اقتطاع الضريبة من المنبع يقسم أطباء القطاع الخاص

خرج يوم الاثنين وقبل ذلك بأيام عدد من ممثلي أطباء القطاع الخاص للاحتجاج والتعبير عن رفض اقتطاع الضريبة من المنبع تحت مبررات شتى، وهو ما جعل الكثير من المتتبعين يطرحون علامات استفهام عن السبب الدافع وراء الاحتجاجات والغاية منها، بما أن الاقتطاع من المنبع يشمل عددا كبيرا من المستخدمين والأجراء دون أن يعبروا عن رفضهم لذلك، في الوقت الذي يرفع فيه الجميع شعار العدالة الضريبية.

مطلب أطباء القطاع الخاص المحتجين لم يتقاسمه معهم ممثلو الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة والمنضوين تحت لواء التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، الذين دافعوا بدورهم عن تحقيق العدالة الضريبية لكنهم شددوا على أنهم يريدون من خلال هذه المطالبة ضمان ضريبة مواطنة، عادلة ومنصفة، تحقق العدالة والمساواة وتحول دون تكريس التمييز، لإيمانهم العميق بأن دور الضريبة أساسي ومحوري في تمويل السياسات العمومية من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والإدماج والتماسك الاجتماعيين على حد سواء، كما أكدوا على أنهم لا يريدون بهذا النقاش بأي شكل من الأشكال أن يكون آلية لمحاولة الالتفاف على هذا الواجب الوطني ومحاولة التملص منه.

وعبّر ممثلو كل من الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص، صباح الثلاثاء حين لقائهم بمسؤولي وممثلي فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين عن موقفهم الواضح المتمثل في الدعوة إلى تحديد ضريبة الاقتطاع من المنبع في 5 % كما هو الشأن بالنسبة للأشخاص الذاتيين والمعنويين، ودعوا إلى برمجة هذا الاقتطاع لكي يكون كل ثلاثة أشهر من أجل تبسيط مساطر تسيير العيادات وضبط النظام المحاسباتي الخاص بها، إضافة إلى العمل على تمكين الطبيب من الحصول على الشركة المهنية بشريك واحد، مشددين على أن هذا المطلب تم رفعه منذ سنوات طويلة وآن الأوان لكي تتحقق إرادة تفعيله، مع التشبث بمطلب مراجعة التعريفة المرجعية الوطنية التي يؤكدون على أنها في صالح المواطن المغربي.

مطلب جمعية المصحات الخاصة والتجمع النقابي يجد صداه في الشكل الضريبي المعمول به في مصر حيث يتم اقتطاع نسبة 5 في المائة من المنبع وتتراجع هذه النسبة إلى 3 في المائة في تونس، وهو ما يجعل المتتبعين للشأن الضريبي يشددون على أن أداء الضرائب هو واجب وطني، يمكن فتح نقاش حول تفاصيله وتقديم المقترحات بخصوصه لكن لا يمكن بأي شكل من الأشكال البحث عن التملص منه.