الحركة الانتقالية لرجال السلطة…تنقيل وترقية وضخ دماء جديدة

محمد منفلوطي _ هبة بريس

تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس حفظه الله الرامية تجويد أداء الإدارة وترشيد أمثل للموارد البشرية بهيئة رجال السلطة من خلال تكريس معايير الكفاءة والاستحقاق في تولي مناصب المسؤولية بهذه الهيئة، عملا بالمبدأ الدستوري الذي يروم ربط المسؤولية بالمحاسبة، أفرجت وزارة الداخلية على الحركة الانتقالية في صفوف رجال السلطة بهدف إعادة انتشار مواردها البشرية وضخ دماء جديدة في صفوف هذه الفئة التي أبانت عن مواقفها البطولية والوطنية في زمن الأزمات ولاسيما أثناء جائحة كورونا.
الحركة الانتقالية هاته التي ولربما جاءت متأخرة بعد الوضع الاستثنائي الذي عرفته بلادنا جراء تداعيات كورونا وما تطلبه الأمر حينها من حزم ويقظة في صفوف رجال السلطة وانخراطهم في تنظيم الحملات التحسيسية التوعوية والاشراف على عمليات التلقيح بجرعاتها الثلاث، إلا أن هذه ( الحركة الانتقالية) على مايبدو لم تخل حسب مراقبين من مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، بيد أن البعض ذهب إلى اعتبارها حركة تأرجحت بين التنقيل بطعم الترقية، والتأذيب مع الابقاء على ذات المهمة..
هنا بمدينة سطات وكسائر المدن المغربية، نزل الخبر على رجال السلطة، حتى إن كثيرين منهم باتوا يتحسسون رؤوسهم خوفا أن تطالهم حركية وزارة الداخلية، وحتى نكون منصفين فإن هناك من شملهم الأمر بعد أن ظلوا لسنوات يشتغلون في صمت وأبانوا عن مواقفهم البطولية في زمن كورونا، فيما آخرون غلب عليهم طابع التدبير العشوائي وعدم التواصل مع الفعاليات الاعلامية والحقوقية والجمعوية، وتحولت مناطق نفوذهم قبلة للباعة الجائلين وعشاق البناء العشوائي ومظاهر البداوة..
وهكذا، تكون الحركة الانتقالية التي همت رجال السلطة هنا بمدينة سطات، قد وضعت حد لهذا الأمر، في الوقت الذي افتقدت فيه المدينة رجالا من طينة الكبار، تواصلا وتفاعلا وجدية…وبالمناسبة نتمنى لهم مقاما موفقا…

وهكذا، طالت الحركة الانتقالية كلا من الكاتب العام لعمالة سطات عادل بلعربي، الذي انتقل صوب مدينة العرائش ليشغل المهمة ذاتها.
وهناك، رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة سطات فارس عزالدين، الذي انتقل إلى عمالة الحوز للمهمة ذاتها، علما أن الرجل ترك بصمات قوية أبان عليها من خلاله تواصله وتواضعه وجديته في العمل…

الحركة الانتقالية ذاتها، شملت قائدة الملحقة الإدارية الثانية بسطات ليلى رمزي، التي انتقلت للمهمة ذاتها بمدينة فاس، كما تم تنقيل قائد الملحقة الإدارية الخامسة بسطات أيوب بناني صوب مدينة تنغير بجهة درعة تافيلالت بالمغرب الشرقي للمهمة ذاتها، وهو ما فسره كثيرون وكأنه تنقيل تأذيبي.
كما شملت الحركة الانتقالية أيضا قائد الملحقة الإدارية السادسة بسطات علال خطري مولاي الحفيظ رفقة زوجته القائدة نادية مزعوري، لينتقلا صوب مدينة فاس لتقلد المهمة.

لكن يبقى الانتقال الأبرز، ذلك الذي شمل رئيس الدائرة الحضرية الأولى بسطات جمال معاوية، الذي انتقل مترقيا إلى رتبة باشا على منطقة المنزل نواحي صفرو…وهو الرجل الذي كسب قلوب الكثيرين من خلال تحديه لشبح كورونا في زمن الحجر الصحي هنا بمدينة سطات، فخرج واعظا ومنبها ومحذرا من خطورة الوضع، قاد الحملات التحسيسية وسهر على عمليات التعقيم، وأشرف على عملية توزيع القفة على المحتاجين، بطيبوبته المعتادة ظل يشتغل ليل نهار، في تواصل دائم مع المواطنين، يسهل تحركاتهم من خلال منحهم الرخص الاستثنائية للتنقل.
هذا الرجل استطاع أن يكرس سياسة القرب وتبني استراتيجية النزول إلى الميدان وتفعيل تقنيات التواصل الفعال، تنفيذا لتعليمات عامل الاقليم الذي دعا في أكثر من مرة إلى تنزيل حزمة الإجراءات المتخذة على الصعيد الوطني للحد من آثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، للحيلولة دون تسجيل حالات مصابة بهذا الوباء وذلك عبر تعزيز المراقبة الصحية مع إشراك المجتمع المدني ووسائل الإعلام في توعية الساكنة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الإصابة بالعدوى، حيث انخرط مع كافة الشركاء لتجنيد الوسائل المادية والمعنوية للقيام بعمليات تعقيم وتطهير وسائل النقل العمومي والادارات والفضاءات العمومية والاسواق كإجراء احترازي وقائي من أجل سلامة المواطنين من فيروس كورونا المستجد، والسهر على توزيع المساعدات الغذائية على المعوزين.

تحركات هذا المسؤول بلباسه الرسمي تحولت إلى مادة إعلامية للنقاش على صفحات الفضاء الأزرق، خلفت ردود أفعال متباينة بين المتفاعلين الذين رفعوا القبعة لهذا المسؤول التي أعطى مثالا للتّـــفاني في العمل في ومن الجائحة…صوره وهو يجوب شوارع المدينة رفقة معاونيه بنوع من الثقة في النفس ضمن حملات تحسيسية توعوية من مخاطر هذا الوباء الفتاك نالت استحسان الجميع…تجده بمكتبه يوقع الرخص الاستثنائية للتنقل داخل وخارج المدينة، مساهما في تعزيز عجلة الاقتصاد المحلي من خلال تسهيل حركية الشاحنات المتخصصة في نقل البضائع ومشددا في الوقت ذاته على ضرورة احترام اصحابها للتعليمات الصادرة في هذا الشأن، والتقيد بالتدابير الاجرائية الاحترازية للمحافظة على قواعد النظافة والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.

فقد يقول قائل جاحد، أو متعنت جاهل، أن الأمر لا يعدو سوى أن يكون تنميقا وتجميلا ومحاباة في حق الرجل، ونحن نقول له على مهلك يا هذا، فأساس التطرق لذلك راجع بالأساس إلى تشجيع جميع الطاقات بشتى فئاتها في زمن الجائحة بدون تنميق ولا مسحوق تجميل، لانريد من وراء ذلك لاجزاء ولاشكورا، بل ان الظرفية وحساسيتها تتطلب منا جميعا التذكير بمواقفهم النبيلة للمضي قدما نحو تحقيق الأفضل، على الرغم أن الأمر يدخل في إطار اختصاصاتهم ومهامهم ، لكن من لايشكر الناس لايشكر الله”…

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ضحايا الوكيل العام السابق بورزازات اب نطالب فقط بمحاسبته على الضلم الدي الحقه بنا في الرشيدية وتنغير وورزازات وزاكورة وعوض محاسبته كما يطالب الجميع تم تعيينه مستشار بمراكش واخيرا احيل على التقاعد أين المحاسبة أين ربط المسؤولية بالمحاسبة يجب محاسبة جميع الفاسدين وفي جميع القطاعات بدءا به

  2. كان من المفروض أن تجرى مثل هذه التنقلات كل اربع سنوات في صفوف هذه الفىة من المسؤولين بإدارة التراب الوطني كي تضخ دماء جديدة على الادارة الترابية كما تقطع الطريق على بعض المسؤولين الفاسدين الذين يستغلون مواقع نفوذهم في قضاء مصالحهم الشخصية عوض خدمة الصالح العام انها بادرة جد هامة ستحسن من العمل والمردودية بالمرافق العامة بالمملكة

  3. سلوك بعض المسؤولين اساؤوا الى دولة الحق والقانون والدستور المغربي بتسلطهم واستغلال نفوذها وتراميهم على الملكيات والاخلال بقانون التعمير وعدم الالتزام بالتصميم المصادق عليه والانموذج من ولاية وجدة جماعة وجدة فهل يجى التحقيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى