الشعب عاق وفاق وتصريحات بوسعيد ” بنزين فوق نار “

شن نشطاء شبكات التواصل بالمغرب حربا على الشركات الكبرى للمياه والحليب والبنزين التي قال عنها النشطاء إنها تحتكر السوق بأكثر من خمسين بالمئة رافعين شعار “المقاطعة “.

وندد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بارتفاع أسعار الحليب والبنزين والمياه خلال السنوات الأخيرة، مقارنة مع الدول الغربية ذات الدخل الفردي المرتفع التي تعرف انخفاضا في أسعار هذه المنتجات.

ولوحظ مشاركة عدد من أصحاب المحالات التجارية في حملة المقاطعة، الأمر الذي أشاد به النشطاء وقالوا إنهم سيستمرون في الحملة حتى تتراجع هذه الشركات عن أثمنتها الحالية، التي قالوا عنها إنها مرتفعة مقارنة بنظريتها في الدول الغربية.

مقاطعة المغاربة لبعض المنتوجات افاض الكأس داخل مجلس المستشارين حيث لم يجد وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد غضاضة في وصف ” المقاطعين ” بـ “المداويخ ” كأول رد غير مسؤول من وزير يفترض به ان يأتي بحجة الخطأ وأن يقارع الراي العام بالأرقام بدل صب البنزين على النار .

رد فعل الوزير ” الاستفزازي” يعطي الانطباع ان جهات بعينيها غاضبة من حملة المقاطعة بل من الممكن ان حملة المقاطعة نفسها بهذا الترتيب عكست وعي المغاربة بضرورة الالتحام كقوة ساخطة وبالتالي اصبح هذا الالتحام يقلق رجال المال والاعمال الذين يضربون الاخماس في الاسداس من اجل هامش الربح .

محمد بوسعيد ، بوصفه لمغاربة بـ المداويخ ” يؤكد حتما ان حملة المقاطعة اعطت اكلها بل شجع ضمنيا المغاربة لنهج سياسة ” المقاطعة ” في ظل وجود حكومة منبطحة غائبة عن المعيش اليومي للمغاربة .وغير قادرة عن وضع حد للفوضى العارمة التي تتخلل قانون حرية الاسعار والمنافسة

من العيب والعار الا يجد وزير الاقتصاد والمالية جوابا لهذا الخروج المجتمعي الساخط ، بل الانكى ان يترافع الوزير بالوكالة عن منتجات استهلاكية تصدى لها البعض بـ” مقاطعتها ” علما ان هذا المسلك يعتبر اختياريا مما يعني ان سيادة الوزير دخل القبة وفي قلبه حمولة ترجمها بسرعة لغضب اجمعه في كلمة ” مداويخ ” .

حديث بوسعيد عن “المقاطعة”  يعيد للأذهان محاصرة  ” الامريكان ” لبعض المنتوجات الغذائية حينها دخل وزيرهم في الاقتصاد يعتلي منصة مجلس الشيوخ قائلا ” ان مقاطعتكم لمنتوجات غذائية يضر بالاقتصاد. لذا اطلب منكم مقاطعتها نسبيا وليس كليا ضمانا لسيرورة الشركات المنتجة ” ..شتان بين وزير يضعك امام راهنية الوضع واخر يطعمك حماسة زائدة لسلك خراب الاقتصاد .

بوسعيد الذي وجد الجواب “المتهور” في الوقت الغير المناسب يعرف جيدا ان ” حملة المقاطعة ” اكتسحت بفعل غضب المغاربة من الاسعار التي تتصاعد بشكل مستفز بل من الممكن ان تكون ردود فعلهم نتاج لمخاض اجتماعي افرز في وقت سابق احتجاجات مطالبة بـ ” الكرامة ” فلماذا غيب الوزير كل هذه الروافد واكتفى بصب الزيت على النار شأنه في ذلك شأن (وزيرة 20 درهم ) و الوزيرة صاحبة القولة المشهورة ( 2فرانك ) .

حينما يعتلي وزير في الاقتصاد منصة الخطابة امام الشعب يجب ان يأتينا بأجوبة شافية حول ديون المغرب الخارجية التي قاربت سنة 2017/ 33 مليار دولار لتصبح المملكة الاكثر استدانة عربيا وافريقيا مقارنة بناتجه الداخلي الخام .

الوزير يجب ان يكشف امام المغاربة معيقات الفشل أي كانت ، والابداع والتفكير في حلول رافعة للاقتصاد بدل البحث ” عن البوز ” من خلال تصريحات شعبوية لا طائل منها ..يكفي سيادة الوزير ان يعلن الملك فشل النموذج التنموي لينخرط بقوة في ايجاد مخرجات للمعضلة .

وزير ” المداويخ ” نسي ان ملك البلاد دعا لإيجاد حوار بين صناع القرار تلبية للمطالب الملحة للمواطنين والحد من الفوارق الاجتماعية ، وهنا يكمن السؤال : الا تعتبر” حملة المقاطعة ” رسالة من الشعب لشخصه كي يلج مكتب رئيس الحكومة باحثا عن الحلول الواقعية ؟

سؤال اكبر : ألم يدرك الوزير ان “حملة المقاطعة ” رفض لاستفحال الفساد الاقتصادي على حساب المواطن وان من مهامه كوزير القضاء على مظاهر الاغتناء الفاحش الذي تمركز لدى جهات دون باقي الشعب ؟

ألم يستوعب الوزير ان ” حملة المقاطعة ” اشارة لشخصه الكريم لوجود تمركز غير طبيعي للثروة في يد القلة يفرض عليه اعتماد نظام اقتصادي اكثر عدالة ؟

سؤال اخير .. اشنو قلقك من حملة المقاطعة .. الناس مابغاتش تشري منتوجات معينة ..واش انت كافل للمغاربة ؟ مداويخ ثم مداويخ .. جرأة كبيرة هادي اسي الوزير .

مقالات ذات صلة

‫24 تعليقات

  1. اتحاد قوة……..
    الى الامام لنحرر انفسنا ….
    تحية للمقاطعين المغاربة الاحرار.
    تحية لاخواننا في المهجر الذين ساهموا في وعي الشعب ….
    تحية حرة.

  2. اولا تحية لسي عياش وهبة بريس على تحليلها واشارتها للمقاطعة عكس الصحافة الصفراء …صحافة الفضاءح الديوت والكداب
    تانيا مادا ننتظر من واحد من خدام الدولة ومستفيد من الريع … وولي نعمته هو اخنوش …

  3. هذا ( المسؤول ) مع / الثلة / المنتفعة و مع الزمرة و هم في سلة واحدة من حيث الريع الاقتصادي و السياسي و …. مشاركون مع آخرين في استعباد الشعب الحر و لم يستسيغوا استيقاظ الشعب بهذه الطريقة المفاجئة فلم يستطع ” الوزير المسكين ” بضبط نفسه و التملك في أعصابه فأخذ ( يدخل و يخرج فالهضرة ) صدمه الشعب المغربي المهمش من قبل ” الشرذمة ” المتنفذة ….

  4. ما هذا التعالي والعجرفة وما هذا الاحتقار لنوع من النضال تبناه شعب اكتوى بنار الغلاء ومن انتخبك ياوزير المداويخ حتى أصبحت وزيرا تنعت شعب أبي بالمداويخ ؟ يجب الاستمرار في حملة المقاطعة حتى نركع المتعجرفين من أمثال هذا الوزير ويقروا بأحقية الشعب في اختيار أسلوب النضال الذي يناسبه ويؤتي أكله وسينتصر نضال هذا الشعب الصبور إن شاء الله فمزيدا من الوعي بأحقية المقاطعة حتى تخفض الأثمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى