هل أصبح شباط سياسيا منبوذا؟

تتوالى الأحداث بين الحين والاخر، ليجد السياسي حميد شباط نفسه في دوامة من الصراعات وكأن المثل المغربي المشهور يلاحقه ” راه راه والغوات وراه”، فخلال السنوات الأخيرة أصبح ” شباط” يبحث عن موطئ قدم له داخل المشهد السياسي المغربي، بعدما كان في وقت سابق أمينا عاما لاقوى النقابات بالمغرب وبعدها الحزب العتيد ” الاستقلال” .

مسار طويل قضاه ” حميد شباط” من أجل تحقيق حلمه كأمين عام لحزب الاستقلال، لكن الظروف السياسية التي واكبت هذا المنصب، كانت محفوفة بالمخاطر، وكانت تتطلب حنكة سياسية وتدبيرية، من أجل الخروج بأخف الاضرار من تحالف حكومي جاء بعد الحراك الشعبي لسنة 2011، ووصول الإسلاميين للحكم لولايتين متتابعين.

يقول مهتمون بالشأن السياسي، أن شباط يوم إنتقاله كنقابي الى زعيم حزب، لعل الرجل لم يستوعب الفرق بين المهمتين، فكان الاندفاع منهجه، من خلال خرجات في وسائل الاعلام، تارة يهاجم زملاءه وتارة أخرى يهاجم المحيط في دائرة الحكم، كما أن الرجل لم تتوقف مدفعيته في قصف أحزاب أخرى لها وزن في الساحة السياسية.

فبعد نجاحه في إزاحته ل ” أل فاسي” من دائرة تدبير الحزب، بعد إنتصاره على المرشح الخصم ابن حزب ” الميزان” عبد الواحد الفاسي، لم يستطع ” شباط” تشكيل تحالف من أجل الإطاحة ب ” بنكيران” بل إرتمى انداك وشكل تحالف مع الإسلاميين بمنطق ” أحزاب اليمين” فكانت الجبهة واحدة لمهاجمة ” الوافد الجديد ” حزب الأصالة والمعاصرة، وبعدها حرب على بعض أحزاب الوسط ” التجمع الوطني للاحرار”.

– هل أصبح شباط سياسيا منبودا ؟؟؟

تخلى شباط على زعامة حزب الاستقلال، بعد الإطاحة به من طرف ” نزار بركة”، كما تمت إزاحة شباط من نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، كما أن المتابعين المشهد السياسي، تتبعوا فصول ” حرب الصحون الطائرة” والتي انتهت بانهزام ” شباط” وبعدها قرر الرجل الابتعاد على المشهد السياسي وهجرته الى دولة ” تركيا” لاسترجاع الانفاس هناك، لم يمر سوى وقت وجيز، حتى رجع شباط من جديد وتصدرت عودته عناوين الصحف الوطنية، بعدها قرر الرجل الالتحاق بحزب جبهة القوى الديمقراطية، لينخرط في صفوفه، ويبدأ من جديد العمل من أجل الوصول الى أمانته العامة .

– ماذا وقع وما دلالة إقامة مؤتمر حزب ” الزيتونة” بالعيون ؟؟؟

كشفت مصادر عليمة ل ” هبة بريس” أن النجاح الذي حققه ” حميد شباط ” في الحزب خلال إنتخابات 2021، بعد أن حشد عدد من مناصريه السابقين من حزب الميزان او نقابته، ومن بعض الغاضبين على منح التزكيات من أحزاب أخرى، استطاع تحريك عجلة حزب ” الزيتونة” وحصوله على مقاعد بعدد من الجماعات الترابية او الإقليمية والجهوية، لكن إنصب تفكير ” الرجل” حول الاستعداد لمؤتمر من أجل إزاحة أمينه الحالي “المصطفى بنعلي”، الذي استطاع نقل أشغال المؤتمر إلى مدينة العيون، لكن السؤال المحير، هو كيف نقل بنعلي أشغال المؤتمر إلى العيون؟؟ هل كان هو من حدد المكان، ام جهات أخرى؟؟.

من المعلوم أن الأمين السابق لحزب الاستقلال، كانت له مواجهات علنية وسرية مع أقوى رجالات الصحراء ” ولد الرشيد” هذا الأخير الذي استطاع إزاحة شباط وواجهه بقوة، لتنتهي المعركة لصالح إبن الصحراء.

ويمكن أن الأمين الحالي لحزب جبهة القوى الديمقراطية ” بنعلي” قد فكر في نقل أشغال مؤامره إلى مدينة العيون جنوب المغرب، من أجل توفير الحماية له، من بطش متوقع لمنافسه ” شباط” أم أن ” ولد الرشيد” هو من دبر إقامة المؤتمر بمنطقة نفوده.

وكشف مصادر الجريدة، أن حميد شباط كان سوف ينزل بتقله الى مؤتمر الحزب بالعيون، لان الرجل حشد الى جانبه المئات من المؤتمرين، فكانت نهاية ” بنعلي” وشيكة، غير أن اللجنة التأديبية وقرارها بطرد ” شباط ” من حزب الزيتونة” حال دون وقوع تلك المواجهة.

– هل نهاية شباط هي نهاية الشعبويين ؟؟

عرف المشهد الحزبي المغربي في السنوات الأخيرة ، رجات عدة، وكان تطلع الملك ومعه الشعب المغربي ، الى ضرورة تجديد المشهد الحزبي وإعادة هيكلته نخبه والقطع مع الممارسات السياسوية التي كانت تتسم بالشعبوية،عبر إعتماد الكفاءة والفعالية والنجاعة بما يضمن تجديدا نوعيا لهذه النخب بعيدا عن الامتيازات الكبيرة والريع الذي يستفيد منه زعماء الأحزاب دون أن يقدموا شيئا للبلاد.

إصلاحات ساهمت في القطع مع ” الشعبويين” بعد مراكمة الاخطاء، ليتم التخلص من ” بنكيران” على راس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وهو نفس المصير لقيه حميد شباط، الذي راكم مجموعة من الأخطاء في مساره السياسي من بينها تصريحاته عن موريتانيا التي كادت أن تكلف المغرب غاليا، ما خلق مشاكل ديبلوماسية مع الجارة الجنوبية زيادة على طلبه التحكيم الملكي حين وجه رسالة للقصر إبان الشنآن الذي كان بينه وبين عبد الإله بنكيران وغيرها.

– هل ” شباط” من المغضوب عليهم؟؟

توالت إشارات واضحة تقضي ب “إبعاد حميد شباط عن الحياة السياسية والشأن العام بصفة عامة”، بدأ الامر مع إبعاده عن النقابة والتصرف معه بشكل غريب وبعيد عن الأعراف السياسية، والعمد إلى إخراجه بالقوة أمام عدسات الكاميرات.

ومازاد من اليقين حول إزاحة حتى مناصريه، فهؤلاء لم يحظوا بمكان داخل اللجنة التنفيذية، إعتبارا أن 27 عضو من أصل 28 عضوا باللجنة محسوبين على حمدي ولد الرشيد.

ولم يستبعد مهتمون بالشأن الحزبي بالمغرب، أن المواجهات المباشرة لشباط مع زعماء أحزاب سياسية، وتوجيه اتهاماته للدولة ووزارة الداخلية بتلاعبها بمؤتمر الحزب لم يقابله ترحيب بل العمل على إبعاد الرجل عن تقلد مسؤولية بداخل المشهد السياسي المغربي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى