سطات فوق الشّْواية.. والرتابة والروتين يقتلان ساكنتها

” سطات فوق الشْواية”، كناية على أن المدينة تعيش موجة حر غير مسبوقة كسائر العديد من المدن المغربية التي وجدت نفسها مدرجة في لائحة المدن التي أعلنت عنها المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي في وقت سابق.

ونحن نتكلم هنا عن الارتفاع غير المسبوق في درجة الحرارة منذ الساعات الأولى من مطلع كل يوم بهذه المدينة غير الساحلية، هنا تجد الأسر السطاتية نفسها مضطرة للبحث عن متنفس لها ولصغارها وشبابها هربا من لهيب الحر، فمنهم من يلتزم البيوت طوال الوقت، في انتظار انفراج نسيم المساء للتوجه صوب المساحات الخضراء الممتدة على طول المدخل الشمالي للمدينة أو بعض المقاهي المتواجدة بمحطات البنزين، ومنهم تتلخص يومياته في الجلوس بالمقاهي أوالتجمع على الرصيف بطعم الروتين والرتابة، الأمر الذي أصبح يثير نوعا من التخوف لدى الآباء و الأولياء على أبنائهم من الانحراف فى ظل الفراغ الذي يعيشونه، ومنهم من يقصدون السدود والأنهار رغم خطورتها وتهديدها لحياتهم كل موسم حر، التي لا يجدون عنها بديلا في ظل واقع تعرف فيه المدينة نقصا حادا على مستوى المسابح ماعدى مسبح يتيم فاتورته لا تتناسب ووضعيات العديد من الاسر الاقتصادية والاجتماعية..

أمام هذا الوضع، يقف أغلب الناس في مفترق الطرق، منهم من يفكر في مواجهة هذا الروتين القاتل مع غلاء الأسعار والݣازوال واتساع رقعة الفقر والبطالة، عبر ابتكار طرق لإلهاء صغارها واخراجهم كل مساء إلى الحدائق العمومية وتركهم ينعشون أجسامهم في مياه بعض النافورات العمومية وبعض الجولات الليلية.
ومن الأسر ذات الدخل المحدود أو حتى التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة التي كانت تعتبر صمام الأمام بين الطبقتين، تجدها تغادر المدينة هربا بمجرد حلول موسم الاصطياف قاصدة المدن الساحلية بحثا عن أفضل الأماكن لقضاء العطلة الصيفية، حيث يجد فيها الكثير من الأطفال والشباب ضالتهم للاستمتاع بأوقات طيبة.
فيما يبقى التساؤل قائما يسائل مدبري الشأن العام عن الأسباب الكامنة وراء افتقار مدينتهم لمثل هذه البرامج الترفيهية والتثقيفية كباقي المدن، برامج طموحة تكون لكفيلة بمنح أجواء جميلة تبعث على النشاط والحيوية في أوساط هذه الشرائح من المجتمع.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ففروا إلى الله واقرؤوا سورة البقرة و آل عمران،
    ومن تم لاتحسون لا بالحرارة ولا بالرتين .

  2. للأسف وفي زمن غير بعيد كان مدخل عاصمة الشاوية عبارة عن لوحات مائية وزربي عشبية تبهي الناضرين، لكن اليوم فهي اطلال تبكي ساكنتها وزوارها وتتحسر على الأيام الخوالي.
    بالطبع تتحمل المجالس الجماعية المتعاقبة والسلطات المحلية هذا المآل المرير، دون إغفال المجتمع المدني والجمعيات.
    تحركوا أيها السطاتيون قبل فوات الأوان فمدينتكم تستغيث، فلماذا هذا السكوت وعدم المبالاة.

  3. تهميش ما بعد تهميش و ذلك بسبب أولا ضعف النخبة كما و كيفا ثم الانتماء لجهة تسيطر عليها مدينة الدار البيضاء و كأنه انتقام . أما السلطات فهي شبه غائبة، والأمور بيد اعوان سلطة اما المسؤولين فهم شبه غائبون والنتيجة انتشار الكرارس وسط المدينة فاصبحنا نعيش في سوق مستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى