ضحايا “الخمور القاتلة”.. من يتحمل مسؤولية “تحريك آلة الموت” ؟

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

تناسلت مؤخرا في مدن مختلفة من المملكة حالات وفيات غير مسبوقة لدى أشخاص تعاطوا مادة كحولية مغشوشة لجؤوا إليها بسبب سعرها الرخيص وادمانهم على هذا النوع من السموم الذي أصبح يهدد بتكرار مآسي اخرى .

فواجع الكحول المسمومة كان فيها أشخاص كثيرون يبحثون عن لحظة خاطفة من السهو و اللهو قبل أن يرتطموا بمصير مؤلم، بسبب “تهور كراب “( بائع الخمر ) منحهم تأشيرة السفر الاخير تاركين وراءهم استفهاما عريضا حول من المسؤول ؟

تساقط الضحايا تباعا

بعد تسجيل أزيد من عشرين وفاة في مدينة وجدة السنة الماضية، و11 في مدينة الناظور وبعدها 9 وفيات ببلدية العروي الشهر الماضي ، استمر تساقط ضحايا الخمر الفاسد، حيث استيقظت مدينة القصر الكبير على هول مأساة وفاة 20 شخصا عثر على بعضهم جثتا هامدة في مناطق متفرقة من ازقة وشوارع المدينة ، وهي المأساة التي تتبعت جريدة “هبة بريس ” خيوطها بعد ربط الاتصال بمسؤولي قطاع الصحة في شخص شوقي أميران مندوب الصحة باقليم العرائش الذي اطلعنا حينها على اخر حصيلة ضحايا الكحول المغشوش .

مسؤولية من ؟

شكلت الحوادث الاخيرة لدى اشخاص تعاطوا مواد كحولية مغشوشة ، مأساة غير مسبوقة لدى الرأي العام الوطني الذي بادر الى طرح السؤال البديهي بخصوص الجهات التي يمكن تحميلها مسؤولية هذه الفواجع خاصة ونحن أمام صانعي وبائعي خمور “كرابة ” ينشطون بعيدا عن أعين السلطات ويستعملون مواد خطيرة تهدد السلامة الصحية لمتعاطي هذا النوع من الخمور الرخيصة .

فمعالجة هذا المشكل يجب أن يبدأ من مصدر تصنيع هذه المواد الضارة، سيما أنها تتم من طرف أفراد ذاتيين بقرى ومناطق غالبا ما تكون بعيدة عن أعين السلطات الامنية التي تبذل بدورها مجهودات كبيرة لتجفيف منابع هذه السموم.

المقاربة الأمنية غير كافية

لايمكن بأي حال تحميل جهة واحدة فقط مسؤولية هذا الموضوع ، كما أن المقاربة الأمنية لا تكفي لوحدها لتجنب تكرار مثل هذه الوفيات بالكحول الفاسدة ، بالرغم من ان التدخل الامني يبقى له دور كبير في منع انتشار وتوزيع هذه المشروبات السامة كاجراء استباقي يقود غالبا الى توقيف المتورطين في تحضيرها وتوزيعها.

في مقابل ذالك تبقى المقاربة العلاجية والحقوقية هي المدخل الأساسي للتقليص من مخاطر مثل هذه الظواهر ، وما وقع في مدينة القصر الكبير ليس وليد اليوم، بل ان هناك حالات توفيت بسبب تناول نسب كبيرة من الكحول ماتسبب لهم في تسمم دون ان يكون هناك اي تدخل ، وهو واقع اصبح يستدعى خلق مراكز لمعالجة الادمان .

مقالات ذات صلة

‫15 تعليقات

  1. لعن اللهُ الخمرَ وشاربَها وساقِيَها وبائعَها ومبتاعَها وعاصرَها ومعتَصِرَها وحاملَها والمحمولةَ إليه.

  2. اللهم أحسن خاتمتنا و اغفر لنا و ارحمنا برحمتك يوم لا ظل إلا ظلك يا ارحم الراحمين

  3. يجب على السلطات الامنية بمختلف أنواعها الحرص والسهر على محاربة هذا النوع من التجارة في الخمور المسمومة والفاسدة التي تكون السبب في ازهاق عدد من الأرواح من المواطنين كل سنة مما يتطلب رفع درجة الحذر والحزم للقطع مع هذه الظاهرة المشينة والخبيثة الضارة بالمجتمع التي ينتج عنها ماسي أسرية واجتماعية كبرى نحن في غنى عنها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى