ماذا جنينا من كثرة الامتحانات الإشهادية..سراب في التطبيق وهدر وانقطاع وخلل كبير
منير الحردول
في قضية الامتحانات الإشهادية، والتي أسهبت في الكتابة عنها، خصوصا امتحانات السلك الابتدائي والثانوي الإعدادي، حيث طالبت بوضع حد للهالة التي ترافقها، هالة اسهمت في بروز الكثير من المشاكل التربوية والمعرفية والنفسية، بل وساهت وبشكل كبير في ظاهرة الهدر المدرسي وتقليل الاحترام في بعض الأحيان لهيئة التدريس من قبل ناشئة استأنست بالتساهل والليونة، لدرجة أمسى الغش أولوية الأولويات عند الكثيرين، غش بطرق حديثة أضحى يتجه صوب التغول شيئا فشيئا!
فلا يعقل أن يمتحن التلميذ وفق مقاربة شاملة، تستهدف جميع المواد الدراسة..فالاقتصار في الإشهاد على ثلاثة مواد أو اربعة مواد، في أفق الإصلاح الشامل، وجعل المواد المتبقية، مواد جامعة لتكوين شخصية المتعلمة والمتعلم معرفيا ونفسيا ووجدانا، بمناهج تربوية تعتمد على المرونة في انشطتها، والصرامة في تقويماتها وتقييماتها، من حيث الترجمة الفعلية للإجراء على مستوى الواقع بيئيا وسلوكيا وعلائقيا وتواصليا وهكذا دواليك.. فالاقتراح المرتبط بإلغاء بعض الامتحانات الإشهادية في بعض المستويات، إقتراح نابع من تجربة ميدانية فاقت العقدين من الزمن، وفي مختلف المناطق! فالامتحانات ستبقى مجهدة ومكلفة، نفسيا وماديا وعلائقيا، وأمنيا ومجتمعيا، وتربويا كذلك..لذا فإلغاء الامتحانات الإشهادية للابتدائي والإعدادي، والاقتصار على تقويمات المراقبة المستمرة، وذلك بعد إصلاحها مع الحفاظ على نظام العتبة الصارم، وقرارات مجالس الاقسام، في تنسيق تام مع أطر الإدارة التربوية وأطر التوجيه والتخطيط، والمراقبة التربوية بخصوص الانتقال..إصلاح محمود! كما أن تحويل نظام امتحانات البكالوريا إلى منهج تربوي قائم على المنافسة والتدافع، منهج أعمدته ثلاثي، الشق الكتابي والشفهي والمشروع الشخصي للتلميذ والتلميذة، أي بنسبة %50 للكتابي و%20 الشفهي و%30 للمشروع الشخصي، إصلاح قد يعيد مكانة ووهج القطار للسكة الصحيحة!
فهكذا انظر للإصلاح، وهكذا ستستمر الكتابة رغم التجاهل المتعمد، نتمنى أن نجد في هذا الوطن الحبيب، من ينصت لنا، فالوطن ليس عاقرا أبدا!!!!!!