ما الفرق بين فاتح ماي و ” 1 ” أبريل ؟

هل كلاهما  وجهان لعملة واحدة ؟ وعن أي عملة نتحدث ؟ إذا اقترن فاتح أبريل الذي يسبق  شهر ماي بتلاثين يوما بمزحة أو كذبة أبريل , ففاتح ماي كذبة جدية غير مازحة , وما يأتي فيها من شعارات وهتافات وصياح وطبول ومسيرات , ومكبرات الصوت , لايجدي نفعا ولايجر على صاحبه أو الجهة الداعية إليه أية مصلحة تذكر .
كل سنة والمغرب يحتفل كما باقي دول العالم بمايسمى بعيد العمال , فقد نجد دولا تحترم نفسها تختزل مطالب عمالها ونقاباتها العمالية _ غير المزيفة طبعا _ وتبني على غرارها برامج الحكومة وتطور المحاور المرتبطة بالأوضاع الإجتماعية لديها , أما ببلدنا الحبيب , فسبحان الله تتزامن بعض ماتسمى التعديلات ” الروتوشات ” مع خطاب روتيني  يلقى ليلة العيد , ويعهد بإلقائه إلى الذي يتحمل وزر الشغل لدينا, ويأتي بالجديد  والسبق حتى قبل سماع المطالب أو الإحتفال بالعيد  , كما وقع هاته السنة , زيادة مائة درهم وما أدراك ما مائة درهم في التعويضات العائلية ل, ,كل طفل في حدود ستة أطفال فضلا على أن الخطاب حمل نفس الوعود السابقة لسنوات خلت كون الحكومة ” المسكينة ”  عازمة _ إنتبهوا _ عازمة , وياما عزمت حكومات سابقة رسمت للمغاربة مدينة فاضلة بجميع مكوناتها , أقول عازمة وملتزمة إلتزاما تاما بالعمل باستمرار ومن خلال التشاور المثمر على تحسين الأوضاع الخاصة بالشغيلة ,,, فبالله عليكم هاته الجملة كم من وزير تفوه بها ؟ ومنذ كم سنة وهي تكرر ؟ فهل تحسنت الأوضاع ؟
الحكومة في خطاب كذبة ماي عفوا عيد العمال , أكدت عزمها على مواصلة الحوار _ العقيم _ من أجل التوصل إلى توافق في باقي القضايا المطروحة في جدول أعمال جولة أبريل 2018 واستئناف الحوار في القضايا التي برمجت لدورات الحوار الإجتماعي الأخرى, فهل توصل أصلا الحزب الحاكم إلى إتفاق بين أجهزته النقابية فيما يتعلق بهذا الشأن ؟
إن دار لقمان لازالت على حالها , والمعاناة والمحسوبية لازالت سيدة المواقف كما تشير إلى ذلك معظم التحشرجات التي يتقدم بها العمال وتمتلئ بها ردهات المحاكم المغربية ,  فللأسف لم يفلح يوما ما أو سنة معينة هؤلاء العمال بالظفر بنبإ سار يفاجئ أسرهم ويحيي فيهم أمل الإطمئنان إلى ما تتبجح به الحكومات, عدا الإجهاز على روح الفقراء والطبقات الكادحة , مما يزيد الفقير فقرا والغني غنى , وبالتالي لا يمكننا أن نفرق بين فاتح أبريل وفاتح ماي من حيث ” التشلهيب ” وقرصنة ثروات البلاد لفائدة طبقة محصورة دون أخرى وهي الأغلبية الصامتة الكادحة المهمشة , التي لم تجد من يساندها , ولم تلقى بدا من تجربة سلاح مقاطعة بعض المواد التي سلخت جيوبهم سلخا .
البطالة لازالت تضرب أطنابها وسط عموم الأسر المغربية , التي غابت عنها الطبقة المتوسطة , وأصبحت سائر أيام مغاربة القهر عبارة عن ” ماي ” ماي الحسيمة وماي زاكورة وماي جرادة وماي موازين وماي المقاطعة , فكنا نامل أن نفتخر بالقول  بعد تعيين حكومة العثماني , هنيئا للشعب بهاته الحكومة التي تكابد من أجلهم , لكن للأسف لسان حال المغاربة يقول : هنيئا لهاته الحكومة بهذا الشعب الأبي الصامد الصامت عن هضم حقوقه ,,, وكل عيد والجميع بئيس , وإلى فاتح أبريل وماي ويونيه وووو قادم بحول الله

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. فعلا فاتح مسرحية كبيرة الممثلون هم العمال أنفسهم والمخرجون هم اصحاب الشكارا والكرش الكبيرة والجمهور فيها هم أبناء الشعب المغلوب على أمره
    شكرًا هبة بريس

  2. تحليل في المستوى لايشابه باقي التغطيات التي خصها الإعلام لفاتح ماي ,,, ايامنا كلها فاتح ماي ,, ايامنا كلها مطالب وهشاشة وفقر ,,, المقاطعة هي الحل ,,و والدور آت على بعض الوجوه الوزارية في المقاطعة بعد المواد الحالية

  3. في فاتح أبريل نطلق كذبة إبريل من اجل الترفيه و الضحك وفي فاتح ماي يطلقون كذبة ماي للضحك على العمال و الكادحين

  4. فاتح ابريل يكذب الجميع كذبة بيضاء كما يقال، اما في فاتح ماي فان الحكومة و النقابات يكذبون بكل وقاحة على المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى