أمطار مارس تُنعش ما بقي من آمال للفلاحين

عرفت العديد من المناطق بالمملكة تساقطات مطرية جد هامة جاءت في وقت حساس، بعد أن ظن الناس أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من شبح العطش، بيد أن معظم الفلاحين باتوا يتحسسون رؤوسهم من موجة غلاء الأعلاف، حتى أضحى أمر التخلص من الماشية والدواب بالأسواق الأسبوعية أمرا طبيعيا بثمن بخس، إلا أن قدرة القدير المنان الحنان، كانت كافية لانعاش آمال هؤلاء بعد أن أخذت الأرض زخرفها من جديد، وامتلأت الأودية والأنهار وقمم الثلوج بدورها اكتست رداءها الأبيض الناصع، وبالتالي ذبت الحركة من جديد بلغة العامية والكسابة، ومنهم من فضل الاحتفاظ بمابقي من رؤوس مواشيه، ومنهم من تأسف على تسرعه في بيعها في زمن الجفاف وتأخر الأمطار.

أمطار مارس هذه التي جاءت في مرحلة مفصلية من شأنها أن تنعش ما تبقى من آمال الفلاحين خلال الموسم الحالي الذي عانى ولازال يعاني من قلة التساقطات، ويأمل العديد من الفلاحين أن تعود هذه الامطار بالنفع على بعض الزراعات الربيعية، وبعض الخضروات كالبصل والجزر وكذا بعض الاشجار المثمرة، كما سيكون لها الأثر الايجابي خاصة على الفرشة المائية، إذ ستساهم هذه المياه المتدفقة من السماء في تعزيز المخزون المائي في العديد من السدود التلية والأنهار، ناهيك عن تغذية المياه الجوفية التي تضررت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد حالات الترقب والخوف التي كانت تهيمن على الساكنة والفلاحين.

“هبة بريس” وخلال جولتها بسوق أربعاء أولاد سعيد الأسبوعي دائرة سطات، وخلال مجالستها لبعض الفلاحين والكسابة، وهم ينتشون فرحة هطول أمطار الخير، لسان حالهم ظل يردد: ” الله أودي، ربي رحمنا بخيراتو…الأرض شبعات ما الحمد لله…دابا السوق جمع راسو والثمن تزاد، النعجة الوالدة ولات بثمن مزيان”.

فيما تابع آخر وهو يلبس جلبابا أسودا صوفيا: ” بنادم تخلع، كين لي باع غنم ديالو جملة …دابا الحمد لله، مازال ينوض الربيع ويكون شوية ديال التبن …الله أودي ، البيار مبقاش فيهم الما، دبا الحمد لله….”.

حديث على نغمات كؤوس الشاي المنعنع الذي ينعش الروح وقطرات المطر التي تعيد الأمل، ودعناهم على أمل اللقاء بهم في مناسبة أخرى بقدرة القدير….لننقل معها تخوفاتهم وتحذيراتهم من انتشار عمليات الحفر العشوائية بواسطة آليات متطورة عكس الطرق البدائية التي اعتاد القرويون على استعمالها، الأمر الذي أثر سلبا وبشكل مباشر على الفرشة المائية لاسيما وأن عملية الحفر هاته تفوق بعض الأحيان 200 متر، مما جعل العديد من الآبار ذات العمق المتوسط توضع خارج الخدمة بعدما جفت مياهها، كما ان الامر لم يقف عند هذا الحد.

ويرى متتبعون للشأن الفلاحي أن استمرارية هطول الأمطار خلال شهر مارس يعتبر فال خير على الفلاحين، سيساهم لا محالة في زيادة المنتجات الزراعية، خاصة وأن المنطقة عرفت تأخرات في هطول الامطار على مدى اكثر من موسم مضى بفعل التغيرات المناخية.

كما يرى بعض من مربي الماشية، أن أمطار مارس ستنعكس ايجابا ايضا على مربي الماشية، علما ان القطاع كان قد تضرر من التأخرات المطرية وما عانى منه الكسّابة الذين عجزوا عن توفير الأعلاف، إذ ارتفعت أسعار بيعها إلى مستويات قياسية الأمر الذي جعلهم يعرضون مواشيهم للبيع بأثمنة بخسة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحمد لله بفضل هذه التساقطات المطرية الرحيمة عاد معها الامل الى نفوس الكسابة والفلاحين والمواطنين سواءا بحيث ستنعش الفرشة الماىية وترفع من منسوب مياه السدود والاودية مما يبشر بالخير مستقبلا ويجعل زيادات هاىلة في منتوجات الخضر والفواكه والاشجار المثمرة انه العطاء من الله الحنان الرحمان الرحيم بعباده سبحانه وتعالى نحمده ونشكره على منه وعطاىه الذي لا ينفذ ولا يحصى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى