تأخر حل ملف مصفاة لاسامير يكلف الدولة أكثر من 20 مليار درهم من المال العام

يسود ترقب في الشارع المغربي، من إنخفاض أسعار المحروقات التي وصلت الى أرقام قياسية بمحطات الوقود على الصعيد الوطني

لكن النقاش هذه الايام، طال كذلك الحل النهائي لملف محطة تكرير البترول الوحيدة بالمغرب، وصل الى قلب البرلمان المغربي بعد تقديم فرق نيابية لمشاريع قوانين، من أجل أن تنتقل ملكية المحطة الى الدولة من جديد تحت إشراف وزارة الطاقة .

غير أن خبراء إقتصاد لا يتوقعون تراجع أسعار البترول، بمجرد هبوط أسعاره عالميا، مقابل أن الشارع المغربي عبر منصات التواصل الاجتماعي طالب بارجاع ثمن الكازوال والبنزين الى أصلهما الطبيعي ، وهو ما لا يمكن حدوثه بحسب في مختصين حتى في الأشهر الثلاثة القادمة.

فالكثيرون يرون أن غياب لاسامير سيحول دون بلوغ الأثمنة السابقة، نظرا لمشكل تكرير البترول في ظل غياب مصفاة المحمدية.

فالمغرب اليوم وفي ظل استمرار مشكل مصفاة لاسامير، لازال يستورد النفط المكرر، في وقت إرتفاع كلفة التكرير على الصعيد العالمي، مما سيبقي على ارتفاع أثمنة المحروقات بالمغرب.

– حل إشكالية مصفاة لاسامير يحتاج إرادة سياسية

يرى كثير من الخبراء في الاقتصاد ، انه مهما سعي جهات نقابية وسياسية إلى إعادة تشغيل مصفاة “لاسامير” الوحيدة بالمغرب، في الوقت الذي أذِنَت المحكمة التجارية يوم 18 من يناير الماضي باستمرار النشاط في الشركة لمدة ثلاثة أشهر إضافية.

وكان هظف المحكمة آنذاك من خلال هذا الحكم، فسح المجال أمام المساعي التي تقوم بها من أجل استئناف الإنتاج بشركة سامير، عبر التفويت للأغيار أو اعتماد التسيير الحر.

وقدمت مجموعات نيابة مؤخرا، مقترحات قوانين تتعلق بتفويت أصول شركة لاسامير لحساب الدولة، من أجل إعادة تأهيلها وتطويرها، وضمان استمرار تزويد السوق الوطنية بحاجياته من الطاقات الأحفورية.

كما تنص مواد مقترحات القوانين، أن يُعهد لوزارة المالية والاقتصاد، القيام بكل الإجراءات المطلوبة لنقل الملكية لحساب الدولة المغربية والشروع في استئناف الإنتاج بشركة سامير. لكن هذا المطلب لحد الآن لم يتحقق بتفويت سامير لحساب الدولة”.

فالحكومة فوتت استغلال الحكم القضائي الذي أصدرته المحكمة التجارية في بداية السنة الجارية، إضافة إلى عدم الاسراع في قبول المقترحات النيابية وتعطيل المسطرة التشريعية، من أجل اتخاد القرار المناسب بإعادة الروح لجوهرة الصناعة المغربية”.

ويرى خبراء في هذا الملف أنه بدون تعاون السلطة التنفيذية عبر توضيح مستقبل صناعات تكرير البترول، فإن المغرب سيمضي في مراكمة الخسائر الفادحة المترتبة على تعطيل الإنتاج بمصفاة المحمدية”، وهدر ما يزيد عن 20 مليار درهم من دين المال العام، إلى جانب خسارة آلاف مناصب الشغل،بالإضافة إلى مشاكل أخرى تستنزف جيوب المستهلك”.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. ادا كانت الدولة عاجزة عن تسديد مبلغ 20مليار لماذا لا يقوم
    الشعب المغربي يتبرع نقدا اذا كان هاذا سيحل لنا مشكل ارتفاع سعر البترول ويرجعه الى الثمن القديم (كمثل مساهمة مسجد الحسن الثاني)

  2. إذا عادت المصفاة الى الدولة سيستفيد المواطن وسيعود العمال الى مناصبهم ولكن سيخسر اخنوش وهذا ما لا تريده لسيادة رئيس الحكومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى