دَعْوَةُ الرَّئيسِ الأَلْمانيِّ لِلمِلِك … طَيٌّ لِلْخِلَاف وَبِدايَة ” مَرْحَلَةٍ جَديدَةٍ “

هبة بريس – ادريس بيكليم

عادت الروح لتدب من جديد في جسد العلاقات المغربية الألمانية، بعد مدة ليست بالقصيرة من القطيعة التي أعلنتها المملكة ضد جمهورية انجيلا ميركل، بسبب ما أسمته حينها بأعمال عدائية تمارسها ألمانيا ضد السيادة المغربية ووحدتها الترابية، سواء بشكل رسمي إثر رفض ألمانيا ميركل لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء آواخر عام 2020، وتسارعها لدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث القضية، وكذا عبر منظماتها ومؤسساتها غير الحكومية التي ما فتئت تدعم وتقدم تصريحات وتحركات معادية للمغرب حسب الرباط.

وجاء تنحي المستشارة ميركل عن قيادة المانيا وصعود اليساري “اولاف شولتز” لقيادة الفيدرالية الأمانية، ليغير جذريا من سياسة برلين تجاه المملكة وقضاياها الأساسية، حيث أصدرت الخارجية الألمانية أياماً بعد تنصيب “شولتز” في منصب المستشار بلاغا شددت فيه على أهمية العلاقات المغربية الألمانية، مشيدة بمسيرة الإصلاح الشامل الذي يقوده الملك محمد السادس بالمغرب، وبمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كأساس لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، واصفة إياه بالوقعي وذي المصداقية.

وتوج هذا المسلسل بمجموعة من الإشارات الإيجابية الألمانية تجاه المغرب، أبرزها الدعوة التي بعثها الرئيس الألماني “فرانك فالتر شتانماير” إلى الملك محمد السادس لزيارة دولة ألمانيا الاتحادية، والتي فسرها متتبعون على أنها رغبة ألمانية جادة لتجاوز الأزمة وإعادة بناء العلاقات التنائية على أسس متينة.

عصام العروسي: الدعوة محاولة لطي ملف الأزمة وانفتاح على إمكانات التعاون المشترك.

وفي هذا السياق قال الخبير في العلاقات الدولية عصام العروسي، إن دعوة الرئيس الألماني للملك لزيارة ألمانيا، تدخل في إطار تصحيح المسار، والذي تميز ببيان وزارة الخارجية الألمانية الأخير، الذي أشاد بأهمية مبادرة الحكم الذاتي، وكذا الرغبة الألمانية في تصحيح العلاقات وإعادتها إلى سابق عهدها في إطار منظومة من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي ومختلف القطاعات الاخرى.

وأضاف العروسي في تصريح لجريدة “هبة بريس” الإلكترونية، أن هناك مجالات واعدة للتعاون المغربي الألماني، وخاصة في المجال الاقتصادي، وهذه دعوة لطي ملف الأزمة والمرور إلى مرحلة جديدة يتم فيها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ولفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن هذه الزيارة سيتم فيها توقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية ووضع برامج تعاون أكبر، كما ستساهم في تقريب وجهات النظر حول العديد من القضايا، سيما وأن ألية الزيارات الرسمية التي يقودها رئيس الدولة، ستساهم في ضخ دماء جديدة في هذه العلاقات.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن المانيا استقت الدروس جيداً من أزمتها مع المغرب وأدركت أخيرا أن المغرب له توابت تاريخية لا يريد أن يتنازع حولها من قبل أي كان، كما أن المغرب يفهم جيدا الدور الألماني داخل الاتحاد الأوربي بعد خروج بريطانيا، وشبه البرود مع فرنسا، والألمان يفهمون جيدا ماذا يحصل، ويسعون إلى استغلال هذه العوامل في ظل الأزمة مع اسبانيا وشبه أزمة مع فرنسا، لصالح تقوية علاقة ألمانيا بالمغرب.

العباس الوردي: الدعوة تحمل مؤشرات هامة على رأسها رغبة أكيدة لطي ملف الأزمة

وفي ذات السياق سجل عباس الوردي أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن دعوة الرئيس الألماني فرانك ڤالتر شتانماير، للملك محمد السادس لزيارة المانيا الاتحادية تحمل إشارات عدة لابد من الوقوف عندها بإمعان.

واعتبر الوردي في تصريح لجريدة “هبة بريس” الالكترونية أن الاشارة الأولى لهذه الدعوة تتمثل في في الرغبة الجامحة للجمهورية الألمانية في ضمان استمرار العلاقات الحيدة والاستراتيجية مع المملكة المغربي.

ولفت المحلل السياسي إلى أن الاشارة الثانية لهدة الدعوة تكمن في بحث الفيدرالية الألمانية عن سوق استثماري إلى جانب المغرب، بإعتباره بوابة إفريقيا وللوضع الذي تعرفة صحراؤنا المغربية وقوة بنياتها التحتية وفرصها الاقتصادية، والمشاريع المشتركة بين البلدين.

وفيما ذهب الوردي إلى اعتبار الإشارة الثالثة تتجلى في التغير الجذري للموقف والسياسة الألمانية بخصوص قضيتنا الوطنية الأولى، اثر اعترافها بجدية المقترح المغربي للحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء المفتعل، وهو إشارة قوية لكثير من الدول وعلى رأسها الدولة الجارة الشرقية التي تناور وتشاكس وحدتنا الترابية.

وخلص المتحدث إلى أن الفيدرالية الألمانية اقتنعت أنه يجب أن تبني الشراكات على أساس ما أعلنه الملك محمد السادس بضرورة إقرار القول بالفعل، والتعامل مع المغرب الموحد وضمنه صحراؤه كجزء لا يتجزأ منه، فضلا عن الدور الجديد الذي أصبحت تنعم به المملكة اقليميا وقاريا.

مقالات ذات صلة

‫23 تعليقات

  1. إنها الصدمة الصاروخية عند اعتراف امريكا بالصحراء مغربية للنظام العسكري الإرهابي الجزائري يريدون السيطرة على صحرائنا…

  2. إن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المغرب والمانيا علاقة متينة تجمع بينهما منذ سنوات الخمسينات لحد الآن….

  3. العلاقات الدبلوماسية بينهما ستعزز أكثر بكثير من السابق نتمنى لهما مسيرة حاشدة بالتطورات في جميع القطاعات بالمغرب…

  4. عاش الملك محمد السادس نصره الله وايده دائما سباقا للخير..المغرب في صحرائه والصحراء في مغربيتها وستبقى الصحراء مغربية احبوا ام كرهوا….

  5. الصحراء مغربيه وستضل مغربية إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ونحن وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده …

  6. نحن سنقف لهم بالمرصاد لكل من سولت له نفسه بزعزعة الاستقرار السياسي بالمغرب …وشعارنا هو: الله الوطن الملك..

  7. نتمنى هذه الزيارة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره تعود بالنفع على البلدين الشقيقين وسبل النجاح والتطور التكنولوجي والعلمي والدينامكي..

  8. عرف المغرب تطورات واستثمارات في جميع القطاعات منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش العظيم حفظ الله ملكنا الغالي ونصره.

  9. عرف المغرب قفزة كبيرة تعود بالنفع على البلدين الشقيقين في جميع القطاعات بالاخص في قطاع السياحة والصناعة والخدمات الأساسية…..

  10. نتمنى ان نبني صفحة جديدة بدون مشاكل سياسية ونطي الخلافات السياسية وبالتوفيق للبلدين والازدهار ….

  11. نتمنى هذه الزيارة الملكية المغربية أن تعود بالنفع على البلدين الشقيقين وان تهدف إلى تحقيق الحماية الاجتماعية والتغير والاصلاح في مغرب أفضل بكثير من السابق..

  12. إن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والمانيا علاقة منذ سنوات طويلة ليس وليدة الأمس كانت علاقة متينة وقوية جدآ والآن نتمنى لهم ان تدوم طويلا الى أن يرث الله الارض ومن عليها…

  13. نريد حلا مناسبا لقضيتنا الصحراوية المغربية بدون مشاكل سياسية ونطي الخلافات السياسية بيننا وبين النظام العسكري الجزائري..

  14. نتمنى هذه الزيارة الملكية ان يكون اتفاقا مع الدولة الألمانية بخروج حلولاً مناسبا ترضي الجميع بخصوص القضية الصحراوية بدون مشاكل سياسية…..

  15. نحن تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده دائما سباقا للخير وفقه الله لما يحب ويرضى.

  16. إن العلاقات الدبلوماسية بينهما ستعزز أكثر بكثير من السابق وذالك لبدء علاقات التعاون وتطوير الاستثمارات والاحترام المتبادل بينهما …..

  17. نتمنى لهما بداية موفقة وأن ترفع من استراتيجية جديدة ورئية مستقبلية تستخدم الشباب وتعود بالنفع ….وتكون خطوة ومرحلة انتقالية جديدة…

  18. قلوا اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله صدق الله العظيم .. إنه خبر مفرح استرجاع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والمانيا هذا يبشر بالخير..دامت العلاقة بينهما بالود والاخلاص والعطاء والحب فيما بينهما ستعزز أكثر بكثير من السابق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى