سطات..هل حان الوقت لتحويل ضفاف أم الربيع من مستنقع للموت الى منتجع سياحي؟

محمد منفلوطي_ هبة بريس

عاصمة الشاوية” بلاد الخير والخماير والتبوريدة”…”بلاد كأس الشاي المنعنع على عافية هادئة ومرحبا وزيد القدام”…”بلاد العز و  والمجد والخيل والتبوريدة”، شيوخها وأبناؤها فرسان يعشقون المواسم والحفلات، رمزها هو الحصان الذي يقع في قلب المدينة، على مقربة من تاريخها المجيد المجسد في القصبة الاسماعيلية التي أطلق المولى اسماعيل بناءها لجلب النظام والأمن.

سطات عاصمة اقليمها الممتد على طول هضابها ومنحدراتها وسهولها الشامخة بمجدها وحبات تربتها، فيها قبائل عدة مشهود لها بالنضال ومقاومة الاستعمار.

غير بعيد عن مركزها، صوب مدينة مراكش، تستوقفك مناظر خلابة تستهوي عشاق الطبيعة على بعد 50 كيلومتر تقريبا، يلامسك نسيم وادي أم الربيع الذي يضم بين ثناياه ثروة مائية وسمكية هائلة قد تجعل منه منتجعا سياحيا رائعا بدل تحوله الى مستنقع للموت يبتلع سنويا ضحاياه في صمت.

سد المسيرة موقع سياحي يسائل المنتخبين محليا واقليميا

ما جعلنا نثير هذا الموضوع من جديد لعله يجد آذانا صاغية من قبل الفاعلين السياسيين محليا واقليميا، هو تلك الفاجعة التي أودت بأم وثلاثة من صغارها غرقا، ذنبهم انهم أرادوا عبور النهر لصلة الرحم بين ذويهم في الضفة الاخرى، فتقاذفتهم مياه النهر نحو الاعماق ، بحيث لازالت فرق الغطش ومعها عناصر الدرك الملكي يشقون المسافات بحثا عن جثتهم وسط الاوحال دون جدوى تحت اشراف قائد سرية الدرك الملكي بسطات رفقة معاونيه وحشود كبيرة من المواطنين ينتظرون الفرج.

إنها ضفاف أم الربيع الذي يقطع هضاب مشرع بن عبو ومنطقة بني مسكين، ووصولا الى سد المسيرة الخضراء، الذي يعد كنز من كنوز الشاوية بحكم موقعه الجغرافي المتميز، ومتنفسا يقصدونه الزوار لقضاء يومهم من أجل الاستجمام، إلا أنه لا يلبي أدنى حاجيات الوافدين عليه، نظرا  للغياب التام للمرافق الحيوية والبنيات التحتية، وضع يسائل المنتخبين محليا واقليميا مفاده: هل هناك رؤية تبصرية مستقبلية لتحويل هذا الفضاء الرائع من مستنقع للموت الى منتجع سياحي، وتوفير فرص للشغل لابناء المنطقة وتسهيل عبور النهر من خلال انشاء ممرات آمنة بدل مراكب الموت التقليدية؟.

إنه منتجع وادي أم الربيع الذي يقطع هضاب وتلال جنوب إقليم سطات محولا إياها الى لوحات فنية رائعة، يطل على هضاب ومرتفعات إقليم الرحامنة، بتربتها البنية غنية بخيراتها، يضم بين أحضانه العشرات من ممتهني شباك الصيد الذين يتخذون من مياه السد مكانا مناسبا لهم لقضاء يومهم بقواربهم التقليدية.

وقفة تأمل

إن المطلوب اليوم، هو خلق نوع من التلاحم بين كافة المتدخلين والفاعليين السياسيين و الجمعويين البيئيين بعيدا عن ” كاميرا شوفوني”، لدعم هذا المشروع وفق مقاربة تشاركية للمساهمة في تعزيز المسيرة التنموية للمغرب عامة و لمدينة سطات خاصة، وفي تنمية دور المجتمع المدني في الرفع من نسق حماية البيئة وخلق فضاءات سياحية، بما سيساعد على كسب رهـان التنمية المستدامة الـذي أصبح من رهـانات السـاعـة لا فقط في وطننـا بل أيضـا في جـل دول العالم، وهـو رهـان ارتقـى بـه ملك البلاد محمد السادس نصره الله إلى مستوى الأولوية المطلقة في المسيرة التنموية للمغرب وجعله الهدف المشترك لكل السياسات من خلال مشروع الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى