهي حملة افتراضية”، وهو ما اعتبر تقليلا من مغاربة كان لهم راي اخر ونهج اخلط اوراق الحكومة وحزب الاحرار .