
هل ستؤدي التوترات داخل البيجيدي إلى الإطاحة بالعثماني قبل الأوان ؟
يبدو أن حرب الغليان داخل العدالة والتنمية لم تضع أوزارها , وأن جسامة المسؤولية على عاتق العثماني تضاعفت على ماكانت عليه عهد بنكيران, وأن تنفس صعداء تشكيل الحكومة لم يكن كافيا إن لم نقل أن في طي كل نعمة نقمة .
من كان يتصور أن تخرج ” ماء العينين ” بما خرجت به منذ مطالبتها بعقد المجلس الوطني الإستثنائي لأخذ قرارات مصيرية ؟, ومن كان ينتظر سماع إستقالة بنكيران , وخروج الرميد بالقول ان عهده قد إنتهى ؟, لتبدأ حرب الردود الخفي منها والظاهر , لعبت فيه المواقع التواصلية مالم تلعبه البلاغات والبيانات, وكان لابناء رئيس الحكومة المخلوع نصيب منها دفاعا عن الاب والحزب , حيث وجهت إبنة بنكيران سهامها بالواضح صوب ” الرميد ” منددة بتصريحه الصحفي حول إنتهاء عهد أبيها , وبعدها اتى الدور على إخيها الذي زاد من فضح سلوكيات القياديين , وكشف ظاهرة الإنبطاح التي أدت بالبيجيدي إلى التقهقر غير المنتظر الذي لازالت تداعياته قائمة لايعلم أحد نتائجها السلبية .
الدورة الربيعية للبرلمان بحر الاسبوع الفارط تمخض عنها تطور أدى بأحد القياديين إلى القول بأن” ما يقع داخل الحزب خطير وخطير جدا ,ولايمكن تغطية الشمس بالغربال “في إشارة إلى بوادر الإنشقاقات الجلية التي ظهرت والتصريحات المتبادلة في مواجهة قياديين لبعضهم , فبعد الخرجة الإعلامية للعثماني بميدي1تفي , قال محمد يتيم في تدوينة له :” قرأت بعض التعاليق المتحاملة أو التي كذبت ماجاء في تصريحات العثماني أو التي حاولت التنقيص من مشاركته واللمز فيه معتبرا مشاركته جد موفقة وكل ما جاء فيها صحيح ودقيق وأن من قال غير ذلك إما أنه ليس عضوا في الامانة العامة أو لم يحضر النقاش من اوله إلى آخره إن كان عضوا فيها ” وذلك في إشارة لإنتقاد “حامي الدين” ماجاء به في مواجهة العثماني مدونا على حسابه في الفايسبوك :إن اجتزاء الوقائع عن سياقاتها، واستحضار معطيات وإخفاء أخرى في محاولة مكشوفة لتحويل التنازلات إلى انتصارات هو نوع من التدليس الذي يؤدي إلى التضليل..سبق أن قلت بأن” تقدير المضطر الذي يوضع بعد فوات الأوان أمام الأمر الواقع ويقبل به، لا يعني أنه اتخذ القرار أو ساهم فيه ..”…واليوم أقول، من باب الشهادة أمام الله، ورفعا لأي التباس بأن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لم تتخذ قرارا بإدخال الاتحاد الاشتراكي، ولو اتخذت قرارا واضحا لأصدرت فيه بيانا واضحا بكل شجاعة، كما اعتادت على ذلك.
و بخصوص تعيين زميله في الحزب مصطفى الرميد “وزيرا لحقوق الإنسان” ، اعتبر حامي الدين في نفس التدوينة أن تصوير ذلك انتصارا، فهنا لابد من التذكير بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: “عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا…” الحديث,المطلوب اليوم: صياغة الرواية الحقيقية دون زيادة أو نقصان مع تحري الصدق، فإن الدنيا فانية ولا يصح إلا الصحيح .” إنتهت تدوينة حامي الدين.
وتجدر الإشارة أيضا إلى التقاذف المتواصل بين عزيز الرباح وصاحبة أكبر التعويضات ” ماء العينين ” بعد أن وجه لها الرباح بتزنيت في يوم عيد العمال مالم تستسغه بعد أن نعتها بمعارضة المسار ومنتقدة الإختيار , حينها أحرجت الرباح بالسؤال : ” لماذا قبلت بمنصب نائب رئيس مجلس النواب وأنت تعلم أن مسار التنازل بدأ بلحظة إنتخاب المالكي رئيسا ؟ , بعدها جاء الرد سريعا من لدن الرباح في تدوينته قائلا : ” لن أعطي فرصة لصحافة الصدام لتنفخ في الكير فهي لايهما الحزب ولا الأخ الأمين العام بنكيران ,,,,”
هاته فقط نماذج حية من الحرب الباردة والمسعورة في ذات الآن , اما المستور فحدث ولا حرج , بما في ذلك الصراع حول الترشح لمنصب الامانة العامة , وبدأت التباينات في أبهى تجلياتها بارزة في الطعم المتغير بين لقاء بنكيران الأسبوع الماضي مع برلمانيي ومستشاري حزبه وطعم لقاء العثماني في اليوم الموالي مع نفس البرلمانيين , حيث ظهر العد العكسي لوجود إصطفافات بين قيادات الحزب هناك تيار بنكيران يتزعمه رئيس الفريق الجديد الازمي وزميله بوانو وعدد من البرلمانيين و وتيار العثماني المحصور في وزراء الحزب , في حين مصطفى الرميد الذي يعيش القطيعة مع بنكيران .
ومن هنا , ورغم كثرة تعود قياديي البيجيدي من الشيطان الرجيم , إلا أن هذا الأخير إنتصر وفرق غالبيتهم وجعلهم يتقاذفون ويكشفون أمانات المجالس , وبدأت المناورات تأخذ طريقها في رسم معالم المرحلة المقبلة للمؤتمر , يبدو فيها مخطط الإنقلاب على العثماني جد واضح مع الحيلولة دونه ودون الإقتراب من منصب الأمانة العامة.