عيد الشغل بسوس …كرنفالات وطقوس خطابية فارغة

ع. اللطيف بركة - هبة بريس

كما قال الشاعر ” عيد بأي حال عدت يا عيد” كل فاتح ماي تحتفل الطبقة الشغيلة بعيدها الاممي، وهي تتجرع مرارة الاخفاقات المتسلسلة بعد أن فشلت المركزيات النقابية في انتزاع مطالب تحسين الاجور وتوفير العيش الكريم لطبقة تعد الاساس في تقدم الدول.

اليوم الثلاثاء الذي يصادف فاتح ماي،خرجت الطبقة العمالية في مختلف شوارع مدن سوس، كانت أكادير أهم النقط التي لم تشهد كعادتها هذه السنة حضور مكثف للعمال للاحتفال، بل كان حضورا باهتا بسبب نفور العمال من الاحتفالات.

المشهد عموما، خيمت عليه حملة ” المقاطعة” افتراضيا، ولم يعكسها أي حضور ومشاركة لرفع الشعارات المعبرة عن تردي اوضاع الشغيلة وتراجع القدرة الشرائية، بسبب سلسلة من الزيادات التي اتقلت كاهل المواطن .

فاتح ماي، أصبح على شكل كرنفالات وطقوس خطابية فارغة ومجترة تجوب الأزقة والشوارع ولا من يعيرها أدنى اهتمام، من جانب أخر تحولت النقابات العمالية إلى مجرد تنظيمات تفتقد للمصداقية، ومتواطئة أحيانا مع السياسي والاقتصادي وتتلاعب بمصالح الطبقة الشغيلة.

من جانب ثاني شكلت حملة المقاطعة أهم حدث احتجاجي خيم على الساحة والذي صادف العيد الاممي للعمال هذه السنة، فتحولت الفكرة جابت شوارع الفايسبوك وتوافق حولها جمهور عريض وأنزلوها على أرض الواقع فأوجعت الباطرونا.

وضع عبرت عنه الطبقات العمالية بمختلف المدن المغربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخلف لنا نوعا من التغيير المنتج والخلاق، في وضع قطع مع أسلوب الاجترار النضالي العتيق (المسيرات والمظاهرات…) وبنفس الآليات (الأحزاب والنقابات…). وتحول الى تغيير فعلي بأساليب وآليات مستحدثة ومبتكرة، وهو ما سيغلب الكفة لصالح فئات عريضة من المجتمع عبر التواصل الاجتماعي مستقبلا، على الآليات التقليدية للوساطة (الأحزاب والنقابات ) التي لم يعد لها حضور واقعي وشعبية كما كانت.

تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
close button
إغلاق