الداكي: القضاء رافعة أساسية في كل مخطط تنموي يروم دعم الاستثمار

أكد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، مولاي الحسن الداكي، اليوم الثلاثاء، أن القضاء يعتبر رافعة أساسية في كل مخطط تنموي يروم دعم الاستثمار وتحفيز المقاولات، مبرزا أنه لا يمكن الحديث عن جلب الاستثمار دون الحديث عن دور القضاء في حمايته.

وشدد الداكي، في كلمة في افتتاح أشغال المؤتمر الدولي للاستثمار ورهانات التنمية الذي ينظم من 8 إلى 10 مارس الجاري بالداخلة تحت شعار “رؤية دولية وريادة مغربية”، على أن “توفير البيئة القضائية الآمنة شرط لبعث الثقة لدى المستثمر وتبديد مخاوفه من عدم قدرته على الدفاع عن مصالحه الاقتصادية، بحيث يعتبر مقياسا حقيقيا لنجاح الخطط التنموية للدولة”.

وفي هذا السياق، يضيف المسؤول، يعتبر تقرير النموذج التنموي الجديد الذي أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتنزيله إطارا مرجعيا مناسبا لتحقيق التوازن بين شروط الإقلاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية من خلال رؤية واضحة ومتكاملة تضع المواطن في صلب الاهتمامات اليومية، لافتا إلى أن تحقيق عدالة منصفة وسريعة تضمن سيادة القانون، مطلب أساسي لكل مستثمر يتعين على الجميع التعبئة لبلوغه.

واعتبر الداكي أن تجربة المحاكم المتخصصة بالمملكة المغربية، لاسيما في مجال القضاء التجاري، تجربة رائدة في هذا المجال، مشيرا إلى أنها “أسست لتراكم قضائي خصب من خلال اجتهادات قضائية مهمة في مجال الاستثمار تنم عن إدراك قضاتنا المتميز للواقع الاقتصادي كما شكلت إطارا مرجعيا لتطوير القاعدة القانونية في المادة التجارية”.

وسجل أن نجاح التجربة المغربية في مجال القضاء المتخصص، لاسيما في مجال المنازعات التجارية، لم يكن ليتأتى لولا المساهمة الفعالة لكافة الفاعلين في مجال العدالة، ولاسيما المحامون باعتبارهم جزء لا يتجزأ من أسرة القضاء، وفاعلا محوريا وهوما يتعين التنويه به.

كما نوه الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، بالدور الهام الذي يضطلع به المحكمون والوسطاء وكذا مراكز التحكيم والوساطة باعتبارها من الآليات البديلة لفض المنازعات التجارية التي أصبحت تحظى بثقة متزايدة للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين.

وشدد، في هذا الصدد، على أن تحقيق الأمن القانوني والقضائي يساهم إيجابيا في النهوض بمناخ الاستثمار وكذا في ضمان الأمن القانوني والقضائي للنماء الاقتصادي والأمن القانوني والقضائي للاستثمار، معتبرا أن القضاء آلية أساسية لتأمين الاستثمار وتأمين المناخ الملائم للمجازفة برأس المال.

وبخصوص دور القضاء في تحقيق التنمية الاقتصادية، اعتبر السيد الداكي النيابة العامة دعامة أساسية لحفظ النظام العام الاقتصادي وتشجيع الاستثمار والمساهمة في الرفع من النمو الاقتصادي وضمان الأمن القانوني والقضائي في هذا المجال لتحقيق التنمية الشاملة.

وتفعيلا لهذا الدور، يضيف المسؤول، فإن رئاسة النيابة العامة قد أصدرت عدة دوريات تم توجيهها للنيابة العامة بالمحاكم التجارية تطلب منها فيها بالأساس الحرص على النهوض بدور النيابة العامة الوقائي في صعوبات المقاولة، وتعزيز التنسيق بين النيابة العامة لدى المحاكم العادية والنيابة العامة لدى المحاكم التجارية، واستحضار أثر المنازعات التجارية على الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وكذا تبني تدبير ناجع لأداء النيابة العامة عن طريق تقليص الزمن القضائي.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أشاد السيد الداكي بالدور الريادي الذي تلعبه المرأة العربية والمغربية في المجال الاقتصادي، ليس فقط كمعيلات للأسر، بل أيضا كنساء مقاولات وفاعلات اقتصاديات أثبتن جدارتهن واقتدارهن في تدبير المقاولات، ويمتلكن ما يكفي من الكفاءات للإسهام في التنمية الاقتصادية.

كما نوه بدور المرأة في مجال العدالة، ولاسيما القضاء التجاري الذي أبانت فيه المرأة المغربية عن حنكة كبيرة سواء كقاضية أو إطار من أطر كتابة الضبط أو محامية أو مساعدة من مساعدي العدالة، وتقلدت مسؤوليات قضائية بالمحاكم المغربية.

وافتتحت اليوم الثلاثاء بالداخلة فعاليات المؤتمر الدولي للاستثمار ورهانات التنمية، الذي ينظمه، على مدى ثلاثة أيام، كل من المعهد الدولي للتحكيم والدراسات القانونية وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق، تحت شعار” رؤية دولية وريادة مغربية”.

وتهدف هذه التظاهرة، التي تنظم بتعاون مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية واتحاد المحامين العرب وجهة الداخلة وادي الذهب، وبمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين ومسؤولين قضائيين وفاعلين اقتصاديين مغاربة وأجانب، إلى تسليط الضوء على الاستثمار ورهانات التنمية خاصة في ظل التحديات العالمية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا شك في هذا الكلام النظري و هو عين الصواب ولكن حين نرى الواقع نضع عدة علامات استفهام كبيرة مثلا امس 4 مخازنية متورطون في تسهيل عمليات التهريب الدولي للمخدرات يحكمون مجتمعين ب 12 سنة سجنا و بالمقابل نائب حزبي كبير حوكم ب 10 سنوات سجنا ابتدائيا ليخرج حرا طليقا استئنافيا ناهيك عن عشرات الملفات التي لم تنفذ احكامها منذ عشر سنوات لدى المحاكم التجارية ؟؟ لذلك التنظير شيء و الواقع شيء آخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى