“صحراؤنا يا الغالية”:خلط للتاريخ بالأدب لتثبت مغربية الصحراء

تزدان المكتبة المغربية في غضون أيام قليلة برواية ثالثة للروائي محمد الشمسي عنوانها “صحراؤنا يا الغالية” عن درا النشر “مؤسسة باحثون”، وتدور أحداث الرواية ما بين المغرب (من الدارالبيضاء ومرورا بالعيون والداخلة وقلب الصحراء ضواحي أوسرد) ،  وفي مخيمات تندوف حيث تسحب الرواية القارئ للاقتراب أكثر من الحياة في تلك المخيمات، وما تحياه الساكنة هناك من احتجاز ومنع وقمع ومتاجر في المساعدات الدولية و في البشر والأعراض والسلاح، ثم تعرج الرواية على الجزائر بقواعدها العسكرية وثكناتها وصرامة جنرالاتها وضباطها وحرصهم الشديد على تمزيق الوحدة الترابية المغربية، ثم نحو إسبانيا من خلال جامعة كارلوس الثالث، والمسرح الكبير للعاصمة مدريد، وأوضح الكاتب الشمسي أن عمله كمحام واشتغاله على ملفات ذات صلة بقضية الصحراء المغربية ألهمه تأليف عمل روائي يجمع بين الأدب والتاريخ، في رواية يغري فيها القارئ فيدفعه إلى فهم أوسع وأكبر للقضية، لا سيما بعد خلو المقررات الدراسية والمناهج التعليمية من أي مرجع أو مقرر أو كتاب يتحدث للأجيال عن تاريخ الصحراء المغربية، وعن عنوان الرواية ذكر الكاتب أن قوة العنوان تكمن في كونه عبارة عن وصية أوصى بها الجد مولاي  السالم حفيدته الغالية وهو على فراش الموت، والغالية هي بطلة الرواية ولدت وشبت وترعرعت في مخيمات تندوف، وظلت مسكونة بالبحث عن الحقيقة، حقيقة الوطن الحق، وحقيقة تلك المخيمات، وحقيقة ما يشحنوها به من حقائق، وقد سافرت الغالية ضمن وفد طلابي لمتابعة دراستها في جامعة كارلوس الثالث في إسبانيا شعبة الصحافة لنجابتها ومثابرتها، وتستغل الغالية ذلك لتكثف أبحاثها عن حقيقة القضية وحقيقة الوطن خلف الكثبان، وحقيقة مقتل والدها لغضف واختطاف شقيقها خليل في المخيمات، وبالمقابل يظهر البطل الثاني للرواية وهو المحامي الذي وجد نفسه أسير القضية، بعدما اقترب أكثر منها في ملفات ذات صلة بها، فيهجر المحامي مكتبه باحثا بدوره عن الحقيقة، ويسافر من الدارالبيضاء إلى غور الصحراء، مرورا بالعيون والداخلة ثم يتوغل في قلب الصحاري متعقبا مولاي العالم “ذاكرة الصحراء”،  ثم إلى إسبانيا وهناك يلاقي الغالية بوساطة من سانشيز، ويناظر الانفصاليين ومن يوالونهم، وفي قاعة العرض الكبرى للمسرح الملكي بمدريد، حيث تدور المناظرة الكبرى، والمرافعة المقدسة بين المحامي وبين فلول وشيعة الانفصال…
ولا تخلو الرواية من إثارة وتشويق، حيث التخطيط للاغتيال، ثم الرغبة في الانتقام…
تجدر الإشارة أن الروائي محمد الشمسي صدر له روايتان هما “الضريح” في 2020 و”نوار الفول” في 2021 وهو يشتغل محاميا بهيئة المحامين بالدارالبيضاء، كما أنه في نفس الوقت كاتب صحافي، وفاعل جمعوي.
 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فكرة ممتازة للتعريف بقضية وحدتنا الترابية. وشكرا لمجهودات الكاتب وبالتوفيق له في مسيرته الحقوقية والأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى