طلبة مغاربة ناجون من الحرب يطرحون إمكانية إدماجهم داخل الجامعات الإسبانية

ناشد العشرات من الطلبة المغاربة الناجين من الحرب الروسية على أوكرانيا الحكومة الإسبانية، لإمكانية اندماجهم داخل جامعاتها لاستكمال مسارهم الدراسي الذي قوضته قذائف الدبابات وحطمت جداراته الطائرات الحربية وهدمت بنيانه، وتركت الطلبة المغاربة تائهين حائرين تتلقفهم النقاط الحدودية للاتحاد الأوربي، وسط قساوة المآل وضبابية الانتظار.

فاطمة الزهراء، ذات الأربع وعشرين ربيعا، التي كانت تدرس في السنة الأولى التحضيرية للطب، قالت إنها نجت بنفسها من الخراب الذي لحق مدينة خاركوف، وصلت لإسبانيا بعد مرورها بكل من هنغاريا وألمانيا وفرنسا، آملة استكمال دراساتها الجامعية، إلا أنها فوجئت بعدم وضوح الرؤيا في برشلونة التي حطت فيها الرحال حين بلوغها إسبانيا، وأنه لا يمكنهم منحهم حماية تفوق الثلاثة أشهر التي يصل مداها نهاية شهر ماي المقبل، كما لا يمكنهم التسجيل حاليا داخل أي جامعة من الجامعات، كما شددت القول أن ظروف الاستقبال تختلف من ملجئ لآخر، حيث تعطى الأولوية للاجئين الأوكرانيين، فيحين يعاني الطلبة المغاربة من سوء التغذية وعدم احترام مواقيت الإفطار ووجبة السحور مع بداية شهر رمضان، كما هو الحال داخل الملجئ الذي تقطن فيه في مدينة مانريسا.

يحيى البالغ من العمر عشرين عاما، الذي كان يدرس الهندسة في خاركوف، بدوره زكى ماقالته فاطمة الزهراء، بضرورة لحث سبل إمكانية إدماجهم داخل الجامعات في إسبانيا، لأنهم أول من اكتوى بنيران الحرب الروسية”نحن لم نكن سياحا في أوكرانيا، كنا ندرس لنبني مستقبلنا، لذلك أطالب السلطات الإسبانية النظر لملفاتنا من منظور إنساني، فنحن أيضا كدنا نفارق الحياة بعدما سلكنا طرقا وعرة، تخللتها القنابل والصواريخ التي كانت تقذف الطائرات الحربية بها لهيبا يحرق كل من يدب على الأرض ويمشي عليها، وخلفت لنا شروخا نفسية، يستعصي علينا فهمها نحن المجروحون بشظاياها الحارقة، فما بالك بتعافيها”.

يحيى، أضاف أن ظروفهم داخل الملجئ في مدينة ألكازار، غير مناسبة”الملجئ قريب من البحر الذي يبعث ببرودة شديدة، وأنا لا أرتدي سوى قميص، بعدما تركت كل ملابسي فارا من الحرب، والأمر الذي يقض مضجعي ويزيد من آلامي، هو دوي الطائرات الحربية الصاخب، المنبعث من المطار العسكري القريب من الملجئ، تذكرنا بصراخ الحرب في أوكرانيا وويلاتها”.

من جهتها، صفاء، ذات الأربع وعشرين ربيعا، التي تركت سنتها الخامسة والأخيرة تخصص طب الأسنان وراءها هناك في جامعة بولتافا الأوكرانية تحت الأنقاض، ونجت بنفسها من الحرب، قالت وهي المتواجدة في طاراغونا، إن مطمحها الحصول على تدريب في إسبانيا يمكنها من نيل شهادة الدكتوراه لطب الأسنان” كل تخوفي أن لا أتمكن من ذلك وأن لا أنال شهادتي التي عملت لأجلها بجهد وجد طيلة خمس سنوات مضت من الكفاح والمثابرة والجهد الجهيد والعناء الكبير، والصبر على العنف النفسي ومايجاوره ويترتب عنه”.

صفاء، أضافت والحسرة تغالبها لكنها تأبى الرضوخ لها وتقاومها بالعزيمة والقوة، أن هظفها الخصول على فترة تدريب لنيهدل شهادة الدكتوراه” كلنا عانيت من ويلات الحرب وكدت أفقد روحي لذلك أطمح تحقيق هدفي ومناي”.

تأتي مطالب الطلبة المغاربة الذين يفوق عددهم المائة طالبة وطالب داخل إسبانبا، حسب تقديرات زملاء من تحدثت هبة بريس معهم، يتوزعون على مدن مانريسا وبرشلونة ومورسيا ومدريد وطاراغونا، (تأتي ) عشية الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسباني، إلى المغرب، غدا الخميس، في إطار تعزيز الدور الاستراتيجي للمغرب من حيث الأهمية الاقتصادية والسياسية، خاصة بعد الانتصارات الديبلوماسية للرباط على المستوى الأوربي، التي تأكدت من خلال الموقف الإسباني من مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب وهو ما يعتبر موقفا تاريخيا غير مسبوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى