تحول تاريخي .. قراءة في الموقف الاسباني بخصوص مغربية الصحراء

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

عبرت اسبانيا ، اليوم الجمعة، عبر رئيس حكومتها بيدرو سانشيز، عن موقف تاريخي تجاه قضية الوحدة الترابية للمملكة بوصفها لمبادرة الحكم الذاتي بالجدية وذات المصداقية كحل وحيد ودائم لمشكل الصحراء المفتعل والذي عمر طويلا .

وفي رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس ، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أنه “يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب” لافتا الى ان اسبانيا “تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

الموقف الإسباني الجديد تجاه الوحدة الترابية للمغرب يؤكد أن مدريد قد أدركت استحالة تحقيق استراتيجيتها الهادفة إلى حصار المغرب في أفق إضعافه، أمام الانتصارات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية المغربية ، بل أن دينامية المغرب الذكية والمتنوعة أرغمت إسبانيا على الرجوع إلى مربع التفاوض وفق الشروط الجديدة للرباط.

ومن هذا المنطلق اختار المغرب نهج سياسة “الهجوم عوض الدفاع”، وممارسة مزيد من تضييق الخناق، إزاء كل الدول التي تسعى الى مناوئة قضاياه الوطنية على رأسها الوحدة الترابية للملكة، بدءا بالمانيا التي عبر مستشارها الجديد خلفا لانجيلا ميركل أولاف شولتز ، عن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء ، بعد ازمة عصفت بالعلاقات بين البلدين سنة 2020 م، وصولا لاسبانيا التي اختار بعض مسؤوليها في مستهل الازمة التضحية بالعلاقات القوية بين بلدين جارين مقابل ارضاء أطراف تجتر شعارات الحرب الباردة .

المغرب، اذن استوعب الدرس جيدا، في تدبيره لعلاقاته الدبلوماسية مع الجارة الشمالية، استطاع خلالها توظيف نقاط قوته، في عمليات المقايضة والمقايضة المضادة، بما يعزز موقفه في الدفاع عن مصالحه العليا، وبالتالي انتقل من وضع الاستكانة الى فرض الأمر الواقع في صراع سياسي حمل عنوان “كسر العظام” خرجت فيها الرباط منتشية باعتراف اسباني بسيادة المغرب على صحرائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى