دكتاتور قصر قرطاج.. الرجل الذي أنهى المؤتمر قبل أن يبدأ

أراد الرجل أن يظهر مظهر الزعيم المنتظر، فماكان له إلا أن وجد نفسه أمام مأزق وهو يتلقى ” التقريعات” من دول لها وزن افريقي، وهي تؤنبه تأنيبا على خطوته الصبيانية غير المحسوبة دبلوماسيا بلغة فقهاء القانون…

ديكتاتور قرطاج هذا، الذي نصب نفسه رئيسا ضدا على إرادة الشعب التونسي الشقيق، وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع رؤساء وزعماء افريقيين وآسيويين وهم يوجهون له وابلا من اللوم، ومحملين إياه مسؤولية انهاء أشغال مؤتمر قبل أن يبدأ، ولما لا وهو الذي حشر نفسه في مأزق سياسي ولعب لعبة أكبر منه بكثير، وهو يبارز السياسة الخارجية المغربية ويتجرأ عليها في عز النهار…

ديكتاتور تونس، الذي بدى صغيرا ذليلا وهو يستقبل زعيم الانفصاليين، تماشيا ومقولة ” صام حتى صام وأفطر على ضفدع”، استقبله وعانقه بتعليمات من كابرانات الجارة مرحبا به لحضور قمة تنموية يابانية حول إفريقيا، حتى اليابان بدورها تصنف هذا الفصيل الانفصالي تنظيما ارهابيا..

ديكتاتور قصر قرطاج هذا، الذي أدار ظهره بتعليمات من كابرانات العسكر لالشيء، سوى أنه تسلم شحنات بيسكويتية في عز أزمة خانقة غذائية يعيشها الشعب التونسي الشقيق الذي رسم لوحات ملحمية خلال ثورة الياسمين، قبل أن يسطو عليها “قيس سعيد” هذا الذي يزعم أنه أستاذ للقانون الدستوري، في حين أن الدستور التونسي بريء منه براءة الذئب من دم يوسف..

ديكتاتور قرطاج الذي وجد نفسه في ورطة، بعد أن ثارت ثائرة دول أخرى افريقية شقيقة، فوقفت السينغال وقفة رجل وذكرت بالمكانة المغربية على المستوى القاري وطالبت بضرورة حضوره، حتى اليابان خفضت من تمثيليتها خلال هذا المؤتمر، ناهيك عن الموقف الشجاع لرئيس غينيا بيساو الذي انسحب علانية من المؤتمر احتجاجا على مشاركة التنظبم الارهابي الجزائري، فيما غياب أغلب قادة الدول الإفريقية المؤثرة.

مواقف شجاعة ستبقى في التاريخ لدول شقيقة، وهي في ذات الوقت مواقف أقبرت حلم ديكتاتور طالما تغنى بانجاح المؤتمر في محاولة منه للعب دور الزعامة بثوب النعامة، في محاولة منه سحب البساط من تحت المغرب والعمل على عزله عن عمقه الافريقي، لكن هيهات هيهات، فلم يبلغ الرجل مراده حتى انقلب السحر على الساحر، وخسر أولئك المنافقون

وهو يتلعثم كالعادة، بوجهه العبوس، وقف الديكتاتور المنقلب على الشرعية، أمام الجمع وفي القوم مخاطبا، وهو يعلم علم اليقين أنه سقط في فخ كابرانات الجارة الذين اقتادوه من قفاه، بعد أن جعلوا منه أضحوكة و دمية متحركة تنتظر قدوم زعيم الانفصاليين الذي حضر رفقة وفد افريقي خلسة مختبئا في طائرة جزائرية… حتى إن الاعلام التونسي نفسه تفاجأ وهو يغطي الحدث مباشرة…

حال ديكتاتور قرطاج، وهو يبرر زلته القاتلة هاته، يثير الشفقة، ويبين بالملموس أن الرجل لم يكن في وعييه، وأن أصبح ” رهينة” لهواه وجشعه وما يملى عليه… ضاربا عرض الحائط تاريخ تونس المشهود لها بالمواقف والحياد في تعاطيها مع كافة الملفات والقضايا ذات البعد العالمي أو الاقليمي..ولما لا يكون ديكتاتوريا، وهو الذي صنع لنفسه دستورا على المقاس….

مقالات ذات صلة

‫34 تعليقات

  1. شكرا جزيلا لكاتب هذا المقال بالدارجة المغربية ما خليت لنا ما نزيدوا. برد لينا لغدايد.

  2. الى المعطي
    ومتى كان ديموقراطيا ؟ شوارع تونس تكاد ل تخلوا من احتجاجات يومية.
    دستور على المقاس
    كل موسسات الدولة تقريبا معطلة الا موسسة التعيس.
    الحالة الاجتماعية والاقتصادية للشعب التونسي الشقيق تنهار يوما بعد يوم..
    الطابورات كشقيقتها الكبرى …
    فكيف لا يكون هذا ديكتاتور ياهذا؟

  3. على المغرب ان يستقبل رئيس جمهورية لقبايل ويضع ملفه في هيأة الامم المتحدة ويدع اصدقاءه للاعتراف بجمهورية القبايل..

  4. لنا كل الثقة في الشعب التونسي ونكن له التقدير والاحترام وما فعله قيس سعيد لا يمثل تونس ..

  5. الا يستحق الشفقة?اعدروه فهو مبتدء بالسياسة و تعلم عن الكبرانات كيف يلهي شعبه بعدو خارجي او كلاسيكي ،حتی يتبت اقدامه و يفرض نظامه الدي تعلمه عن اسياده ،لكن هيهات ليس علی ظهر المغرب معه لن يجني الا الصفقات كما معلميه ۔

  6. قيس على علم بأنه مرفوض في تونس وغير مرغوب فيه ولذالك يريد جمع الاموال قبل ان يغادر الحكم ..

  7. المواقف هي التي تظهر حقيقة الاشخاص مهما كانوا ومهما طال الزمن على هذا العجوز ان يغادر تونس..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى