الدلالات الاستراتجية لحضور بوريطة المنصوري والحموشي لمقابلة المنتخب المغربي

لاشك أن الملحمة التي صنعها المنتخب المغربي بقطر ، يمكن استثمارها في شق الرأسمال اللامادي، الذي يساهم في تعضيض وتعزيز المكتسبات التي حققتها بلادنا ، وأن حضور الثلاثي الأكثر قربا من جلالة الملك ، بوريطة والمنصوري والحموشي ، يؤكد هذا الطرح ، لكن لابد من الجانب الآخر أن نشير أن هذا الحدث ليس أمرا طارئا أو مبتورا، بل هو انعكاس لسياق تراكمي ووعي استراتيجي ، بأهمية الكرة والرياضة في تحصين وحدة المغرب داخليا وخارجيا ، وتمثين الجبهة الداخلية، في تناغم تام مع الإنجازات المتتالية التي تحققها بلادنا على الصعيد الدولي …

إن النموذج التنموي المغربي الجديد ، الذي يعد خريطة طريق صاحب الجلالة ، لتحقيق نقلة نوعية في جميع الميادين ، في أفق تحصين أركان الدولة الاجتماعية – était sociale – يعتبر الرياضة رافعة أساسية للتنمية ، وهي غاية الغايات ، لمغرب قوي اقتصاديا وممنعا في جميع المجالات …

كان لابد الإشارة لما سبق حتى نضع القارىء في السياق العام لمكانة كرة القدم في فلسفة الدولة المغربية ….

فلم تعد الرياضة وكرة القدم ، قطاعا ترفيا، بل أصبحت في قلب السياسة التنموية للدولة ، ولم تعد من أساسيات الدبلوماسية الموازية ، بل أصبحت محركا حقيقيا للدبلوماسية الرسمية ، نظرا للمكانة والزخم اللذان يرافقان كرة القدم دوليا ، فهاهي قطر تدق أبواب الدول العشرين الكبرى بفضل هذا الحدث الكروي الذي حبس أنفاس العالم .

فمنذ الرسالة الثورية التي بعث بها جلالة الملك للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات ، والتي رفعت من منسوب تعاطي الدولة وكل الوسائط مع الرياضة ، دخلت الدولة بقيادة جلالة الملك في أجرأة مضامين توصيات المناظرة ، من خلال حزمة من المشاريع الاستراتيجية المهيكلة لكرة القدم خصوصا ، من خلال تقوية البنية اللوجستيكية بنفس عالمي ، وتثمين الموارد البشرية ، حتى أصبحت الرياضة من بديهيات إهتمام الدولة بها ، كقطاع اقتصادي يساهم في الدورة الاقتصادية للبلاد ….

1 – كيف تلقى العالم الحضور الوازن لرجالات الدولة المغربية في مقابلة المنتخب الوطني المغربي :

رموز الدولة المغربية في مستودع المنتخب الوطني والتأهل يسقط البروتوكول …

الكل يجمع أن كل شيء استثنائيا في هذا المنتخب مع وليد الركراكي، حتى الحضور في منصة VIP لم يكن اعتياديا ففي المباراة السابقة حضر السفير الدائم لدى الأمم المتحدة، وفي مباراة كندا كانت المساندة من وفد من المستوى الرفيع يتشكل من الخارجية والمخابرات …

لقد لفت انتباه الصحفيين في الملعب حضور كل من وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة وعبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني وياسين المنصوري رئيس المديرية العامّة للدراسات والمستندات المعروفة اختصارا بـ”لادجيد” وانتشرت الصور قبل نهاية المباراة.

بعد نهاية المباراة نزل الوفد المغربي إلى مستودع الملابس للاحتفال مع اللاعبين في مشهد غير مسبوق لرجال يمثلون مؤسسات معروفة بتشددها في البروتوكول الرسمي، لكن لأنها لحظة استثنائية لم يشهدها المغرب منذ نصف قرن تقريبا، وقف حموشي والمنصوري بجانب أمرابط والزلزولي وباقي أعضاء المنتخب في صورة تذكارية …

والأكثر طرافة في المباراة وثقته صورة أخرى ظهر فيها ناصر بوريطة وهو يشارك الجمهور في التصفير واضعا أصبعيه في فمه للضغط على منافس المنتخب الوطني …

2 – حضور رموز الدولة لمقابلة المنتخب المغربي وعلاقته بالاختيارات الاستراتيجية الكبرى للمملكة :

إن المنتخب المغربي ليس فريق كرة لبلد ما، بل رمز وحدته وسيادته وها هي الأعلام الوطنية ترفع بمختلف بقاع العالم، وها هو وزير الخارجية يصفر ويتعامل بقلبه كأي مواطن تجرد من بدلته الرسمية ليستسلم لمشاعر وطنيته؛ وها هو السيد المنصوري الكتوم ورجل الظل يظهر ويرفع أياديه فرحا بهدف زياش تم النصيري ، وها هو الحمودشي يزور أسواق التمامة رفقة بوريطة ويأخذ صور مع الجماهير المغربية … الأمر ليس عاديا أبدا.

إنها الثورة الجديدة التي يعرفها بلدنا بفضل جلالة الملك نصره الله وحفظه ، الرياضة جزء من منظور شمولي للتنمية بالبلد ونحن في الطريق والمسار الجيدين.

استثمارات في المجال الرياضي وفي فريق كرة القدم منذ مناظرة الصخيرات ، ورهان على رياضة النخبة وها هي النتائج والتي لا ترتبط فقط بتحقيق فرحة ظرفية ،،،، بل أثر ومستوى الحدث ، هو تكريم مفهوم السيادة الوطنية والوحدة الوطنية ، وتعزيز الدبلوماسية المغربية ، عن طريق الرياضة وها هي قطر بأمراءها ترفع راية المغرب ، وها هي السعودية بجماهيرها تتغنى بنصر المغرب … وهاهي مجموعة من الدول العربية تجد اليوم ضالتها في المنتخب المغربي …

نعم حقق المنتخب ما لم تحقق الحكومات، حسب تعبير البعض، لكن حضور رموز الدولة أمس يفند هذا التوجه، فالمغرب دولة وحكومة تسعى لاسعاد المغاربة وهدف الجميع هو تحقيق الوحدة في ظل شح الإمكانيات وتربص الأعداء …

الأكيد أن هناك أصوات شاردة ، وهذا عادي في كل دول العالم تعارض من أجل المعارضة … وأخرى تنتقذ الأداء وهذا حق لا يمكن سلبه لأن زوايا الرؤية تختلف ،،، وما تقوم به الحكومة من تدخلات يمكن أن يراه الاقتصادي او الحقوقي او الاعلامي خطأ يستوجب التقويم، ولا ينتقدها من أجل الهدم بل من أجل التجويد .

المغرب يتقدم ويتطور ، ونحن كمغاربة نتقدم ونتطور رغم الظروف الصعبة ، نعم هناك فقر وتفاوتات مجالية ولكن الجميع يتطور ولو بنسب مختلفة … لايوجد عاقل لم يستبشع الأسعار الملتهبة والقدرة الشرائية ، التي تدهورت بشكل كبير .

فكما قلت في بداية المقال ، أن الرياضة والمنتخب الوطني أكدوا لنا أن الوحدة الوطنية ، مدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة …

على الحكومة التواصل الايجابي والإشراك الحقيقي للمواطنات والمواطنين في اتخاذ القرارات والانصات للشارع وشرح الإكراهات لتحقيق التملك الحقيقي لورش التنمية بالبلد …

المغرب يمر بظرفية جد صعبة ، وأن الحكومة مطالبة بالتصدي لأزمة الأسعار ، من خلال تعديل حقيقي لمنظومة الأجور لضمان العدالة الأجرية ، دون المساس بالميزانية العامة ، والتحلي بالجرأة المطلوبة، في استخلاص الضرائب وعدم المحابات في هذا الباب ، والتوزيع العادل للاتستثمارات ترابيا ،،، وضمان تكافؤ الفرص بين الجهات وبين المواطنات والمواطنين …

إنه المغرب الممكن ، فكما أصبح الفوز على كبار القارة ممكن كرويا … فالتنمية المستدامة ممكنة كذلك في بلادنا ، خصوصا اذا حققنا نسبة نمو مرتفعة ، الأمر الذي سيخلق فرص عمل قوية وسط الشباب … نعم الحرب الروسية الاوكرانية أثرت ولكن الحل في السيادة الوطنية ،،، الطاقية ، والغذائية ، والمائية ، والصحية ، والاقتصادية ، وبعدها سندخل بدون شك لنادي الدول الكبرى ، على غرار ماحققناه في كرة القدم ….

3 – الرسالة الملكية السامية تصحح مسار المناظرة الوطنية للرياضة ….

أرغمت الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للمناظرة الوطنية للرياضة، التي احتضنها قصر المؤتمرات محمد السادس بالصخيرات.وتكلف بتلاوتها محمد معتصم، المستشار الخاص لجلالة الملك، القيمين على تنظيمها، إلى تغيير مسار أشغالها،

بعدما حددت الإطار العام الذي يجب أن تتخذه أوراش المناظرة، ورسمت خارطة طريق الرياضة الوطنية، في اتجاه الرفع من قيمتها، وتفعيل دورها في خضم مسلسل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتوجيه نقد لاذع للقيمين على الشأن الرياضي الوطني، الذين وصفهم جلالة الملك بالطفيليين، والانتهازيين.

وعلمت “المغربية” التي كانت حاضرة في أشغال المناظرة، أن الرسالة الملكية أرغمت المنظمين على تعديل البرنامج العام لأشغال المناظرة، تماشيا مع التعليمات السامية التي حملتها رسالة جلالته.

وكانت الرسالة السامية لجلالة الملك، حملت العديد من عبارات الانتقاد، للقيمين على الشأن الرياضي ببلادنا، محملة إياهم، المستوى الضعيف الذي أضحت عليه الرياضة المغربية، والنتائج السلبية التي جرى تحقيقها، والتي لا تشرف اسم المملكة المغربية، وقال جلالة الملك في نص رسالته “إن هذه المناظرة تأتي في وقت تشهد فيها الرياضة المغربية تراجعات تجسدها النتائج الهزيلة والمخيبة للآمال، وهو ما لا نرضاه لبلدنا، ولا يقبله كل ذي غيرة وطنية، ولا يمكن أن تحجبه بأي حال من الأحوال بطولة أو تألق بعض المواهب الفردية”.

وجاء في الرسالة أيضا ما نصه “ومن التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور، واتخاذها مطية من لدن بعض المتطفلين عليها للارتزاق أو لأغراض شخصية إلا من رحم ربي من المسيرين”.

وأشارت الرسالة إلى أهم مظاهر اختلالات الرياضة الوطنية، مشددا “إن تحديد المسؤوليات غالبا ما لا يجري بشكل واضح في حين لا تتوفر عناصر الشفافية والنجاعة والديمقراطية في تسيير الجامعات والأندية، ناهيك عن حالة الجمود التي تتسم بها بعض التنظيمات الرياضية”.

وتضمنت الرسالة عددا من الحلول الناجعة للخروج من الوضع المخجل للرياضة الوطنية “ولتجاوز الأزمة الحالية فإنه يتعين وضع نظام عصري وفعال لتنظيم القطاع الرياضي، يقوم على إعادة هيكلة المشهد الرياضي الوطني وتأهيل التنظيمات الرياضية للاحترافية ودمقرطة الهيئات المكلفة بالتسيير.”.

كما طالب جلالة الملك بضرورة إعادة تأهيل الرياضة المدرسية والجامعية “اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب وصقلها.”

وخلصت رسالة جلالته السامية بالقول “نحثكم على أن تجعلوا هذه المناظرة قوة اقتراحية تصدر عنها توصيات واقتراحات عملية، تكون في مستوى التحديات التي تواجه رياضتنا الوطنية وتستجيب لتطلعات الجماهير الشعبية ومواطنينا في الداخل والخارج للمزيد من الإنجازات والبطولات”.

وكشف مصدر المغربية أن الكلمة الختامية التي كان من المقرر تلاوتها في ختام المناظرة، جرى تعديلها هي الأخرى، من أجل بلورتها وتحويرها لتتماشى مع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، وخلفت الرسالة السامية صدى طيبا لدى المشاركين في هذه المناظرة، في حين اعتبرت ضربة قوية لعدد من المسيرين العابثين بالشأن الرياضي، ولوحظ غياب عدد من المسيرين الذين حضروا فعاليات اليوم الأول، من متابعة فعاليات اليوم الثاني، رغم أنه أكثر أهمية بالنسبة لهم، سيما أنه خصص لدراسة الأوراش الخمسة التي سيجري تفعيلها لتأهيل الرياضة الوطنية.

وأكدت نوال المتوكل خلال خطابها في افتتاح المناظرة الوطنية للرياضة أنها ستعمل على تطبيق التوجيهات الملكية، والعمل على تفعيل التوصيات التي ستخرج بها المناظرة، موضحة أن الورش كبير، ويلزمه الوقت لتنفيذه، بحيث حدد تاريخ 2020 موعدا لقطف ثمار هذا الورش الضخم، الساعي إلى تأهيل الشأن الرياضي حتى يتماشى مع التطور العالمي الذي يعرفه المجال الرياضة، وأضافت الوزيرة أن بلوغ هذه الأهداف، يتطلب مجهودا وطنيا يشرك مجموع الفاعلين العموميين والخواص في المجال الرياضي.

وقسمت الأوراش إلى ثلاثة أقسام رئيسية، تضمنت ورشا خاصا، بإنعاش الرياضة والممارسة الرياضية، وآخر لعصرنة الحكامة، فيما خصص الورش الثالث لنظام التكوين، بالإضافة إلى ورش التمويل الرياضي، وورش خاص بتفعيل دور الجهة وجعلها محركا للاستراتيجية الرياضية الوطنية.

وزارة الشباب والرياضة توقع اتفاقيات شراكة مع عدد من القطاعات الحكومية
وقعت وزارة الشباب والرياضة، الجمعة الماضي، مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية، على هامش أشغال المناظرة الوطنية للرياضة، التي احتضنتها الصخيرات، على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وهكذا، وقعت وزيرة الشباب والرياضة، نوال المتوكل، والوالي المدير العام للجماعات المحلية، عن وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، اتفاقية شراكة تهم وضع وتنفيذ برنامج مشترك لإنعاش عمليات القرب في مجالات الرياضة والسوسيو- تربوية، وتدعيم البنية التحتية للشباب والرياضة في المحيط الحضري وشبه الحضري والقروي.

كما جرى التوقيع على اتفاقية مماثلة بين المتوكل ووزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، تنص على وضع إطار للتعاون والتنسيق بهدف خلق فضاءات رياضية، وتأهيل مؤسسات الشباب، ودعم البرامج الرياضية والثقافية والتربوية والترفيهية لفائدة الشباب وتخصيص فضاءات لمنشآت للأنشطة الشبابية والرياضية من طرف “مؤسسة العمران”.

ووقعت المتوكل، ووزير الصناعة والتجارة والتقنيات الحديثة، أحمد رضى شامي، اتفاقية تعاون، تهم وضع وتنفيذ برنامج وطني لتأهيل الهياكل الإدارية والسوسيو- تربوية والرياضية بالتقنيات الحديثة للإعلام والتواصل.

ووقعت وزيرة الشباب والرياضة ووزيرة الصحة، ياسمينة بادو، أيضا اتفاقية من أجل التحسيس بمخاطر بعض الأمراض الناتجة عن التدخين واستهلاك المخدرات والتخطيط العائلي، والتعاون لمواكبة الطرفين للجانب الصحي في المؤسسات السوسيو- تربوية والرياضية من خلال إجراء أنشطة وتظاهرات شبابية ورياضية.

4 – موقع الرياضة في النموذج التنموي المجيد ….

أوصت دراسة أعدها خبير مغربي بإيلاء أهمية أكبر لتطوير وتعزيز مكانة الرياضة الوطنية لتكون رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية للمغرب، وذلك ضمن النموذج التنموي الجديد المرتقب اعتماده خلال السنة الجارية.

وأعد هذه الدراسة، المعنونة “الرياضة لي بغينا”، عبد القادر بورحيم، خبير في استراتيجية تنمية الأندية والمؤسسات الرياضية، وبادر إلى تقديمها للجنة الملكية الخاصة بالنموذج التنموي.

وتقدم الدراسة توصيات لجعل الرياضة رافعة تنموية للمغرب، من بينها تبني سياسة رياضية وطنية وجهوية حقيقية من أجل ضمان تنسيق وفعالية الإصلاحات لفائدة الرياضة.

وتقترح الوثيقة إنشاء وكالة وطنية للرياضة للسهر على تنفيذ القرارات وتتبع النهج السليم للسياسة الرياضية، وتقديم الدعم للأندية الرياضية والجامعات المتكونة إلى حد الآن في غالبيتها من جمعيات.

ويقول صاحب الدراسة إن هدفه “هو تحسيس المسؤولين بأن الرياضة لا تقتصر على جانب التسلية والترفيه”، ويدعو إلى “هيكلتها على أساس الحكامة النموذجية وهيئات مستقرة قادرة على تحقيق أداء رياضي تنموي مستدام”.

وتتضمن مقترحات الدراسة أيضاً تعميم البنى التحتية لتحسين ممارسة الأنشطة البدنية في كل مناطق البلاد، واستعمال التكنولوجيا الرقمية كأداة لتحسين وتحديث إدارة الأندية والمؤسسات الرياضية، وإنشاء معهد وطني للتميز الرياضي المتطور لانتقاء أفضل الرياضيين من كل أنواع الرياضات لإعدادهم للتألق في المنافسات الدولية.

وتقر الدراسة بأن “المنتوج الحالي للرياضة المغربية ضعيف بالمقارنة مع حجم الإمكانيات المرصودة له من طرف المؤسسات العمومية”، وهو ما يجعل المغرب “بعيداً عن الصناعة الرياضية التي تعطي قيمة مضافة”.

حجم الرياضة في الاقتصاد
تشير الدراسة إلى أن الرياضة تمثل في حد ذاتها قطاعاً صناعياً لوحدها، فمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تعتبرها رافعة للتنمية الاقتصادية، حيث تمثل اليوم 1200 مليار يورو، أي ما يمثل 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام العالمي.

وفي الاتحاد الأوروبي، تمثل الصناعة الرياضية أكثر من 2.2 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وفي جنوب إفريقيا حوالي 2.3 في المائة. أما في المغرب، فلا تتجاوز نسبة 0.7 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني.

أما السوق العالمية لمنتجات الرياضة، فستناهز خلال السنة الجارية 273 مليار يورو، وفقاً لإحصائيات الفدرالية المهنية لمقاولات الرياضة والترفيه، في حين تشير الأرقام إلى أن السياحة المرتبطة بالرياضة ساهمت في إيرادات بحوالي 800 مليار دولار سنة 2016، وفقاً للمنظمة العالمية للسياحة.

وتورد الدراسة أن عدد مناصب الشغل المحدثة في الصناعة الرياضية في فرنسا تناهز 448 ألف منصب، مقابل 240 ألف منصب فقط في المغرب، وهي مناصب شغل تهم الأنشطة المرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بالرياضة.

وبالإضافة إلى مزاياها توفير مناصب الشغل لفائدة الشباب، تتيح الرياضة، وفق الدراسة، بناء صورة إيجابية جذابة لدى المستثمرين والأجانب، كما تعتبر رافعة تأثير دبلوماسية لخدمة مصالح البلد، ناهيك عن كونها وسيلة تعليمية وناقلة للقيم القوية مثل الاحترام والتسامح، كما تحافظ على الروابط الاجتماعية بين المواطنين.

جدير بالذكر أن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، المعينة من طرف الملك محمد السادس، سبق أن أعلنت نهاية السنة الماضية أنها شارفت على الانتهاء من مسلسل المشاورات الموسعة الذي كانت قد أطلقته في دجنبر 2019، وأنها دخلت في مرحلة إعداد التقرير التركيبي لرفعه إلى الملك محمد السادس بداية السنة الجارية.

ويرتقب أن يتضمن التقرير انشغالات المواطنين في ما يخص قضايا التنمية ورصد انتظاراتهم، بالإضافة إلى تصورهم للمغرب الذي يطمحون إليه، وذلك بعدما جرى تنظيم جلسات استماع عدة همت كلا من الأحزاب السياسية والفاعلين الاقتصاديين والنقابات ومختلف مكونات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الإدارات العمومية والجامعات والهيئات الدولية المختصة …
سعيد سونا – باحث في الفكر المعاصر

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بقدر ما نجح فيه المسؤولون عن الشأن الرياضي يجب على المسؤولين السياسيين ايضا ان ينهضوا بتنمية المواطن في المجال الاجتماعي والاسري والثقافي كي يخرج من دوامة الفقر والقهر والجهل ليعيش حياة كريمة مشرفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى