الموزمبيقية التي جعلت من الموروث الحضاري المغربي روحاً لتصاميمها العالمية

عبد اللطيف الباز / ميلانُـو

هي إحدى الرائدات والمبدعات القلائل في مجال تصميم الأزياء على المستويين العربي والدولي، والتي اختارت التخصص في واحدة من أهم إكسسوارات الأزياء، ونقصد هنا الفولار و مُرفقاتها التي تعتبر مكوناً هاماً ومحورياً في تركيبة الأزياء والموضة النسائية بشتى توجهاتها و مدارسها العالمية .

انها المبدعة الموزمبيقية الأصل والإيطاليّة الجنسية المفتخرة بجذورها وأصالتها ، إيرلا كادزيني، تلك المرأة الودودة الخجولة التي تتحدث لغة التواصل بعبق التصاميم المُميَّزَة والمُتميِّزَة، تصاميم أبدعت من خلالها منتوجاً فنياً مغربياً أصيلاً، بعبق التاريخ والحضارة المغربيين، يتمثل في مجموعة من الحقائب والإكسسوارات التي تنبع من روح الفسيفساء بزخارفها وألوانها المُبهجة، تثمينا لفن الفسيفساء المغربي الأصيل، باعتباره أحد العناصر التراثية العريقة للهوية الثقافية والفنية المغربية ، وكونه يمثل إحدى العلامات الجمالية المميزة للمغرب، وألمع المرايا العاكسة لتاريخه وحضارته، ومساهمةً من المبدعة “إيرلا كادزيني “في إثارة انتباه العالم إلى جوانب من الرأسمال الرمزي الغني للمغرب والمغاربة، ذلك الرأسمال الذي يُشكل خزاناً للتربية الجمالية وأُفُقاً ثَرِياً للخَلق والابتكار و للإبداع.

وتهدف إيرلا من خلال تصاميمها هذه إلى إخراج هذا الموروث المغربي التاريخي ليجول العالم ولايبقى حبيس الجدران والأسقف ،هذا الفن الذي عاش عصور وحِقَب ولايزال صامداً بجماله وألوانه في زمن العولمة وسيادة ثقافة الاستهلاك والرؤية المادية الطاغية .

تعتمد إيرلا كادزيني في منتوجاتها الحاملة لقيَم مضافة فنياً وتراثياً، على مواد جلدية طبيعية عالية الجودة الساتان الحريري .. آخر صيحات الموضة الإيطالية، تعكس لمسة أنثوية في منتهى الأناقة والجاذبية المُستوحاة من الفيسفساء بألوان وإبداع جمالي فني، يواكب الموضة العصرية و يضاهي أحدث الصيحات التي تطلقها كبريات دور الأزياء العالمية.

وقد سبق للمصممة المبدعة إيرلا، أن أكدت أن معرض الموضة بالعاصمة الإقتصادية في ميلانو، الذي شَكَّل فرصة لعرض منتوج مغربي أصيل، عبارة عن فولار مستوحاة من الفسيفساء كموروث قديم يبرز مهارات وإبداعات الصانع المغربي، مبرزةً في ذات السياق أن الصناعة التقليدية المغربية فرضت نفسها في عالم الموضة والأزياء عبر العالم.

و استطاعت إيرلا كادزيني، الإيطالية من أصل الموزمبيق، التي تريد من خلال ابتكار أشكال هندسية متفردة أضفت على فن الفسيفساء بشتى توجهاته ومختلف أنواعه المتوسطية وعمقه التاريخي، رونقاً خاصاً وجمالية متميزة، أن تنحَتَ إسمها ضمن نخبة المُؤثِّرات والمُؤثِّرين مجتمعياً و في مجال عملهم، خاصة بين المقيمين في إيطاليا، لتتمكن بذلك من نقل صورة إيجابية و جد مُشرفة عن المغرب،بعاداته وموروثه الثقافي والإنساني في بعده الحضاري فنياً وجمالياً، وتُمثل بذلك جيلاً بأكمله من المغاربة في بلاد المهجر أحسن تمثيل .

كما سبق و أن اعتبرت إيرلا أن مشاركتها في هذا المعرض (أسبوع الموضة بالعاصمة الإقتصادية بميلانُـو)، فرصة سانحة لإطلاع عشاق الموضة على مميزات الفن التقليدي المغربي، والتعريف بالصناعة اليدوية المغربية التي وظَّفت فيها المواد الجلدية الطبيعية والتي تزيد مُنتجَاتها جاذبية وجمالية تسُرُّ الناظرين، مشيرة إلى أن محطة ميلانُـو تُشكل قيمة مضافة جد غنية لمسيرتها الفنية والمهنية المتواصلة والجادة، في أُفُق مزيد من التعريف بالموروث الثقافي المغربي الأصيل، وشَكَّل مناسبة للتواصل إبداعياً و فنياً مع الجمهور الإيطالي، الذي عبَّر عن شديد إعجابه وانبهاره بالتصاميم التي طبعت الفولار وكذا الإكسسوارات المرافقة له و لأزياء صادرة عن أعرق دور ومدارس التصميم الأوروبية والعالمية.

ويتأكد عرض بعد عرض، أن” إيرلا كادزيني “تطمح إلى منح حياة جديدة ومتجددة للفسيفساء المغربية، كل ذلك من خلال ابتكار أشكال هندسية متفردة بجمالية متميزة، أبدعها مصممون إيطاليون في استحضار جمالي لروح البحر الأبيض المتوسط، حيث استخدموا فيها مواد طبيعية عالية الجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى