بالصور… قنصلية “برشلونة” تخالف التعليمات وتحدد توقيتها الخاص أمام الجميع

لطالما أكدنا خلال هذا الموقع بالبراهين والحجج أن تمة قنصليات في إسبانيا لا تحترم بثاتا أبسط التعليمات التي تصدر عن وزارة الخارجية ولو بخصوص الدوام الإداري المعتمد لدى جميع المراكز دون إستثناء، فما بالك بالخدمات الإدارية التي لا يعلم مدى مطابقتها للتعليمات سوى الله والمرتفق المغلوب على أمره والقادم من مسافات تفوق أحيانا مئات الكليومترات ليصطدم بواقع آخر لا يقل أهمية عن سابقه.

الصورة التي إلتقطتها عدسة “هبة بريس” من أمام مقر القنصلية العامة ل”برشلونة” لا تدع مجالا للشك والريبة في تهاون بعض المسؤولين سامحهم الله في التطبيق السليم للمذكرات الوزارية واحترام التوقيت الإداري المعمول به لدى زملائهم الآخرين، فكيف يعقل أن تتجرأ هذه القنصلية وحدها على تحديد توقيتها الخاص بها وإلصاقه ببابها الرئيسي حتى يقتنع كل مرتفق بقانونيته ولا يستطيع أن ينبس بكلمة واحدة في هذا الخصوص.

سؤال يجب ان نطرحه على وزارة الخارجية بذاتها قبل طرحه على مسؤول ثبت من خلال إرتسامات و” تبركيكات” الجالية المقيمة بدائرته القنصلية أنه فاشل ولا يفقه في العمل القنصلي سوى ما يعرفه “الحمار في سكين جبير”، لا بل الأنكى من ذلك أنه يعتكف داخل مكتبه طيلة اليوم ( رهبانية ما كتبناها عليهم ) ودون مبرر، متناسيا أن وجوده على رأس هذه المؤسسة يستوجب عليه أن يكون ملما بكل صغيرة وكبيرة، فمن السهل على أي شخص أن يرتدي رابطة عنق أو “بابيون” ويجلس في مكتبه المكيف واضعا رجليه على بعضهما تعظيما واستكبارا، لكن الأصعب أن ينزل إلى الميدان ليرى بأم عينيه مشاكل المواطنين وهمومهم التي لا تنتهي في كل المصالح التابعة لهذه المؤسسة.


ولكي نسلط الضوء أكثر على هذا التوقيت المعتمد من طرف القنصلية العامة ل”برشلونة” يجب الرجوع قليلا إلى الوراء حتى نفهم الظروف الإستثنائية التي حددته، حيث كان ذلك في عز الجائحة سيما بعدما أغلقت القنصلية المعنية أبوابها بسبب “الكوفيد” واستأنفته بعد ذلك ، مما خلق إزدحاما غير مسبوق بآثار رجعية إنتهجت معه القنصلية توقيتا إستثنائيا قصد تمكين الموظفين من إستقبال آخر مرتفق يتواجد في قاعة الإنتظار ، وهذا ما يمكن إعتباره إجتهادا محمودا خاصة إذا علمنا أن الفترة الصباحية الممتدة بين التاسعة والثانية زوالا كانت فقط لتسليم الوثائق المطلوبة إلى الموظفين، ثم بعد ذلك وفي الفترة المسائية تعالج الملفات الواردة على حدة ويتم إدخال المعلومات إلى الحاسوب وهذه العملية تسمى ب “السيزي” أي إرسال المعطيات إلى الخارجية عبر “السيسطيم” مع الإحتفاظ بالوثائق في أرشيف القنصلية العامة.

إذا أخذنا بعين الإعتبار المعطيات السالفة الذكر والتي إعتمدت في عهد القنصل العام السابق وقارنناها مع القنصل العام الجديد الذي إعتمد نفس طريقة العمل فلن نجد تفسيرا واضحا لهذا التهاون والتراجع الخطير ، ناهيك عن معطى آخر تعلمه وزارة الخارجية أن القنصل الحالي السيد “شريف الشرقاوي” تعززت موارده البشرية ب 11 موظفا أضافيا في شهر شتنبر الماضي ، أي بنسبة إضافية تعادل 35 في المائة من المنظومة الإدارية وما تزال المؤسسة على حالها بل أقل إنتاجا مما كانت عليه، وهذا إن ذل على شيء فلا يذل سوى عن إختلال خطير وسوء في تدبير الموارد البشرية للقنصلية العامة.

إن المعطيات المتاحة في هذا التحقيق نعتبرها بمثابة العين الثالثة التي لا ترى بها الوزارة الوصية على القطاع، وانعكاساتها على مصالح المواطنين تستوجب تدخلا حازما من طرف المسؤولين كل من موقعه بما يضمن إستفاذة أكبر عدد من المرتادين من الخدمات الإدارية وفقا لما تضمنته مذكرات التوقيت والدوام اليومي، وليس العكس المتمثل في إغلاق الأبواب على الساعة الثانية زوالا وقاعات الإنتظار خاوية على عروشها ومواطنون يمنعون من الدخول بدعوى إحترام الملصق الذي يفتقر حتى إلى الطابع الرسمي للقنصلية.

فهل يعلم الوزير أن رعايا صاحب الجلالة يعودون أدراجهم خائبين ساخطين من حيث أتوا بعد الساعة الثانية زوالا ودون وجود مرتفقين في قاعة الإنتظار ؟

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. فعلا هذه القنصلية تراجعت في ادائها منذ مجيء القنصل الجديد. انا كان عندي مشكل تما وطلبت نشوفو ومخلاونيش وما لقيت حتى مع من نتكلم ونشرحليه المشكل ديالي ورجعت بحالي بلا مقضيت حتى غرض. المقال تطرق لحقيقة مؤلمة وهي ان القنصل غائب على الأنظار ولا يهتم للمشاكل التي يعانيها المهاجر.
    رجاء تدخل الوزارة ولي مافيه ما يخدم ميحرقش راسو يطلب استقالتو ويعينو قنصل جديد لي مزال فيه ما يخدم الجالية

  2. كاين شي مسؤولين لي معندهم غرض . خاصهم غير المانضة لي كتوصل ل 8 مليون سنتيم ولهلا يركب فاس على هراوة. معندهمش الحس الوطني والضمير المهني باش يخدمو القضية ديال الجالية. وهذا لي تنشر عليه المقاب واحد منهم بلا شك.
    تحية عالية لكاتب المقال وخ متنعرفوش لكن كلامو في الصميم.
    وتحرك ابوريطة وشوفلينا شي حل ماشي تخلي بحال هاذ المسؤولين يتلاعبو بنا كيفما رشقليهم

  3. السلام عليكم إخواني.
    اوساخ المسؤولين. خليناهم فالمغرب تبعونا حتى لهاذ الأرض السعيدة. والمشكل راه وخ جاو لهنا وشافو مستافدوش ابدا من الحظارة والديمقراطية . بغاو السيبة والفوضى تبقى كيفما هي.الله يغبرليكم الشقف

  4. كل ما قرأتُ لك مقالا أخي ي يزيد تأكيدي على عدم اكثرات الوزارة لأمر الجالية…هل تظن أنهم سوف يغيرون القنصل؟؟ ام انهم سيتخدون إجراءات صارمة في حق من خرق القانون أو تهاون في أداء واجبه المِهني على أتمٌِ وجه ؟ حتى و إن كان هناك تغيير فسوف يكون تغيير أقبح و أفسد و هم لا تهمهم مصلحة الجالية و لا حتى يهمهم إن كانت القنصلية صالحة او تعمل بفريق ليس في المستوى، بقدر ما يهمهم الأرقام الهائلة من النقود التي تحققها كل قنصلية . كما وقع في قنصلية مورسيا بدل تغيير بعض الأشخاص هناك الدين سُمعتهم دون المستوى و دون التطرق لمجال اشتغال بعضهم قبل الإلتحاق بالقنصلية، فكل الجالية تعرف السمعة السيئة للبعض من الموظفين المحليين. دون الخرقات الجسيمة و أنا أعي ما أقول و بالدلائل….فبدل إيقاف هؤلاء الناس عن العمل تم إضافة موظفين آخرين من المغرب، فهل هدا شيء معقول؟ ليس بالشيء المنطقي أبدا…فقد زادو الطين بلة… القائمة طويلة سيدي و لكن لا حياة لمن تنادي….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى