زحف وباء أمكرون..الموسم الدراسي والمصير المشترك

أمام الوضعية الوبائية غير المطمئنة بتاتا بشهادة الجميع، بما فيهم الأطباء وأصحاب القرار، ليس في المغرب وحسب، بل في كافة أرجاء المعمور، وفي ظل حالة الارتباك التي تحدثها أرقام الإصابات اليومية، وما يصاحب ذلك من تناسل أعداد المخالطين ومخالطي المخالطين وصعوبة حصرهم، بدأت تلوح في الأفق بعض الأسئلة المشروعة والتي تنصب كلها في مدى قدرة المدارس المغربية على التأقلم مع واقع وبائي يستعد العالم فيه لموجة ثالثة ورابعة، يقودها فيروس متحور جديد اسمه أمكرون! تحور يرافق فصل الشتاء، تحور وزحف صعبة للغاية، ومبهم من حيث التوقعات المرتبطة بتفشي الفيروس وسرعة انتقاله والقدرة على محاصرته والتحكم في مساره، أمام الحركات السكانية التي غالبا ما تكون متهورة!

فإغلاق بعض المدارس هنا وهناك، بسبب ظهور إصابات في صفوف الأطر التربوية أو الإدارية أو التلاميذ، مع ما يترتب عن هذا الإغلاق من غياب لتكافؤ الفرص بين من أجبروا على التعيلم عن بعد، أو فرض عليهم الواقع التعليم الحضوري، من الأمور التي لا تستقيم مع عالم التربية الذي يتطلب السكينة والطمأنينة النفسية والجسدية للناشئة أولا، والأسر ثانيا، وللمنظومة ككل ثالثا!

إذ، حبذا لو تم فتح حوار شامل في ظل وضعية وبائية غير مستقرة، ومقبلة على زحف الموجة الثانية للجائحة، والتي ربما تم الدخول إليها عالميا امسى في إطار الموجتين الرابعة والخامسة، ليس في المغرب فحسب، بل في المعمور بإسر!

فزحف الوباء بهذا الشكل وفي ظل استعداد العالم للدخول للأخطر، يتطلب يقظة دائمة في كل المجالات، فالحياة الدنيوية واحدة في نهاية المطاف، وأما الحياة المدرسية فهي مستمرة رغم كل العقبات!

كما أن التدابير المتخذة في مجال الدخول المدرسي أظهرت حقيقة يريد الكثير التغاضي عنها، رغم أني أظن أنها جوهر بداية الإصلاح الحقيقي لقطاع التعليم المدرسي بكل مستوياته.

ولعل العودة لنظام الأفواج على أساس 20 تلميذ كحد أقصى داخل الفصول الدراسية، مع تعديل مرن للزمن المدرسي، و بداية مأسسة الاهتمام بالتعليم الذاتي، بداية للإصلاح الحقيقي.
أما وبقاء التهليل والتصفيق للمدافعين باستماتة عن المحفظة الثقيلة، وكثافة الحصص، والزمن العقوبة، والأمراض النفسية المرتبطة به المولدة للنفور من مصطلح مدرسة، والتركيز على هيئة التدريس باعتبارها تبحث عن الراحة المفترى عليها! نقول لهم ماذا حقق هذا النهج بعد سنوات طويلة!

فجوائح الأزمات قد تخلق فرصا للإصلاحات، في هذا القطاع، الذي أنهكته التقارير التي تشخص أوضاعه على كل الجبهات والجهات، فنهج مقاربة التفويج الدائم لوضع حد للاكتظاظ المشؤوم، مع إعادة النظر في قداسة الزمن
المدرسي الغريبة، والعمل بالتوقيت المستمر، ودعم مقاربة التعلم الذاتي المنزلي حكامة تربوية ومالية.

ولعل المناهج الكمية، والمحفظة المكدسة، ورتابة زمن ممل ومرهق بعيد عن وجدان الحياة المدرسية، أرهق الكل، والنتائج يجيب عليها الواقع، هذا الواقع يحاول البعض طمسه بمظاهر خداعة، لا تليق بعالم إسمه تربية التربية!!
أنظروا إذن لنسب الهدر والانحراف، ومراتبنا التربوية والتنموية في مؤشرات التنمية البشرية السنوية! مؤسف عندما يواجه الفكر بعبارة، قم بعملك فقط واصمت!
فزحف كورونا امكرون بهذا الشكل، والفصول الباردة تطل على الأبواب، وسماع الإصابات هنا وهناك بين التلاميذ والأطر التربوية والإدارية، وإغلاق بعض المدارس هنا وهناك، وتحويل بعض الفصول للدراسة عن بعد في مقابل ترك البعض في التعليم الحضوري، هو ارتباك كبير وثقل يزيد من تعب الجميع، من أسر وسلطات صحية وأمنية.
فالمقاربات الاستباقية عليها ان تلتزم بالواقعية أكثر، ف ربما حان الوقت لإعادة النظر فيها، في ظل حالة وبائية غير مطمئنة تماما.
فيا عقل، الحياة المدرسية مستمرة، لكن سلامة السفينة جوهر سلامة الجميع!
كما أن هناك معضلة أخرى ستواجه التدابير الاحترازية الصارمة في المداس بحلول فصل الشتاء فالتهوية تقتضي ترك النوافذ مفتوحة، لكن فتحها في هاته الفصول يعني إصابة الجميع بنزلات البرد القاسية والأمراض المصاحبة لهذه النزلات والتي قد تنتقل لمرحلة الخطر! التفكير في هذه المعضلة من الآن في ظل بنية فصلية يعلمها الجميع، يعد حكمة استباقية احترازية!
لذا، فمقاربة المقارنة بين بلادنا وبلدان متقدمة، كفرنسا أو السويد أو ألمانيا أو.. في الإجراءات أو القرارت التي تتخذ في بعض القطاعات من الأمور التي لا تستقيم!
المقارنة العاقلة البعيدة عن التقليد الأعمى، عليها أن تكون شمولية وليس انتقائية.
الشكل ليس هو الجوهر، فالانظمة الصحية والإجتماعية والتربوية لهذه البلدان صلبة، على العكس تماما بالنسبة لبلدنا.
فكثرة الكلام وتغطية أشعة الشمس بالغربال لم تعد نافعة لأحد!
الوطن في الفترات الحرجة، يحتاج للصراح، ولمن له القدرة على سماع هذه الصراحة، وتحمل ألمها، لا التمادي في الصباغة في جو شديد الرطوبة، جو لا تنفع معه الصباغة، مهما كانت قوية!

مقالات ذات صلة

‫21 تعليقات

  1. نحن ضد التلقيح الاجباري وضد السيطرة علينا تريدون الاغلاق المؤسسات التعليمية والرجوع الى الحجر الصحي مرة أخرى مع تحطيم نفسيتنا بمعنى الكلمة بسبكم تدهورت الحالة النفسية للتلميذ…

  2. والله الثقة انعدمت …لانعرف تصديق من ؟؟؟هل هذآ المتحور الجديد اوميكرون موجود على الواقع أم مجرد إشاعة فقط ومسرحية مؤلفة من اللجنة العلمية الصورة سياسية تمثلونها أمام الرأي العام العالمي…

  3. لماذا انتشر بسرعة فائقة هل لم يكن في علم الوزارة الصحة بأنه سينتشر هذآ المتحور الجديد اوميكرون بهذه السرعة …. أليس هناك غموض وراء ذالك خطة طاكتيكية سياسية تسيطر على العالم بأكمله…

  4. تقولون ان المغرب سيواجه موجة ثالتة من متحورات اخرى اشد من المتحور الجديد اوميكرون هههههههههههه.على هذآ الحال ستغلق بصفة نهائية المؤسسات ولم يعد هناك علم.. أطلبوا العلم من المنزل هههههههههههه.

  5. زحف متحور اوميكرون السريع سياثر على الدراسة…وسيعود الحجر الصحي من جديد ولاحولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

  6. ما مصير التلاميذ إذا انتشر هذا المتحور الجديد اوميكرون هذه السنة الدراسية هل تستأنف ام ستكون الدراسة عن بعد ام التناوب …..

  7. ولماذا هذه اللقاحات الم تكن فعالية وتحميل التلاميذ من هذآ المتحور الجديد اوميكرون هههههههههههه…

  8. أصبحنا في مغالطات ولاندري السبب الرئيسي لهذه حتى أصبح التعليم والصحة لعبة بين السياسيون وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم من كان وراء ذالك….

  9. كيف سيصبح مصير التلميذ إذا امتنع عن الدراسة حضورية بعدما ان جربها في السنة الماضية عن بعد لاتتصوروا حالته النفسية كأنه في دائرة مغلق عليه بدون اوكسجين ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  10. نحن معارضين الدراسة عن بعد يجب على الحكومة الجديدة أن تجد حلا مناسبا يرضي الجميع بدون تفسير مسبق ….

  11. أنا تلميذ في السنة الخامسة ابتدائي لاتتصورون عندما جلست في المنزل تلك السنتين ؛كم مرت عليا وكانني حكم عليا بالسجن المؤبد حتى تدهور حالتي النفسية … ألا تتقوا الله فينا والآن تقوموا بإعادة السيناريوهات المتعلقة ب كوفيد 19 كورونا مرة أخرى حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.

  12. في نظري أن تقوم بالاجراءات للازمة والوقائية للحد من انتشار هذآ المتحور الجديد اوميكرون ومتابعة الدراسة حضورية في أحسن الظروف…

  13. أعيد النظر ولاتتسرعوا في قرارتكم التافهة ياسيد بن موسى .. والوضع الراهن فعلا لايبشر بالخير ولكن لا يضيع التلميذ في الدراسة هذه السنة كما ضاع من قبل ..الكل ضد التعليم عن بعد…

  14. يجب الاحترازات الصارمة والمشددة حتى نحارب هذآ المتحور الجديد اوميكرون .ولا يضيع التلميذ في حقه الدراسي…

  15. أليس لكم الاغ أخبار كورونا ومتحوراتها … هناك المفيد مايقال وليس التفاهات وكلام فارغ كلام ليس له المصداقية والشفافية تحدثوا في وضعية التلميذ القروي المتدهور ماديا ومعنويا..الذي يرد منكم الدعم…

  16. ما كفايا تمثيليات سياسية تمثلونها أمام الرأي العام العالمي حكومة فاشلة لاتعرف كيف تتصرف مع التعليم والصحة وغيرها ….حدث ولا حرج…

  17. المسألة أصبح جد صعب للغاية يجب على الحكومة الجديدة أن تسرع في ايجاد حلا مناسبا يرضي الجميع حتى لايتدهور هذآ القطاع التربوي التعليمي….

  18. نحن رافضين التعليم عن بعد أعيد النظر الى هذا الموضوع ووجود حلولا مناسبا .حتى لاتتدهور الحالات وتصبح كارثة كبرى لايحمد عقباها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى