مولاي هشام : رغم غياب القضية الفلسطينية عن الأجندة الدبلوماسية.. ستبقى متجذرة في ذاكرة الشعوب

نشر الأمير مولاي هشام العلوي مقالا مطولا في “أوريون 21” الفرنسية، اليوم الإثنين، بعنوان: “القضية الفلسطينية حاضرة رغم كل العقبات”، يشير فيه الى أنه “رغم غياب القضية عن جدول أعمال الدبلوماسيتين الغربية والعربية، فإنها تبقى متجذرة في الواقع الإقليمي وفي ذاكرة الشعوب. إذ لا يمكن القضاء بسهولة على تطلّعات الشعوب للتحرّر”.

ويوجه الأمير انتقادات قوية للإدارة الأمريكية الحالية، معتبرا أن زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، كانت تهدف إلى خفض أسعار الطاقة، في حين تجاهل القضية الفلسطينية “تاركاً الشعب الفلسطيني مهمّشاً أكثر من أي وقت مضى”.

ويبرز في هذا الصدد كيف لم يتراجع بايدن عن قرارات سلفه دونالد ترامب بعدم إدانة المستوطنات الجديدة، واستمرار إغلاق القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وكذلك مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، واكتفت إدارة بايدن بتأكيد حل الدولتين دون أجندة مفاوضات، علاوة على استئناف المساعدات المالية.

وإن تغيرت القضية الفلسطينية في النظام الإقليمي العربي وتراجعت خلال العقد الأخير، يؤكد الأمير هشام، استمرار تأييد الرأي العام العربي للقضية رغم اتفاقيات أبراهام والتطبيع، غير أنه يبرز أن التأييد لا يعني دائما “التعبئة من أجل القضية”.

المقال يشير إلى أنه “لم يعد للقضية الفلسطينية القدر نفسه من التأثير على السياسات الوطنية مقارنةً بالذي كان في الماضي. أيديولوجياً، تكبّد الفلسطينيون ثمن تراجع الأيديولوجيات الوحدوية عربياً، سواء بما يخص القومية العربية أو الإسلام السياسي”. وفي نقطة أخرى، يشير المقال إلى “اجتماعياً، حال كذلك القمع وتفكك مجتمعات مدنية عدّة دون الحشد جماهيرياً في وجه الاعتداءات الإسرائيلية. بالتالي، تراجعت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين عدداً ونطاقاً، باستثناء الأردن”. ويرى المقال: “أخيراً، على الصعيد الجيوسياسي، لم تعد فلسطين تنظّم الأجندة الإقليمية، لأنّه لم يعد ثمة وجود لهكذا أجندة! فالنظام العربي القديم، القائم على توافق مستدام تتولى الجامعة العربية تنسيقه، قد انهار عملياً”.

ويتوقف الأمير هشام عند التطبيع الذي يعتبره هيكلة جديدة للدينامية الإقليمية، حيث تسعى كل دولة عربية إلى خدمة أهداف معينة، ومنها سعي الإمارات إلى اعتبار إسرائيل عنصرا في مواجهة إيران.

من جانب آخر، يرصد التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية التي بدأت تتحول إلى قضية حقوق إنسان بامتياز، بعدما أصبح الإطار المرجعي الأساسي للفلسطينيين هو احترام حقوقهم في ظلّ الهيمنة الإسرائيلي، مستشهدا بالتنديد الواسع بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة، وكذلك بالنسبة إلى موجة الدعم الدولي لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) التي تقرّب النضال من أجل فلسطين من حملة مناهضة الأبارتايد في جنوب إفريقيا.

وينتهي المقال الذي ترجمته _ القدس العربي _ بالتركيز على الأهمية التي يكتسبها العنصر الديني في الصراع مجددا، بل صارت المسألة تتمحور حول المسجد الأقصى، بما في ذلك قبّة الصخرة. وقد كان هذا البعد الروحاني شديد الحساسية الذي لا يهمّ الفلسطينيين فقط، بل المسلمين ككلّ، في قلب فشل مفاوضات كامب ديفيد في عام 2001. ولئن تم تغييبه في السنوات الأخيرة، فقد عاد بقوّة خلال الفترة الأخيرة مع الاستفزازات المتكرّرة للحجاج اليهود حول ما يُسمّونه “جبل الهيكل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى