واقعة سرقة علامة قف … عندما تطال أيادي العبث !!

محمد منفلوطي _ هبة بريس

عيب وعار، أن تطل علينا مواقع التواصل الاجتماعي كل صباح، بصور من هنا وهناك، صور توثق لسرقة علامات تشوير، وأخرى تحمل بصمات تخريبية لمرافق عمومية من كراسي الحدائق العمومية وأبواب مكاتب الادارات واتلاف مصابيح الحدائق والمنتزهات…

من المؤسف، أن تطال أيادي العبث مرافق عمومية وتجهيزات هي في الأصل أنشئت خدمة للعباد والبلاد.

فبمرور المرء من طريق عمومية، وبمحاذاة مرفق سواء كان مؤسسة تعليمية أو مستشفى أو إدارة أو حديقة عمومية…، إلا ووقعت عيناه على مظاهر ومشاهد بطعم الخزي والعار، لأناس عبثوا وتطاولوا على الممتلكات العامة، بدءا بتكسير الزجاج والكتابات الحائطية وتخريب المصابيح واقتلاع الأشجار، وكأن المرء يحمل في طياته حقدا دفينا يكاد يبديه كلما سنحت له الفرصة بذلك.

صورة لصاحبها وهو يحمل “علامة قف” بمدينة سلا، الله وحده يعلم مستقرها ومستودعها واتجاهها، مشهد ذكرني في زمن مضى،  وأنا في زيارة لإحدى القرى المثاخمة لمدينة سطات، حين وقعت عيناي على علامة تشوير تحمل عبارة “انتباه منعرج خطير”  صاحبها بلغت به عبقريته مبلغ استعمالها كوعاء لإطعام ماشيته…، دون أن يعي أن فعلته هاته ستكلف آخرين حياتهم وهم في الطرقات.

صور أخرى، لكراسي عمومية داخل حدائق ومنتزهات،  طالتها أيادي التخريب،  وحُرم من خدماتها ذلك الشيخ الهرم وتلك العجوز المسنة التي أخذ منها الدهر أخذا وساقها المرض وضعف الحيلة،  لاتخاذ مكان بالحديقة لتعيد أنفاسها قبل أن تستأنف مشوارها صوب “قبر حياتها” في انتظار الرحيل الأعظم.

ظاهرة تخريب المرافق العامة من المعضلات التي عجزت الجهات المسؤولة عن إيقافها رغم الجهود التي تبذل على أكثر من صعيد، الأمر التي يتطلب تكثيف حملات التوعية والتذكير بمضامين القوانين الصارمة التي تفرض ذلك، بالإضافة إلى  ربط جسور التواصل بين كافة المتدخلين بين مختلف المؤسسات وعلى رأسها المؤسسات التعليمية والأمنية والأسرية والدينية  لزرع بذور الوازع الديني والأخلاقي والوطني في النفوس.

مشاهد وصور كهاته، من شأنها أن تسيء للوطن، ويتخذها البعض من خصوم الوطن ذريعة لتعليق فشلهم…. تعالوا جميعا لنُعلي كلمة الحق خفاقة مفادها كفانا استهتارا، كفانا هروبا إلى الإمام دون تحمل كل واحد منا ولو جزءا من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، علينا الاعتراف بأن الأنانية والتطاول وتجاوز القانون قد وصل حدا لا يمكن السكوت عنه،  مما يدعونا جميعا لمراجعة النفس، والعمل كل في مجاله واختصاصاته لمنع تفاقم مثل هكذا مظاهر…

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. أضف إلى كل ذلك ظاهرة تعرفها شوارع مدينة بني ملال وتجزءاتها تتمثل في تنامي سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي من طرف بعض المنحرفين الذين أصبحوا محترفين في هذا الشأن، الأمر الذي تسبب في سقوط العديد من السيارات التي تضررت هياكلها الحديدية وإطاراتها التي انفجرت، لقد أصبح المشهد غنيا عن كل تعليق ولكن لا حياة لمن تنادي؟؟؟؟؟

  2. المدرسة والأسرة والمسجد والأمن …تقوم بدورها كما يجب دون أت تنجح لانعدام القرار السياسي والاداري الناجع وانتشار الفساد

  3. هذا الغبي مثله مثل ذلك الموظف الذي يستغل سيارة الدولة للاستجمام ولقضاء مصالحه الشخصية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى