التمدد الايراني في القارة السمراء ..مخطط طهران الناعم لزعزعة استقرار منطقة شمال افريقيا

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

سعت إيران منذ سنة 1979 الى تصدير ثورتها بغرض التدخل في دول الجوار لزعزة استقرارها ،و الامتداد خارج منطقتها الجغرافية بهدف الهيمنة على البلدان العربية الإسلامية عبر تصدير المذهب الشيعي إلى البلدان السنية، اضافة الى توجه طهران الرامي الى دعم الحركات الانفصالية في البلدان التي ترى فيها امكانية تفتيتها كمدخل لبسط نفوذها فيها .

ومن الواضح أن “الجمهورية الشيعية ” تعهدت منذ ذلك الحين بأن يتم تصدير الثورة إلى الخارج، فبدأت بدول الجوار معتمدة على وسائلها الناعمة، لتنضم فيما بعد إلى القوى المهرولة نحو القارة السمراء وشمال افريقيا بالخصوص، حيث استطاعت وباعتراف مراقبين استراتيجيين أن تتغلغل فيها مستخدمة نفوذها الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي، عبر نسج تحالفات (الجزائر /ايران ) لضرب مصالح دول بالمنطقة على رأسها المغرب الذي تعتبره دولة المرشد سدا منيعا أمام رغبتها في نشر التشيع بالمنطقة.

التغلغل الناعم لايران بالقارة السمراء

المتابع لأدبيات الفكر الإستراتيجي الإيراني منذ بداية العقد الماضي، يدرك جليا أولوية افريقيا في الاجندة السياسية الخارجية لطهران، حيث اتسع نطاق العلاقات الإيرانية الأفريقية بشكل كبير منذ بداية الألفية الثالثة، فطهران تمتلك حاليا سفارات في أكثر من 30 دولة أفريقية. وفي منتصف 2010 عقدت القمة الأفريقية الإيرانية في طهران بمشاركة ممثلين عن 40 دولة أفريقية بينهم رؤساء ووزراء ودبلوماسيون ورجال أعمال، الأمر الذي جعل ايران تحضى بصفة العضو المراقب داخل منظنة الاتحاد الافريقي .

واذا كانت اهداف ايران الاستراتيجية بالقارة السمراء قد بدأت تنكشف من خلال سعي طهران الى نشر المذهب الشيعي في عدد من البلدان الافريقية كمدخل لبسط هيمنتها الدينية عليها ، فان اهداف اخرى محركة لايران تتجلى اساسا في محاولة ايران كسب التأثير والنفوذ لكسر حاجز الحصار المفروض على الجمهورية الاسلامية خاصة وان مجموعة من البلدان الافريقية لها قوة تصويتية في هيئات ومنظمات دولية .

واشنطن تصنف الجزائر ضمن وكلاء ايران في منطقة شمال افريقيا

صنف مشروع قانون المخصصات الخارجية للميزانية العامة الأمريكية الجزائر ضمن “وكلاء إيران” في منطقة شمال إفريقيا، كما نص المشروع على وضع المغرب ضمن قائمة الدول الصديقة التي سيتم دعمها دفاعيا للتصدي للتهديدات التي تستخدم فيها الأسلحة القادمة من طهران، سيما بعد تأكيد تقارير استخباراتية تسليم ايران مسيرات لجبهة البوليساريو قصد ضرب أهداف مغربية .

تصنيف واشنطن للجزائر ضمن “وكلاء إيران” يعد منعرجا كبيرا في توجه السياسة الخارجية الامريكية بمنطقة شمال إفريقيا ، سيما وان التصنيف يأتي أمام اصرار الجزائر نسج تحالفات مع أنظمة ليس لها حاضنة شعبية في بلدها مايؤكد سعي الجارة الشرقية الرامي الى ضرب المصالح الاستراتيجية للمغرب وان اقتضى الحال التحالف مع “الشيطان .

مسيرات ايرانية تصل إلى يد جبهة البوليساريو الانفصالية

تواجه دول المغرب العربي (بما فيها الجزائر نفسها التي تدعي تحالفها مع ايران ) تهديدات خطيرة لأمنها القومي بسبب توغل غير مسبوق لدولة المرشد ومليشيات حزب الله التابعة لها في المنطقة ، وذلك بعد تأكيد تقارير استخباراتية وصول مسيرات ايرانية لمخيمات الرابوني تتراوح تكلفة الواحدة منها ما بين 20و22 ألف دولار أمريكي بالرغم من النفي الجزائري الذي له مايضحده على أرض الواقع .

المغرب وعلى لسان سفيره الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال ، أكد بالوثائق والحجج بعد جلسة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، أن إيران وحزب الله بصدد الانتقال من تدريب مقاتلي ميليشيات “البوليساريو”، إلى تسليحهم،وذلك عبر تسليمهم شحنة من الطائرات المسيرة إبرانية الصنع.

هلال حذر من استخدام جبهة البوليساريو الانفصالية لطائرات مسيرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، موضحا أن المملكة ستتصرف بقوة وستكون عواقب وخيمة على الجبهة مشيرا إلى أن الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد كيفية الرد .

علاقات مغربية ايرانية طبعتها القطيعة وأدلة تورط طهران

ظلت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وايران شبه مقطوعة حتى أواخر عام 2016 بعد أن قدم سفير ايران آنذاك أوراق اعتماده للحكومة المغربية عام 2015 بينما قدم السفير المغربي الى طهران أوراقه بعد ذلك بعام، منهيا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين والتي استمرت لسنوات ، بمبادرة من الجانب المغربي الذي أراد ان يثبت حسن النوايا للجانب الايراني .

التقارب المغربي الايراني آذناك ساهم فيه وصول حسن روحاني إلى منصب الرئاسة وانتهاء حقبة سلفه أحمدي نجاد صاحب التصريحات المثيرة الا ان أطماع دولة المرشد بددت كل تلك الجهود ، بعد تأكيد دعم ايران للاطروحة الانفصالية بالصحراء المغربية من خلال قيام ميليشيات حزب الله الشيعية بتدريب عناصر من الجبهة، وتسليمهم أسلحة وصواريخ أرض جو من طراز سام 9، وسام 11 وستريلا .

وفي سنة 2018 أعلن المغرب على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ردا على تورطها عن طريق حزب الله في تحالف مع البوليساريو يستهدف أمن المغرب ومصالحه العليا، لتستمر القطيعة مع وصول الرئيس الجديد ابراهيم رئيسي .( المرشد في ايران حو الحاكم الأعلى والفعلي والرئيس بمثابة رئيس وزراء في الأنظمة الرئاسية ) .

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. ما يتخبط فيه النظام الإيراني من مشاكل وما ينفقه على دعم الإرهاب والمسرحيات المحبوكة مع الإسرائليين وما يترتب عن ذلك من نفقات وهدر للملايير كفيل بأن ينتشل الشعب الإيراني مما هو فيه الآن

  2. الحقيقة والصراحة
    فليعلموا الحاقدون على ان اليهود المغاربة هم سكان المغرب الأصليين مرحب بهم في بلدهم معززين مكرين فلا حق لأحد ان يمنعهم من ذلك لا أنا ولا أنت ولا غيرنا.
    الجزائر تحكمها الوحوش متوحشة لا يفهمون شيئ لا في الدين ولا في الجورة ولا في لأوخوة!
    اذن السلاح السلاح السلاح. نعم أفضل معانت الجوع ولا أترك الفرصة لحكام الجزائر ان يحتلو ارضنا ليفعلوا فينا ما يحلى لهم.

  3. ايران الدولة الراعية للارهاب وجدت منفذا سهلا عبر الجزاىر التي تفتح لها ااجواءها وتستضيف فوق اراضيها مليشيات من حزب الله لزعزعة امن واستقرار دول شمال افريقيا ما على المغرب الا اليقظة والحذر من هذا الثنائي الارهابي الخطير الذي اصبح يشكل تهديدا جديا على المنطقة ككل عاش المملكة المغربية العلوية الشريفة

  4. على الاقل ايران دولة متقدمة وسيادية اما نحن طبعنا مع ايسرائيل و نخشى امريكا ومتخلفون في التعليم وننفد اجندة امريكا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى